حاكم الشارقة يُقدِّم اعتذاره للجزائريين بعد تصريحاته عن الاستقلال
آخر تحديث GMT 12:07:13
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

حاكم الشارقة يُقدِّم اعتذاره للجزائريين بعد تصريحاته عن الاستقلال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حاكم الشارقة يُقدِّم اعتذاره للجزائريين بعد تصريحاته عن الاستقلال

حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي
الجزائر – ربيعة خريس

قدّم حاكم الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، اعتذاره للجزائريين بعد الضجة الواسعة التي خلّفتها تصريحاته بسبب ربطه بين استقلال الجزائر وعلاقة الجنرال الفرنسي ديغول بالرئيس المصري جمال عبد الناصر. وأكد في تصريحات، نقلتها وكالة أنباء الإمارات، أن ثورة الجزائر التي قامت سنة 1954 واستمرت حتى سنة 1962 على يد جبهة التحرير الشعبية الجزائرية سببت أزمات حادة في فرنسا مشيرا إلى أنها كانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة ورجوع شارل ديغول للحكم والإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية.

وأكد القاسمي أن الموضوع لا يتعلق بجبهة التحرير وإنما كان فقط تعبيرا عن تأثير الثقافة على الإنسان المتشدد الشرس لدرجة أن يتغير طبعه.. وقال :"وإذا كان أخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافا بحقهم فأنا اعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام."

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قد ردّ مساء الأربعاء على الجدل الدائر، معتبرًا أنه "لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها". وقال أنور قرقاش في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية في "تويتر": "البعد الذي تطرق له الشيخ سلطان القاسمي أحد جوانب صراع قاده شعبها (أي الجزائر) ملحميا بتضحياته" مضيفا: "الاستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى، والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد، وقارئ التاريخ يدرك ذلك".

وتابع قرقاش: "الثورة الجزائرية أحد أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الإستعمار الأوروبي، التضحية الأسطورية للشعب مكنت الحرية و الاستقلال"، مردفا: "ثورة الجزائر تتجاوز في بعدها الإطار العربي، لتكون معبرا عن مرحلة التحرر الوطني في التاريخ الإنساني. التضحية بالنفس و النفيس حققت الإنجاز".
وأنهى قرقاش تغريداته بالقول: " لا يمنع ذلك أن المشهد المعقد شمل أدوارا للدول والشخصيات والشعوب المساندة للثورة، ولا يبخس ذلك من التضحيات الكبرى التي حققت الاستقلال والحرية". وأجرى مساء الأربعاء، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الاماراتي، اتصالا هاتفيا مع الوزير الأول عبد الملك سلال، أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.

ونقل الشيخ منصور بن زايد، رسالة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مدى تقدير دولة الإمارات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وللدولة الجزائرية وشعبها.

ونوّه نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، بدور الجزائر الرائد على الصعيدين العربي والدولي مستذكرا النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري والتي توجت بنيل الاستقلال التام من نير الاستعمار، بعد نضال طويل مشهود قدم خلاله مليونا ونصف المليون شهيد، مشيدا بالقيادات التاريخية التي قادت نضال الشعب الجزائري حتى تحرير البلاد.

وتعود الضجة لتصريح منشور على الموقع الرسمي للشيخ القاسمي، يوم 19 مارس/آذار 2017، على هامش حديثه مع وسائل الإعلام في معرض لندن للكتاب في دورته الـ466، إذ قال القاسمي: "سأل ديغول وزير ثقافته كيف استطيع أن أكسب ود العرب الذين تُمَجِد فيهم؟ فأجابه: بأن ترضي الزعيم العربي جمال عبد الناصر، رحمة الله عليه، فإذا كسبت الزعيم العربي جمال عبد الناصر فإنك ستكسب العالم العربي بأكمله".

وتابع قاسمي: " فسأله ديغول : كيف يمكنني أن أكسب الزعيم العربي جمال عبد الناصر؟ فأجابه: عليك أن تعطي الجزائر استقلالها. فقال ديغول قاصداً الجزائر: "الآن عرفتهم"، وعمل على استقلال الجزائر"، وجاءت تصريحات القاسمي في معرض حديثه عن " الثقافة والحكمة في التفكير السياسي"، وأسباب طلب ديغول، رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، لوزير الثقافة بالجلوس قربه على الدوام في اجتماعاته مع بقية الوزراء.

وطالب مثقفون وإعلاميون ونواب في البرلمان الجزائري، من السلطات الجزائرية الرد سريعا على هذه التصريحات التي اعتبروها " إهانة " في حق الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد. وبعثت النائب بالبرلمان الجزائري، عن تكتل الجزائر الخضراء، سميرة ضوايفية، أمس الأربعاء، بسؤال كتابي، لوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، تطالبه بالرد على تصريحات حاكم الشارقة، لإعادة الكرامة للشعب والشهداء الجزائريين، حتى ولو كلف الأمر قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قائلة إن تصريحاته تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية والإنسانية، بخاصة وأنه تصريح رسمي جاء في مؤتمر صحافي ولن يقبل الشعب الجزائري بأقل من اعتذار رسمي، فالسكوت على هذه الإهانة تعتبر سابقة خطيرة لم ولن يقبلها الشعب الجزائري، قائلة " أين الدبلوماسية الجزائرية من هذه التصريحات التي تمس برموز السيادة الوطنية ".

وقالت سميرة ضوايفية، في سؤالها الكتابي، إن هذه التصريحات جاءت في يوم احتفال الجزائر بيوم النصر، ما شكّل طعنة وإهانة إلى الجزائر دولة وشعبا وحكومة، مؤكدة أن الجزائر نالت استقلالها بتضحيات شعب فريد لم يشهد العالم له مثيل من قبل ولا من بعد، تضحيات أكثر من قرن و ثلاثة عقود مقاومة ورفض الخضوع للقوى الاستدمارية، فالجزائر كانت ولا تزال قبلة الثوار والأحرار في كل العالم، والثورة الجزائرية ستبقى نموذجا خالدا في تاريخ البشرية.
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاكم الشارقة يُقدِّم اعتذاره للجزائريين بعد تصريحاته عن الاستقلال حاكم الشارقة يُقدِّم اعتذاره للجزائريين بعد تصريحاته عن الاستقلال



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib