أحبوا الرجاء أم ظلموها

أحبوا الرجاء أم ظلموها؟

المغرب اليوم -

أحبوا الرجاء أم ظلموها

بقلم : بدر الدين الإدريسي

صدقا أشفق على الرجاء البيضاوي من كل ما بات يستهدفها من غارات وتشنيعات وشروع في تعكير الأجواء وتسميم المحيط، من قبل الذين يؤذونها بحجة الحب ومن الذين يضحون بها من أجل تصفية الحسابات الضيقة ومن الذين ترهبهم النجاحات التي تحققت ذات وقت وأبدا لم يجر إستثمارها على النحو الأفضل.
ولا أملك حيال هذا الذي يحدث من سماجة وصفاقة وتشويه لصورة الرجاء «العالمي» سوى أن أتوجه لضمير الرجاء المستثر لكي يستيقظ ويسارع إلى وقف هذه المهازل التي باتت مادة دسمة للإعلام المغربي العربي والوطني على حد سواء.
ترى ما الحقيقة في ما نسمع ونقرأ اليوم عن الرجاء؟
الحقيقة المطلقة هي أن الرجاء البيضاوي يعيش أزمة، قد لا يسلم منها أي فريق، إلا أن شعبية الرجاء جعلت من أزمته هاته مرتعا خصبا للتحقيقات الصحفية وللتأويلات الخاطئة ولمن يهوى الإصطياد في الماء العاكر وأيضا لمن يسكنه هوس الشماتة، وعلى قدر إشفاقي على الرجاء وهي تجتر بكثير من المعاناة أزمتها، فإنني أنتكس إزاء هذه الهشاشة التي ضربت العلاقة بين مكونات النسور، فأحالت العائلة الرجاوية إلى شيع كل ينتصر بمنتهى النرجسية لحبه أو لعشقه وكل يصمم الخرب على هواه وما يصيب الخراب أحدا غير الرجاء.
هل كل أزمة الرجاء في المديونية الثقيلة التي تهد الأكتاف وتحرض على الإضرابات؟
هل الأزمة هي في سعيد حسبان الذي يتحالف المنخرطون وبعض المناصرين على رفع صوت الشجب ومطالبته بالرحيل؟
هل الأزمة هي في الإرث الذي تركه بودريقة، والذي يجزم الكثيرون على أنه إرث لا يليق لا بمرجعية ولا بتاريخ ولا بعالمية الرجاء؟
أم أن الأزمة هي بالتحديد أزمة أخلاق وقيم وحب أصبح يؤذي الرجاء أكثر ما يحميها ويقويها؟
الذين يختزلون أزمة الرجاء في سعيد حسبان من دون أن يلتمسوا له لا العذر ولا ظروف التخفيف، يبتعدون عن جوهر الحقيقة، فحسبان ورث وضعية كارثية، وقد تصرف إزاءها بما تيسر له من مقدرات فلا هو يملك خزائن قارون ولا العصا السحرية ليصحح الوضعية المختلة في زمن قياسي، صحيح أنه موضوع بين خيارين أحلاهما مر، إما أن يغلق أذنيه ويواصل العمل من أجل تخليص الرجاء من جاذبية الأزمة المالية، وإما أن يعلن فشله في مصارعة المديونية وطواحين الهواء ويرحل ليترك مكانه لمن هو أقدر منه على مواجهة الإعصار، إلا أن التحليل الموضوعي يرفض أن يكون حسبان هو مبتدأ ومنتهى أزمة الرجاء.
ولا أفهم حقيقة هذا التصعيد الذي يمارسه المنخرطون ضد حسبان، فهم من زكوه في الجمع العام الصيفي، وهو من ربطوا عنقه من أول يوم بحبل الأزمة، عندما صادقوا في الجمع العام الأخير على تقرير مالي وصل فيه العجز لعشرة ملايير سنتيم بتحفظ أبدا لم يأخذ المسلك القانوني الطبيعي، وهم من اختاروا له أن يمشي في طريق الأشواك، فهل كانوا يظنون أنه يحتكم على ملايير ينفقها على الرجاء ليخلصها من أزمتها؟
ويحيرني فعلا أن يكون من أعلنوا ذات يوم التصوف في حب الرجاء، قد فضلوا خضوعا لأفكار إيديولوجية أن يهجروا الرجاء في وقت كانت في أمس الحاجة إليهم ليدعموها وليخففوا عنها أعباء الخصاص المالي والإغتراب، يحيرني أن لا ينتصر عشق الرجاء كما هو معبر عنه في الأناشيد والمواويل على أي صراع مذهبي.
أنتهى من كل هذا إلى أن الكل أساء للرجاء عن قصد وعن غير قصد، ومن يظن أنه لا بد أن نقيم مقايسة لحب الرجاء لنعرف من يتاجر بحبها ومن يذنب في حقها من فرط الحب، فهو خاطئ. 
الرجاء بحاجة إلى حكمائها وإلى عقلائها وإلى رجالها لكي تقوم من عثرتها وتزيح من سمائها غمامات الشك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحبوا الرجاء أم ظلموها أحبوا الرجاء أم ظلموها



GMT 11:06 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

رسالة إلى التاريخ

GMT 16:23 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

حراك الرجاء

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,07 شباط / فبراير

على مسؤوليتي: حسبان وترامب

GMT 16:54 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إلى رئيس الرجاء

GMT 14:39 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

هل رأيت الفيديو اللاعب الفلاني

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة

GMT 06:55 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

تعرف على بطلة "التسجيل السري" الجديدة لترامب

GMT 14:52 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس ينعى وفاة الدولي السابق حميد العزاز

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib