الدار البيضاء - جميلة البزيوي
تعمل خلال هذه الأيام مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية المغربية، على إجراء تحقيقات غير مسبوقة لمعرفة حجم الأموال المغربية في بعض بنوك الدول الأوروبية قصد إعداد تقارير مفصلة حول حجم ثراء مسؤولين معينين إَضافة إلى رجال أعمال ومدنيين وعسكريين. وحسب مصدر عليم، كُلفت عناصر فرقة خاصة بتحديد حجم هذه الأموال بعد أن تبين أن قائمة بأسماء مسؤولين نافذين على رأس أجندة أعمال هذه الأجهزة.
وعزا مصدر مطلع أسباب التحقيقات غير المسبوقة بشأن ثروات مدنيين وعسكريين مغاربة بالخارج، إلى ضرورة تفعيل قانون غسل الأموال والضغط الأميركي الذي يبقى من بين أهم الأسباب التي حركت هذه التحريات، ومراقبة الحسابات المصرفية الخاصة بالأشخاص، في إطار الحرب لتحقيق منابع الإرهاب ووقف تمويل الأنشطة الإرهابية. هذا ومن المحتمل أن تواجه التحقيقات الجديدة صعوبات استئثنائية في البنوك السويسرية التي أصبحت وجهة لأثرياء مغاربة كونها تتعامل مع عملائها بمنطق السرية التامة، إذ أن جميع الحسابات المصرفية تتم تغذيتها عبر قنوات سرية ولا تحمل أسماء أصحابها، رغم أن الاتجاه العالمي الحالي أصبح يفرض على هذه الحسابات حمل أسماء أصحابها.
وأضاف المصدر، أنه لا توجد دراسات رسمية دقيقة في هذا الشأن من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي وبنك المغرب المركزي، إذ كل ما هناك احصاءات وتقديرات لمؤسسات دولية منها مؤسسة تقرير الثراء العالمي التي أوردت وجود 4900 مليونير مغربي استنادا على معيار امتلاك مليون دولار للشخص، مما جعل المغرب يتبوأ المرتبة الثالثة في المنطقة المغاربية والتاسعة أفريقيا بعد تونس التي احتلت الرتبة الأولى 6500 مليونير، ثم الجزائر في الرتبة الرابعة 4100 في وقت التي تصدرت جنوب أفريقيا قائمة الأثرياء بـ48 ألف مليونير.
من جهة أخرى، كشفت تقارير اقتصادية دولية، في الآونة الأخيرة، عن كون نحو 30 في المائة من ثروات وأموال الأغنياء في المغرب يتم توجيهها وإيداعها في البنوك السويسرية الخاصة، ليحتل المغرب بذلك إحدى المراكز المتقدمة بين البلدان العربية والأفريقية في ما يتعلق بـ"تهريب" الثروات نحو البنوك الأوربية. وأكدت التقارير أن إحصاءات البنك الدولي تتحدث عن ما قيمته 1000 مليار دولار من الودائع العربية في البنوك الأوروبية، مشيرا إلى أن الإحصائيات الخاصة بمثل هذه الظواهر تختلف لغياب قواعد بيانات دقيقة في البلدان العربية، وكذلك نتيجة لطبيعة هذه الممارسات نفسها حيث يتوخى المتعاطون لها السرية التامة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر