كتاب جديد يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السينما العالمية
آخر تحديث GMT 21:39:41
المغرب اليوم -

كتاب جديد يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السينما العالمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب جديد يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السينما العالمية

دمشق - سانا

من بين كل الحركات التي ظهرت خلال القرن الأول من السينما العالمية يمكننا تمييز عدد قليل منها كحركات ذات نظرة محددة كما كان عليه الأمر مع الأفلام التعبيرية الصامتة التي تم إنتاجها في السنوات المتعثرة لأولى محاولات ألمانيا لتأسيس حكومة ديمقراطية أي جمهورية فايمار ووفق العديد من المراقبين كانت الصور الصارمة لأفلام أيقونية مثل حجرة الدكتور كاليغاري 1920 أو متروبوليس 1927 لا تعبر عن فترة زمنية في بلد فحسب بل كذلك عن الأساس الجوهري للصناعة الأولى للأفلام. هذه الأفلام وأخرى غيرها أنتجت في الفترة الممتدة بين نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية دخول الصوت إلى الفيلم الألماني في العام 1930 تمثل حافزا لتقديم هذه الوسيلة الناشئة لتكون على قدم المساواة مع الفنون الأخرى وقد تم تنفيذها من قبل رجال ونساء امنوا بشغف بالقوة الكامنة للفيلم وكافحوا دوما لتطوير الإمكانات التقنية والسردية لهذه الوسيلة الجديدة. وكانت إحدى وسائلهم لتحقيق هذا الهدف هي عبر الانتقال إلى التعبيرية وهي حركة فنية ازدهرت في ألمانيا في السنوات الأولى من القرن العشرين ولكنها بدأت تفقد حيويتها وتأثيرها مع بداية الحرب العالمية الأولى لإعطاء أفلامهم الفرصة لاكتساب احترام يوازي ما حققه المشهد المسرحي المتألق في ذلك العصر عدا عن تمييز عملهم مقارنة مع السينمات القومية الاخرى في أوروبا وهوليوود باذلين ما بوسعهم لدخول السوق التنافسية الناشئة. ولعدة سنوات اخرى لم تكتف خصوصية الأفلام التعبيرية في حقبة فايمار بمنحهم فرصة بيع فريدة كما نعبر هذه الأيام بل أطالت كذلك عمر الحركة وأبدعت بعضا من أهم نتاجاتها الخالدة. وتحاول الكاتبة ايان روبرتس من خلال كتابها السينما التعبيرية الالمانية عالم الضوء والظلال ترجمة يزن الحاج تعريف القارىء بعدد من الشخصيات الأساسية والأفلام الأكثر تأثيرا لتلك الفترة التي عرفت باسم أفلام فايمار أو السينما التعبيرية. ويوضح الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة الفن السابع التأثيرات الفنية الأساسية على هذه الأفلام والتي لا تقتصر على التعبيرية بحد ذاتها ويحاول تقديم معلومات عن العوامل السياسية والاجتماعية التي أثرت بطبيعة الحال على طبيعة ومحتوى الأفلام. كما يعرض الكتاب تحليلا لسلسلة من الأفلام المرتبة وفق التسلسل الزمني كل منها نتاج مخرج مختلف حيث يقدم سيرة موجزة للمخرج ويشرح أثر تلك الأفلام على كل من الصناعة السينمائية المحلية والعالمية في ذلك الزمن. كما وضعت الكاتبة الفيلم في كل فصل ضمن سياقه العام التاريخي أو الموضوعي موضحة بذلك التطورات الصناعية والاجتماعية التي يعرضها كل فيلم. وتابعت المضي في حالات كثيرة لتأسيس نقطة الارتكاز التي تم تقييم الأفلام المتعاقبة على أساسها وأوضحت كيف قامت الأفلام المنتقاة هنا بتصوير المصائر المتقلبة للجمهورية المتعثرة في السنوات التي سبقت انهيار الديمقراطية وظهور حزب هيتلر النازي. وتشير الكاتبة إلى أنه على الرغم من المصائر المرتكبة من حيث توافرها وإمكانية وجودها فقد استعادت الأفلام الشهيرة في حقبة فايمار شعبيتها في السنوات الاخيرة ومرد ذلك وفق الكاتبة هو أن كثيرا منها اعتبر ايقونة في عصرنا بعد الحداثي. وتعتبر الكاتبة أن كتابها هو عرفان بفضل عبقرية الرؤيا لرجال ونساء انغمسوا في صناعة سينما فايمار بحيث طمحت من خلال كتابها التركيز على بضعة مخرجين وأهم أفلامهم محاولة تعريف القارىء بالتاثير الغني للأفلام التي ستعرف فيما بعد باسم السينما التعبيرية الألمانية وعبر عرض بعض الأفلام التي مثلت جزءا من أعمال تكريسية للتعبيرية الالمانية إضافة إلى أفلام أخرى تتجاوز هذا التعريف بصرف النظر عن احتوائها على تأثيرات تعبيرية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب جديد يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السينما العالمية كتاب جديد يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السينما العالمية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib