إعلامي مصري يرصد ثقافة الخبز والتسامح الديني في المغرب
آخر تحديث GMT 03:49:05
المغرب اليوم -
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

إعلامي مصري يرصد "ثقافة الخبز" والتسامح الديني في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إعلامي مصري يرصد

الكاتب المصري ناصر عراق
الرباط - المغرب اليوم

بعد حضوره إلى المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وجولاته في بعض مناطق المملكة رفقة الشاعر المغربي ياسين عدنان، أفرغ الكاتب والإعلامي المصري المعروف ناصر عراق مشاهداته الخاصة في مقال نشرته صحيفة الأهرام المصرية.

هذا مقتطف من أهم محاور المقال كما نشر في الصحيفة المصرية":

يحتل الشاعر والروائي والإعلامي المغربي ياسين عدنان مكانة مرموقة لا في الثقافة المغربية فحسب، وإنما في الوسط الثقافي المشارقي أيضا، نظرًا لحيويته وحضوره الدائم في الفعاليات المشرقية. وقد استثمر هذا الشاب الموهوب (روايته "هوت ماروك" وصلت إلى القائمة الطويلة في البوكر العربية لهذه الدورة)، برنامجه الأسبوعي (مشارف) الذي يبث على القناة الأولى المغربية منذ أحد عشر عامًا في تعزيز التكامل الثقافي العربي إذا جاز القول، إذ استضاف عشرات المبدعين من الشرق والغرب وتناول معهم الهموم الثقافية التي تشغل بال المجتمع العربي من الماء إلى الماء، وقد كان لي حظ أن يسجل معي حلقة كاملة من هذا البرنامج.

أعرف ياسين منذ ثمانية عشر عامًا، إذ كان المسؤول عن مكتب دار الصدى للصحافة بالمغرب، التي أصدرت مجلة "دبي الثقافية" في ما بعد، وكنت بوصفي رئيس القسم الثقافي في دار الصدى ثم مدير تحرير دبي الثقافية على تواصل شبه يومي معه من مقر الدار بدبي، وهكذا توطدت علاقتنا من قرن إلى آخر. ولم يتأخر الرجل عن اصطحابي في جولات داخل الدار البيضاء، ثم مراكش بعد ذلك؛ ولأنه عاشق مفتون بالمغرب، فقد تجول بنا في الشوارع والأزقة والمقاهي والمطاعم والحدائق شارحا وموضحًا وناصحًا. ولا أخفيك فإن النظافة الشديدة للشوارع والمباني والنظام المروري الدقيق واختفاء ظاهرة التكدس البشري...كل ذلك منح البلد مظهرًا حضاريًا جعلها أشبه بدول أوروبا.

في مطعم شعبي بسيط في قلب ميناء الدار البيضاء، على بعد أمتار قليلة جدًا من المحيط الأطلسي، تناولت أفضل سمك وجمبري تلذذت به في حياتي، وقد عرفت للمرة الأولى أن الكائنات البحرية التي تعيش في هذا المحيط تختلف بشكل عجيب عن تلك التي تسبح في البحار والخلجان من حيث طعمها اللذيذ. كذلك شاهدت المدينة القديمة بالدار البيضاء، حيث يتجاور المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي، في إشارة واضحة إلى أن المغرب يحتضن الجميع بلا عنصرية أو تطرف منذ القدم.

الحقول والأشجار والحدائق تلوّن الفضاء المغربي بشكل رائع، فأينما وليت وجهك ثمة اخضرار طبيعي خلاب، ولما ركبنا القطار من الدار البيضاء متوجهين إلى مراكش (نحو 220 كم شرقا) أسرتني هذه الحقول اللانهائية. وقد علمت أن المغرب يكاد، في السنوات المطيرة كهذه السنة، يحقق اكتفاءً ذاتيًا من القمح، لأنه يعتمد ثقافة الخبز؛ فالمغاربة لا يعرفون الأرز مثل المشارقة، والخبز يتصدر المائدة في الوجبات الثلاث، أما "الكسكس"، وجبتهم الشهيرة، فلا يتناولونه إلا في أيام الجُمع فقط.

مراكش... وما أدراك ما مراكش؟ إنها المدينة الباذخة... أو المدينة الحمراء كما يطلق عليها أهلها، فجميع مبانيها طليت باللون الأحمر ودرجاته الظلية اتقاء لشمسها الحادة في شهور الصيف، لكنها في الشتاء تبدو غارقة في غشاء من السُحُب والغيوم الملبدة بالأمطار، والشمس إذا استطاعت أن تخترق هذا الغشاء تسطع علينا نورًا وسرورًا.

في مراكش تجولنا معًا في ساحة جامع الفنا التي تحتشد بأناس يقدمون عروضا من التراث الشعبي المغربي (أفتح هذا القوس لأذكرك بمشاهد جمعت رشدي أباظة وسعاد حسني في هذه الساحة في فيلم الحب الضائع لبركات عام 1970).

ومن مراكش أيضا اصطحبنا المثقف المغربي المرموق محمد علي الهلالي، الرئيس السابق لمهرجان السينما بزاكورة، جنوبي المغرب، نحو أحواز مراكش في مسافة تبعد نحو 25 كم عن قلب المدينة، لنطل على مشروعه السياحي الخاص المتمثل في تشييد فيلا للاستجمام وسط الحقول الممتدة (فيلا سيدي سافو) التي تعد ملاذا سياحيا من طراز بديع. وأشهد أن المكان كان ساحرًا يكشف عن عشق الرجل لفكرة التأمل والعمل على تهيئة الراغبين في اقتناص طائر التأمل على تحقيق حلمهم.

على بعد 30 كلم من مراكش تمتد جبال الأطلس الكبير، ورغم أن المطر سطا على طقس المدينة في ذلك اليوم، إلا أن ياسين عدنان اصطحبنا بسيارته نحو هذه الجبال الراسخة المكسوة بالخضرة، وبالفعل كنا ننوي الصعود إلى جبل (أوكايمدن) الذي يبقى مكسوًا بالثلوج لعدة أشهر من السنة ويبلغ ارتفاعه 3200 متر، لكننا تراجعنا عن ذلك في آخر لحظة بسبب شدة سقوط الأمطار، وبقينا في منطقة "أوريكة" الجبلية أيضا، حيث نطل على مشارف جبال الأطلس وسط أجواء شتوية بالغة الروعة لنبتهج بمناظر طبيعية ساحرة قوامها أشجار الأرز والزيتون والخوخ والرمان واللوز والبرتقال والجداول والشلالات الصغيرة، ولنعرف أن ساكني الجبال هم من الأمازيغ، الذين يمتلكون تراثا خاصًا ولغة مختلفة وانصهروا مع العرب حتى صار المغرب بوتقة يذوب في عشقها الأمازيغ والعرب ولا يمكن الفصل بينهما.

وكما أخبرنا ياسين فإن الدستور المغربي أقر اللغة الأمازيغية بوصفها لغة وطنية رسمية للمملكة – إلى جانب العربية طبعًا - يتعلمها الطلاب في المدارس، كما أن لهم قناة تلفزيونية رسمية تعرض ما يخص الشأن الأمازيغي من أخبار وتاريخ وفنون وآداب.

تحتضن هذه الجبال المطاعم والحانات والمقاهي وتقدم لزائريها الطعام والشراب، وقد تناولنا في أحد تلك المطاعم الوجبة المغربية الشهيرة "طاجين"، المكونة من اللحم والخضروات، حيث تم إنضاجها على الفحم، ولعلك تخمّن مدى الحلاوة التي تكمن في مذاقها؟ الحديث عن المغرب وأهله لن ينتهي، والمساحة محدودة، لذا دعني أتوقف هنا وأعترف بأن هذه الزيارة منحتني سعادة لا حدود لها، فبورك المغرب وأهله الطيبون.

ألم أقل لك.. محظوظ من يزور المغرب؟

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلامي مصري يرصد ثقافة الخبز والتسامح الديني في المغرب إعلامي مصري يرصد ثقافة الخبز والتسامح الديني في المغرب



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:08 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib