الروائي مفيد عيسى أحمد الأدب يشكل مصدرا مهما لدراسة الشعوب
آخر تحديث GMT 11:08:52
المغرب اليوم -

الروائي "مفيد عيسى أحمد" الأدب يشكل مصدرا مهما لدراسة الشعوب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الروائي

الروائي مفيد عيسى أحمد
طرطوس ـ سانا

يرى الروائي والكاتب مفيد عيسى أحمد أن علاقة السياسة بالأدب علاقة قديمة لكن هذه العلاقة يحكمها التجاذب موضحا أن التحولات الكبرى والأحداث التي شهدتها المجتمعات البشرية كانت تترافق دائما مع تغيرات في السياسة والاقتصاد وبالتالي مع تحولات ثقافية.
وأشار في هذا السياق الى ملحمة جلجامش والألياذة والأوديسة وانبثاق تيار السوريالية عقب الحرب العالمية الثانية والذي أسس على الدادائية التي أفرزتها الحرب العالمية الأولى كرد فعل على عبثية الحرب وجنونها إضافة إلى ما أفرزته الحرب العالمية الثانية بما يسمى تيار العبث في الأدب والفن.
وفي محاضرة له ألقاها اليوم في المركز الثقافي في صافيتا بعنوان “السياسة والأدب..جدلية العلاقة والتأثير” قال الكاتب أحمد إن علاقة الأديب بالسياسة تختلف وفق معطيات الواقع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر في الفاعلية الإبداعية إضافة إلى الظروف الأخرى كالسقف المتاح للكتابة والإبداع.
واعتبر أن النصوص التي يكتبها مبدعون لا ينتمون للحضارة الغربية حتى وإن كانت تشتغل على الخاص والفردي والجواني هي ولاشك تحمل دلالات تعكس بعدا سياسيا للوجود الإنساني يتجلى غالباً بواسطة الترميز والمداورة.
ويعتبر أحمد أن السياسة تشكل جزءا أساسيا من الثقافة في نتاجها الأدبي والفكري والفني وهذا ما تجلى في النظريات والمدارس الأدبية ذات المرجعيات السياسية المعروفة من الشكلية الروسية إلى الظاهراتية والتفكيكية بل حتى النظرية الواحدة اختلفت باختلاف المنظرين المساهمين فيها كالبنيوية التي انقسمت إلى مدرستين على أساس أيديولوجي.
ويفرق الأديب أحمد بين الأدب السياسي والسياسة في الأدب فالأدب السياسي برأيه هو ذلك الذي يعني ينظرية سياسية معينة بتوجه أيديولوجي وهو قد يتطرف ليصل إلى حد ما يمكن تسميته الأدب الدعائي الذي يحاكي السائد سياسيا فقط دون أن يهتم بالآراء الأخرى وهو أدب لابد أن يفقد قيمته في حال كانت له قيمة مع انحسار التيار الأيديولوجي الي يدافع عنه كرواية الأم لمكسيم غوركي والعقب الحديدية لجاك لندن أما تلك الأعمال الأدبية التي نتلمس فيها بعدا سياسيا فهي كثيرة ولا يكاد يخلو عمل أدبي من ذلك.
وفي سياق الدور غير المباشر للأدب في السياسة يقول أحمد إن الأدب يشكل مصدرا مهما لدراسة الشعوب وهو أمر ضروري في أسس اتخاذ الخطوات السياسية وصحة اتخاذ القرار مشيرا في هذا السياق إلى استثمار الغرب للأدب العربي من خلال الاستشراق حيث عمل الغرب منذ القرن التاسع عشر على دراسة الموروث والنتاج العربي وذلك لمعرفة الخصائص العربية النفسية والعقلية الاجتماعية والثقافية وذلك لخدمة أهدافه السياسية في المنطقة وأقام لذلك مدارس مختلفة وأرسل علماء وبعثات وأنفق مبالغ طائلة وقد نتج عن ذلك دراسات كثيرة بعضها نشر وبعضها لم ينشر لأنه أعد لأهداف لا تسمح بنشره.
وتوقف المحاضر عند علاقة السياسة بالأدب وتقاطعهما عند الأشخاص لا النصوص فقط حيث نجد أدباء تبووءوا مناصب سياسية كـ “ليوبولد سنغور” الشاعر السنغالي الذي أصبح رئيساً للسنغال ونزار قباني وعمر أبوريشة وتوفيق يوسف عواد ومانع سعيد العتيبة وغيرهم مشيرا إلى النزعة للكتابة التي تتملك بعض السياسيين بكل درجاتهم.
وختم الكاتب بالإشارة إلى أن علاقة الأدب بالسياسة كانت موضوعاً لكثير من الأبحاث والدراسات والآراء وقال إن التداخل بين الأدبي والسياسي يفرض تغيرا في الخطاب البنية واللغة والدلالات فالنص الأدبي قد يتحول إلى خطاب دعائي مباشر حينذاك تبدو الدلالات مجدبة فقيرة ومحدودة تأخذ منحى الاصطلاح أما في حال طغى الأدبي في النص السياسي فانه يتحول إلى خطاب ملتبس بلغة فضفاضة ودلالات مترهلة.
يذكر أن الأديب والروائي مفيد عيسى أحمد حصل على العديد من الجوائز الأدبية وله مجموعتان قصصيتان “البطل في وقفته الأخيرة” و”ثلاثة نداءات وتصبح نجمة ورواية “الماء والدم” إضاقة إلى رواية قيد الإنجاز بعنوان “الدوار الجنوبي”.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائي مفيد عيسى أحمد الأدب يشكل مصدرا مهما لدراسة الشعوب الروائي مفيد عيسى أحمد الأدب يشكل مصدرا مهما لدراسة الشعوب



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib