راهبات معلولا وامتداح الإرهابيين
آخر تحديث GMT 01:47:16
المغرب اليوم -

راهبات معلولا وامتداح الإرهابيين!

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - راهبات معلولا وامتداح الإرهابيين!

عبدالرحمن الراشد

نتفهم عندما يمتدح المخطوفون الخاطفين، ويشكر الضحايا المجرمين عند إطلاق سراحهم، ربما هو الخوف، أو ثمن الخروج، لكن لا يمكن أن نتفهم الذين أمطروا جبهة النصرة بالثناء والشكر، لأنها أفرجت عن المخطوفات من راهبات معلولا. هذه جريمة، اختطفت نساء لأربعة أشهر وهن لسن طرفا في الحرب. عمل جبان من جماعة إرهابية لا يشرف السوريين أن تنتسب إليهم. مع هذا، هلل البعض في الإعلام العربي مستشهدين بالنساء اللاتي تحدثن عن حسن المعاملة والضيافة! أي هراء هذا؟! متى كان خطف النساء عملا نبيلا حتى يشكر الخاطف لحسن معاملته للمخطوفات؟ قصتهن منذ البداية جريمة مع سلسلة أكاذيب، عندما تسلل مقاتلو جبهة النصرة إلى بلدة معلولا المسيحية، وتبعد 55 كلم عن دمشق، ادعوا أنهم لن يتعرضوا للدير ومن فيه. ثم دخلوه في الليل واختطفوا رئيسته مع عدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له. وبعد أن عبرت قوى سورية عن استنكارها لتلك الجريمة زعمت جبهة النصرة، ووسائل الإعلام التي تدافع عنها، أن المقاتلين أخذوا النسوة من أجل حمايتهن، ممن؟ لم يجب أحد، واختفت أخبار المخطوفات وسط استغراب كثيرين. وفي الأيام الماضية اتضح أنها عملية ابتزاز مالية لا علاقة لها بالنظام ولا الثورة، جبهة النصرة باعتهن بالمال، كما فعلت من قبل مع رهائن آخرين. كما فعل النظام السوري الشيء نفسه حيث إنه أفرج عن مجموعة من المعتقلات، وبضعة أشخاص من جنسيات عربية يقال خليجية، أيضا مقابل فدية مالية كبيرة. وأكاذيب جبهة النصرة في تبرير فعلتهم، ومن تعامل معهم ودافع عنهم، فضيحة بذاتها. يزعم المتحدث باسم جبهة النصرة عبد الله عزام الشامي أنهم لم يفرجوا عن راهبات دير مار تقلا مقابل فدية، وهذا، طبعا، كذب صريح. ويتجرأ على القول بأنها استضافة، «يستحيل أن نوافق على فدية، فالراهبات لم يكنّ مختطفات، وإن العرض المقدم عرض لا شأن لنا به». إذن، لماذا بقين مغيبات أربعة أشهر؟ يقول رجل «النصرة» إن «التأخر كان مجرد إجراءات روتينية، وتأمين قوة مسلحة لتحمي موكبهن»! طبعا نسي أنهم أخذوا النساء من بيتهن في ليلة ظلماء واحدة، ونقلوهن قسرا من معلولا إلى يبرود، وهناك عشن أشهرا تحت المساومة. ولا نستطيع أن نقول الكثير عن نظام بشار الأسد، لأن الذي يقتل 150 ألف إنسان لا يستحق حتى أن يلام على بقية الجرائم. اللوم على الذين شكروا وامتدحوا جماعة مجرمة، مثل جبهة النصرة، فقط لأنها تقاتل نظام الأسد، متناسين أنها، مثل «داعش»، فرع تنظيم القاعدة الثاني، ليست إلا تنظيما إرهابيا لا يحترم إنسانية الغير، ولا معتقداتهم، ولا أبسط أخلاق الإسلام نفسه، فالرسول عليه السلام قام من مكانه ووقف عندما مرت جنازة يهودي أمامه، والخليفة عمر رفض الصلاة في الكنيسة خشية أن يستولي عليها المسلمون من بعده، بحجة أنه صلى فيها. عوضا عن شكر جبهة النصرة، كان يجب أن تنتقد وتحارب على فعلتها، لأنها ساوت بين الثورة والنظام في ارتكاب الجرائم، وأظهرت أنها لا تملك حتى أدنى أخلاق المتحاربين بخطفها النساء وابتزازهن، ولا شيء من أخلاق العرب من شهامة وحماية لأعراض النساء. وكل ما نجحت فيه الأختان الإرهابيتان «النصرة» و«داعش» هو تحسين صورة نظام الأسد، وتخويف العالم من الثورة السورية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راهبات معلولا وامتداح الإرهابيين راهبات معلولا وامتداح الإرهابيين



GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib