الغموض يكتنف مستقبل الشعر في جلالة السيد غياب
آخر تحديث GMT 22:18:09
المغرب اليوم -

الغموض يكتنف مستقبل الشعر في "جلالة السيد غياب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الغموض يكتنف مستقبل الشعر في

بيروت ـ وكالات

قصائد مجموعة "جلالة السيد غياب" للشاعر السعودي ماجد مقبل لا تشكل فقط معرضا لانماط مختلفة من الكتابة الشاعرية بل قد تثير مع كثير من مثيلاتها لدى القارئ اسئلة عن سيرورة الشعر العربي وشكله المستقبلي. الشاعر يتارجح بين انماط من الكتابة الشعرية. وعند الحديث عن الانماط عند مقبل فالمقصود هو نمط قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة او تلك المتعددة الاوزان والقوافي ثم القصيدة العمودية التقليدية. الا ان هناك نمطا آخر عند ماجد مقبل او ما يتوهمه البعض انه نمط شعري وهو في الواقع ليس اكثر من تسجيع يعتقد كتابه انه قافية. وهذا الامر -اي النمط الاخير- يرمي بأسئلة مقلقة عن سيرورة الشعر العربي ومسقبله اذ تنتشر انماط ليست بالشعر التقليدي ولا هي بالشعر الحديث بأي شكل من اشكاله. انه امر يلتبس بالشعر عند البعض. المجموعة التي شكلت كتابا كبيرا احتوت على ما لا يقل عن 96 قصيدة متباينة الطول مع ارجحية للقصائد الطويلة. وورد الكتاب في 358 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. اما لوحة الغلاف فكانت للرسامة وعد الطميحي. من النماذج في هذه المجموعة الشعرية القصيدة الاولى التي حملت عنوان (هزي بجذعي). الا ان في هذه القصيدة قدرا من الغرابة فهي قصيدة كان يمكن ان تكون نثرية ناجحة شعريا في القسم الاول منها لولا اصرار الشاعر على ربطها بقافية وهي قافية لم تكن منسجمة دائما. يبدأ مقبل القصيدة كما يلي "حبيبتي كتبت/ بماء اللازورد/ من البشر/ حبيبتي مثل اختصار للغيوم/ اتراه يشرحها المطر؟". بعد ذلك يعود الشاعر الى القول "لأجلك انت/ يحط الحمام على راحتيّ/ ولاجلك انت/ يهب الهواء نشيطا صباحا/ ويبحث عنك/ وابحث عنك/ وانت تنامي/ على ساعديّ". والواضح هنا خطأ لغوي يتمثل في قوله "وانت تنامي" عوضا عن و"انت تنامين". ويمضي فيقول "لاجلك يأتي الربيع الفقير/ ويختار مثلي/ قبيل الغروب/ موعد لقيا/ بقدم زهرا/ اقدم نفسي/ فيأتي غروبك في شفتيّ". وربما كان يبغي ان يقول "ساعديا" و"شفتيا" للانسجام مع ما يأتي لاحقا. ونقرأ بعد ذلك "اريدك انت/ سلام عليك/ علينا/ عليّا/ اريدك انت/ فقبلك كنت عظيم الفراغ/ واملأ نفسي/ بجدوى التوحد فيك وفيّ/ واذهب في بطء عقرب وقتي/ ويقضم وقتي جنون سؤالي/ اليس غموضي جليّا؟ "اذا ما تكدر قلبك يوما/ فهزي بجذعي/ ليسقط مني/ عشقا وفيّا". في قصيدة (يا اتزان الارض) عودة حميدة الى قصيدة النثر اذ يقول "أبعث برسالتي لاستجدي ما بك/ كي يدثرني شعرك/ وتوزعني يداك على غيمة من نعاس/ وتتنفسين في اذني ببطء وهدوء/ كي اشهد انني لازلت حيا". في مطلع قصيدة (من يعوضني غيابك) يفوته خطأ لغوي بارز اذ يقول "وصنعت ما يكفي من الاعذار/ كي تبقين طليقة" عوضا عن "كي تبقي". ويبدو ان عند الشاعر مشكلة مع الشعر العمودي في موضوع الوزن ومع ذلك فهو يسعى اليه باستمرار. في قصيدة (احبيني .. وذوبي في حنيني) يقول "عمري.. احبيني وذوبي في حنيني/ وطوفي باسمك الزهري في قلبي/ كما تطوف دمائي في شراييني". وفي قصيدة (جيش الانوثة) الكلاسيكية يقول في معان تقليدية مكررة "البدر وجهك والجدائل كلما اسدلتها صارت كليل أليل والثغر منحوت بقدرة خالق تفاحة الاغواء انت فزلزلي والخصر كمثرى بردف مثقل تمشين من ثقل كأن تتحاملي اما وعاج الجيد فيه تموجت اجاصتان كما الحرير المهمل هذا وملمس وجنتيك كأنه طفل اداعب وجنتيه بمخمل". وعلى الرغم من ان كتابة قصيدة النثر ليست بالسهولة التي يتوهمها البعض فان ماجد مقبل يكون في افضل حالاته حيث يكتبها خالصة من التسجيع. في قصيدة (ينقصني غياب) يقول الشاعر "احيانا اتساءل عن سبب هذا/ كأني لم اجد الطريق الى عقلي/ الثكنات تملؤني كحالة حرب/ او كحالة حب/ وحدي من يعرف الفرق بين شيئين/ يلتقيان مرة كل الف عام!/ وحين يأتي الفجر بكامل اناقته/ اعرف الفرق بيني وبين رجل ليلي..!/ الليل.. المهنة.. القلق.. السيجارة.. الكتابة.. كل هذه الاشياء تجعلني انسى كوب القهوة بضعة ايام/ وتجعلني اتذكر مزاجا عكرا". وتحت عنوان (اشياء) كتب الشاعر "قصائد" قصيرة جدا من سطر واحد الى ستة في كبراها. يقول في الاولى "حتى الذين يحلّقون/ الذين في الاعلى/ يتربصون بفريسة". في الثانية يقول "هذا الصغير الذي يسمى "حزن"/ انسلخ عن جسدي ذات ليلة واشتهر". وفي التي تلتها قال "من الغد سأصبح اسدا وآكل رأسي". وفي ما بعدها قال في شبه حكمة ايضا "الهذيان حكمة لا يعيرها الاخرون اي اهتمام".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغموض يكتنف مستقبل الشعر في جلالة السيد غياب الغموض يكتنف مستقبل الشعر في جلالة السيد غياب



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 02:30 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار تصميم مثالي ومميز للأريكة في غرف المعيشة

GMT 22:25 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

دليلك ليستقبل طفلك الدراسة بحب ومن دون مشاكل

GMT 11:24 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

أريكة متعدّدة الإستخدامات

GMT 09:17 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

النهج الديمقراطي يوضح موقفه من النموذج التنموي

GMT 05:36 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

افتتاح مطعم " Clinton St. Baking" العالمي في دبي

GMT 18:48 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

ميسور يتعاقد مع المدرب المغربي عبد القادر يومير

GMT 01:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عائشة البصري تكشف معاناة النساء من خلال "الحياة من دوني"

GMT 20:37 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

إصابة شرطي إثر إطلاق نار كثيف في الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib