صوتي طريقي وأنا عرض الأوبرا الراقص في عمان
آخر تحديث GMT 10:05:20
المغرب اليوم -

"صوتي طريقي وأنا" عرض الأوبرا الراقص في عمان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

عمان ـ وكالات

استطاع العرض الأوبرالي الراقص «صوتي، طريقي وأنا» الذي أقيم السبت، على مسرح البلد، ضمن فعاليات مهرجان «آت» الذي يقام احتفالا بيوم المرأة العالمي، أن يرسم دهشة حقيقية لدى الجمهور، بما يحمله من جرأة ورقي بالأداء ورؤية مغايرة للسائد.  ويقول مصممو العرض: «هذا العرض الأوبرالي يتراقص بين المفهومين «صوتي طريقي» ويطرح السؤال: ماذا كان ليحدث لو اتخذ أجدادنا خيارات مختلفة عندما كانت الجنة بيت لجميع الناس؟ ماذا لو حاولنا بظرف 30 دقيقة أن نغمس انفسنا في هذا الحلم، هل بنا أن نجعل منه حقيقة؟»  إلا انك حين ترى العرض تدرك انه يحمل معان اكثر مما يشي به المصممون، بل يتجاوز ذلك في انه يمنح المتلقي فرصة التأويل والتحليل، والنظر إلى جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة، وعلاقة المرأة مع نفسها، وحتى مفهوم الخطيئة بمعناه التاريخي.  العرض الأوبرالي كان من أداء السوبرانو ديما بواب رقصا وغناء، يرافقها الراقص علاء سمان وعلى البيانو زينة عصفور، أما تصميم الرقصات، فكان رؤية وإبداع دينا أبو حمدان، فيما صمم الإنتاج والمرئيات رفيق نصرالدين، والملابس هند دجاني، والإضاءة والصوتيات كريستوف بيرسين، ليقدموا عرضا مكتملا متكاملا لا تنقصه حتى دهشة وابتسامة الجمهور.  واستهل العرض الأوبرالي بفيلم غنائي مصور، يتحدث عن حقوق المرأة ووجودها كإنسان في هذا المجتمع، له جسد لا يخجل منه، وروح وعقل، فكان الحديث عن حقوق المرأة بأجمل وسائل التعبير وأكثرها حضارية.. الموسيقى.  كان الغناء في الفيلم المصور اقرب إلى مناجاة.. صلاة موسيقية للجسد والروح واسم المرأة، يتحدث عن حق المرأة في حياة مكتملة، لا مجرد جسد سجله التاريخ كعورة وخطيئة، بل جسد يحمل في ثناياه إنسان وثورة، يتباهى بما يملك دون خجل.  أما العرض الأوبرالي فكان بصورته الكلية يتحدث عن خطيئة ادم وحواء ونزولهما إلى الأرض لتبدأ معاناة المرأة في البحث عن هويتها وحقها كإنسان مستقل، لا مجرد تابع يتلقى الأوامر من الرجل.  إلا أن القصة في العرض ليست بهذا التجريد ولا هذه البساطة، فمنذ البدايات ركز سيناريو العرض على أن خطيئة «التفاحة» التي كانت سبب نزول آدم وحواء إلى الأرض وطردهما من الجنة، لا تتحمل وزرها المرأة وحدها، بل هي خطيئة مشتركة، تطلبت اثنين ليقوما بها، إلا أن المرأة فيما بعد تحملت وزرها وحدها، وسجل عليها التاريخ أنها ليست سوى جسد يغوي ويقود للخطيئة، وما هي إلا تابع ينقاد لتلبية رغبات الرجل، وهنا تبدأ ثورتها.  ومن المؤكد «صوتي، طريقي وأنا» هو العرض الأكثر جرأة في تاريخ الفنون الأردنية، بل يكاد يكون من اجرأ الأعمال في المنطقة، واكثر ما يحسب للجرأة في العرض والإيحاء أنها لم تكن مبتذلة، بل جرأة تليق بالموسيقى والأوبرا، وتتماشى مع نص العرض وفكرته، فتكاملت جماليات العرض والإمكانات الفنية فيه مع جرأته وقدرته على حمل الجمهور نحو دهشة ترسم أفقا جديدا للتفكير والتحليل والتأويل.  واستطاعت السوبرانو ديما بواب أن تؤدي دورها كراقصة وممثلة مسرحية ومغنية أوبرا يشهد الجميع بجمال صوتها وتميز أدائها، وظل الانسجام والتناغم مسيطرا على الأجواء بين بواب وعلاء سمان، فرقصا على انغام البيانو وقدما عرضا أوبراليا مسرحيا راقصا.  تتوالى مشاهد العرض واحدا تلو الأخرى، فما نلبث أن ننتقل من الجنة نزولا إلى الأرض، ونرى حواء تجمع ثمرات التفاح التي يلقيها ادم وينثرها في كل مكان، تبدأ جمعها بشغف وحب، وما يلبث هذا الشغف حتى يتحول إلى إرهاق وتعب وذل، ومن ثم تبدأ الثورة..  فتقذف حبات التفاح في كل مكان، متجاهلة الرجل المتمدد على أريكة ينتظر حصد جهدها، تعلن أنها لن تكون مجرد أداة لساعدة الرجل وراحته، بكل كائن له خصوصيته وطموحه ووجوده المستقل، فتثور على تخلي الرجل عنها واستغلاله لها.  وفي خضم هذه المعركة تغني بواب مقطوعة أوبرالية لا تخلو من السخرية والضحك، تقول في بعض كلماتها: «دايما في فايدة أن نتعامل بالفضيلة، فالرذيلة شيء خطير، عشان هيك احسن الواحد يضحي بالجمال اللي ممكن يودي للخطيئة».  تسخر حواء من واقعها، من جسدها وجمالها اللذان كانا سبب شقائها، وتبدأ رحلتها في التحول إلى كائن رجولي، يتخلى عن جماله من اجل إثبات وجوده، كأنها تقول: اذا كنا قد خلقنا في عالم ذكوري لا يعترف بالمرأة إلا كجسد وحاضنة أطفال ووجبة طعام، فسوف تتخلى المرأة عن هذا الجسد لتثبت أنها قادرة على أن تكون فاعلة في المجتمع، تحمل دورا اكبر بكثير من ذلك الدور الذي كرسها فيه المجتمع.  ولكن يغفل العرض عن جوانب أخرى، إذ أن ثورة المرأة لم تكن يوما من اجل التفوق على الرجل أو اخذ مكانه، بل هي في جوهرها ثورة من اجل اخذ مكانها الحقيقي كإنسان لا يقل أهمية عن الرجل، لها ما له من حقوق، وعليها مثله كواجبات تتحملها تجاه المجتمع، فحقوق المرأة ليست مجرد مطالبة بالمساواة بقدر ما هي تحقيق للعدالة، وإنصاف للمرأة التي انتقص منها المجتمع والتاريخ والأساطير، وكرسها في قالب واحد لا يتعدى الغواية والإنجاب وخدمة الرجل.  يذكر أن عروض مهرجان «آت» الذي تنظمه شبكة آت و مسرح البلد في الفترة من 8/03/2013 - 12/03/2013، يقدم بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة عروض أفلام من مختلف أنحاء العالم، حيث تم اختيار أفلام شبكة آت من قبل رلى ناصر من Imaginarium تحت ثيمة «المرأة القوية.»

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوتي طريقي وأنا عرض الأوبرا الراقص في عمان صوتي طريقي وأنا عرض الأوبرا الراقص في عمان



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib