رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية
آخر تحديث GMT 08:46:40
المغرب اليوم -

رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية

الاحتياطي الفدرالي الأميركي
واشنطن - شينخوا

أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أحدث توقعاتها للنمو الاقتصادي في الـ14 من ديسمبر الجاري، لتعلن أن المنطقة ستختتم عام 2016 بانكماش يصل في المتوسط إلى 1.1% " و"ستشهد نموا متواضعا نسبته 1.3% في عام 2017".

وتصادف أن الاحتياطي الفدرالي الأميركي قام في نفس اليوم برفع سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس ليتراوح بين 0.50% و0.75% وألمح إلى أنه سيمضى بخطى أسرع في رفع سعر الفائدة خلال العام المقبل.

وتأثرا برفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة، تشهد عملات دول أمريكا اللاتينية الكبرى مستويات مختلفة من خفض قيمتها. وقد قام البنك المركزي المكسيكي وبشكل عاجل برفع سعر الفائدة بين ليلة وضحايا بواقع 50 نقطة أساس ليعوض بشكل مؤقت التأثير الجانبي السلبي للتحرك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي.

ولكن استمرار الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة سيقود إلى دولار أمريكي قوى، وهو ما سيجلب حالة من عدم اليقين للانتعاش الاقتصادي في أمريكا اللاتينية.

أولا وقبل كل شي، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى تدفق رؤوس الأموال من دول أمريكا اللاتينية إلى أمريكا، ليعرض ذلك تلك البلدان إلى مزيد من مخاطر الديون، وفقدان رؤوس الأموال سيزيد من عبء الديون لديها وسيوجه ضربة قوية لبعض دول أمريكا اللاتينية في ضوء اعتمادها بشدة على "الأموال الساخنة" الدولية.

وفي ثمانينات القرن الماضي، شددت الولايات المتحدة فجأة من سياساتها النقدية بعد سنوات من انتهاجها لسياسة التيسير الكمي، ما أحدث أزمة ديون دامت لعشر سنوات في أمريكا اللاتينية ، والتي يطلق عليها تاريخيا اسم "العقد المفقود" للمنطقة.

ثانيا، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، وهو ما سيعمل على تثبيط إجراءات التحفيز الاقتصادي.

فمن أجل التعامل مع اقتصاداتها الواهنة، أعلنت دول كبرى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك والأرجنتين جميعا عن سلسلة من سياسات التحفيز الاقتصادي مثل إقامة مشروعات لتوسيع البنية التحتية والطاقة، وهي مشروعات تتطلب قدرا كبيرا من التمويل الخارجي.

ورفع الاحتياطي الفدرالي للفائدة سيجعل البنوك المركزية لتلك الدول مضطرة إلى رفع أسعار الفائدة لديها أيضا وخفض قيمة عملاتها السيادية، وهو ما سيرفع من تكاليف اقتراض رأس المال الأجنبي.

ثالثا، سيؤثر رفع أمريكا لأسعار الفائدة أيضا على قدرات التصدير بالنسبة لبعض دول أمريكا اللاتينية المصدرة الرئيسية.

وفي الآونة الأخيرة، قفزت أسعار السلع الأولية في السوق الدولية، ما عاد بفائدة كبيرة على بعض دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وشيلي وبيرو التي تعتمد بشدة على صادرات السلع الأولية.

ولكن بعد عمليات رفع متعددة لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، من المتوقع أن تتراجع أسعار السلع الأولية الدولية، وهو ما سيضعف أرباح الصادرات التي تحققها الدول السالف ذكرها.

بيد أنه في مواجهة المخاطر السالف ذكرها، فإن الآفاق الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ليست قاتمة كما يظن المرء. فمقارنة بأزمة الديون التي حدثت في ثمانينات القرن الماضي والأزمات المالية والنقدية التي حدثت في مطلع القرن الـ21، حسنت معظم دول أمريكا اللاتينية على نحو كبير من قدرتها على الدفاع عن نفسها من المخاطر المالية الخارجية بفضل امتلاكها لقدر أكبر من احتياطيات النقد الأجنبي وانتهاجها لسياسات مالية أكثر حذرا.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية



GMT 17:43 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الدواجن تُسجل ارتفاعاً كبيرا في الأسواق المغربية

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib