الرباط - سعد إبراهيم
فشلت أسرة الراحل محمد جرير "ولد حمان" اللاعب الدولي وصاحب أوّل هدف في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي خلال كأس العالم 1970 في المكسيك، أمام ألمانيا الغربية، مِن استرجاع جثمانه ليدفن في المغرب بسبب التكاليف الباهظة للرحلة.
وحسب مصادر من عائلة صاحب أوّل هدف مغربي وأفريقي في تاريخ المونديال فإن الأسرة الصغيرة للراحل اضطرت إلى دفنه ببوستن في أميركا بعد معاناة كبيرة مع المرض، تحمّلت خلاله الأسرة مصاريف العلاج والأدوية الكثيرة طيلة أعوام من المعاناة.
وأضافت المصادر ذاتها أنّ بعض المسؤولين المغاربة ربطوا اتصالاتهم بأسرة الفقيد مِن أجل محاولة ترتيب عملية نقل جثمانه من الولايات المتحدة الأميركية إلى المغرب، لكن بعد فوات الأوان وصدور قرار دفنه في أحد مقابر بوستن، إذ حاول المقربون من حمان جمع المبلغ المالي الكفيل بعملية نقل الجثمان لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وبخاصة أنّ الراحل خضع للعديد من العمليات المكلفة والعلاج وما يتبعه ذلك من فحوص وأدوية، استنزفت الميزانية المتواضعة للأسرة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الطاقم الطبي والموظفين في المستشفى الأميركي استغربوا بعد وفاته مِن أهمية الرجل التي ظهرت فجأة بعد أن لفظ أنفاسه، وبخاصة بعد علمهم بأنه أوّل مَن سجّل هدفا لبلاده ولقارته الأفريقية في المونديال، إذ طيلة فترة خضوعه للعلاج الطويلة لم يشعروا أن المريض حمان يحمل كل هذه الأهمية، ملقين اللوم على مسؤولي بلاده، إذ تم استعراض هدفه في مرمى ألمانيا في المستسفى وأبدوا استغرابهم كون أن هذه الشخصية لم تحضَ بالاهتمام الذي تستحقها قيد حياتها.
وتوفي السبت أسطورة نادي الرجاء الرياضي والمنتخب الوطني، محمد جرير الملقب بـ"حمان"، في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر يناهز 76 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع المرض فرض عليه مغادرة تراب المغرب قبل بضعة أعوام.
حمان ابن حي درب السلطان في مدينة الدارالبيضاء، وتعلم أبجديات كرة القدم داخل نادي الرجاء الرياضي، واستطاع أن يدوّن اسمه كأول من أحرز للمنتخب الوطني هدفا في نهائيات كأس العالم، وذلك خلال مباراة ألمانيا ضمن نسخة المكسيك 1970 التي انتهت بخسارة المنتخب الوطني بهدفين لواحد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر