خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم
آخر تحديث GMT 12:48:58
المغرب اليوم -

رغم مرور خمسين عامًا على حلم تنبأ بحصوله

خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم

خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم
واشنطن - عادل سلامة

قبل نصف قرن أي في عام 1963 وقف الدكتور مارتن لوثر كينغ يلقي خطابة الشهير الذي قال فيه "لدي حلم" أمام حشود جماهيرية تقدر بـ 250 ألف تجمعوا في الساحة الوطنية أمام تمثال لينكولن. وفي ذلك الخطاب تناول القس مارتن لوثر كينغ الأحوال المخزية للسود في أميركا آنذاك والأوضاع العنصرية التي عانوا منها سنوات بعد إعلان تحرير العبيد.
وكان مارتن لوثر كينغ يلقى خطابه من نص مكتوب، ولكنه توقف عن قراءة الخطاب في منتصفه بعد أن طالبته امرأة بأن يتحدث عن "الحلم" وذلك في إشارة إلى خطاباته المرتجلة التي كان يلقيها عليهم في مناسبات سابقة، وعلى الفور ترك مارتن النص المكتوب وبدأ في إلقاء خطبة مرتجلة عن الحلم الذي أصبح في ما بعد من أشهر العبارات المميزة التي يرددها العالم.
لقد قفز لوثر كينغ بهذا الخطاب المرتجل إلى قمة التاريخ بصوته الذي تصاعد تدريجا بصورة حماسية وعاطفية، وتحول من استعراض المظالم الاجتماعية وتقييمها إلى الحدث عن رؤية مضيئة بالأمل حول ما ينبغي أن تكون عليه أميركا وقال "لدي حلم". ثم شرع في تناول تفاصيل الحلم فقال أن "أطفاله الأربعة الصغار سوف يعيشون يوما ما في أمة لا يصنف فيها الناس وفقا للون بشرتهم وإنما وفقا لمضمون شخصيتهم".
ويحكي الناشط في مجال الحقوق المدنية جون لويس عن ذلك اليوم قبل خمسين عاما فيقول أن "الناس جاؤوا من كل حدب وصوب وهم في أبهى حلة للاحتجاج، وكان الصليب الأحمر يقوم بتوزيع مكعبات من الثلج لتخفيف حدة حر أغسطس/آب آنذاك".
ولم يكن خطاب لوثر كينغ مجرد حجر الأساس العاطفي والوجداني لمسيرة واشنطن، وإنما كان أيضا بمثابة عهد ووصية من رجل يفيض بقدرات محركة بسحر كلماته. لقد كان الخطاب مؤثرا لدرجة أنه كان يحرك مشاعرهم ودموعهم حتى بعد مرور خمس سنوات من إلقائه. كما كان بمثابة مصدر الإلهام لنشطاء في العالم أجمع بداية من ميدان تيانانمن في الصين وحتى وسويتو في شرق أوروبا وفي الضفة الغربية.
ولكن ما سر تأثر الناس في أنحاء العالم كافة وعبر كل الأجيال بهذا الخطاب. السبب في جانب منه يعود إلى الخيال الروحاني الذي كان يتمتع كينغ كما يرجع إلى تمكنه الفائق من مهارات فن الخطابة وموهبة التواصل مع الجماهير ، بالإضافة إلى قدرته على توصيل أرائه العادلة من خلال لغة غنية بالمعاني الدينية والتاريخية. لقد حفل الخطاب باقتباسات كثيرة من الإنجيل واستخدمها في وضع معاناة الأفارقة الأميركان في سياق الكتاب المقدس كي يمنح الجماهير السوداء الشجاعة والأمل. كما استغل جيدا فقرة بولس الرسول إلى أهل غالاتيا الذين تحدث فيهم عن عدم التفرقة بين البشر. كما قارن بين بني إسرائيل وهم يهربون من العبودية في مصر إلى أرض الميعاد، وبين الزنوج الذين لايزالون في المنفى.
لقد كان مارتن لوثر كينغ يعلم أنه ليس بالأمر السهل تحول الأصوات المتنافرة في الأمة الأميركية إلى سيمفونية جميلة من الأخوة. ولم يتوقع مارتن لوثر كينغ يوما ما أن يحتفل رئيس أميركي أسود باراك اوباما، بذكرى مرور  خمسين عاما على خطابه في نفس المكان أمام تمثال لينكولن وعلى مسافة قريبة منه تمثال له. ولكنه كان يحلم بمستقبل تسطع فيه شمس العدالة على البلاد.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم خطاب مارتين لوثر كينغ لايزال في أذهان الناس حتى اليوم



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib