باب العمود التاريخي نقطة تختزل التوتر المتصاعد على مدخل القدس
آخر تحديث GMT 23:54:42
المغرب اليوم -

باب العمود التاريخي نقطة تختزل التوتر المتصاعد على مدخل القدس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باب العمود التاريخي نقطة تختزل التوتر المتصاعد على مدخل القدس

الجنود الاسرائيليون يعتقلون فلسطينيا بعد صلاة الجمعة عند باب العمود احد مداخل مدينة القدس القديمة
القدس المحتلة ـ المغرب اليوم

من شق في سور القدس التاريخي في مركز يطل على باب العمود، يصوب قناص اسرائيلي بندقيته في اتجاه الحاجز عند الممر المؤدي الى البلدة القديمة حيث يقوم ثلاثة من حرس الحدود الاسرائيليين بتفتيش شاب فلسطيني.

بات باب العمود، المدخل الرئيسي لمدينة القدس القديمة، نقطة تختزل التوتر المتصاعد في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وفي اطار التدابير الامنية المشددة التي تفرضها السلطات الاسرائيلية منذ اشهر، تمركزت قوات اضافية من الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة في المكان ونصبت كاميرات من جميع الجهات، وانتشر القناصة على المباني المحيطة بالباب، احد الابواب التاريخية السبعة في السور المحيط بالبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.

على مقربة من البوابة التاريخية المصنوعة من الخشب المصفح بالنحاس كما باقي ابواب القدس والتي صممت في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي اعاد بناء وتجديد سور المدينة، يقوم الجنود الاسرائيليون بتفتيش الشبان والشابات بدقة.

فقد قتل في هذه المنطقة خمسة اسرائيليين، ثلاثة منهم من حرس الحدود بهجمات وعمليات طعن نفذها فلسطينيون خلال الاشهر الخمسة الماضية، وقتل 12 شخصا من المهاجمين، كان آخرهم الاربعاء عندما طعن فلسطيني شرطيين واصابهما بجروح طفيفة قبل ان يقتل.

بهدف الحؤول دون اي تسلل، قامت الشرطة الاسرائيلية بقطع جميع اغصان الاشجار في الحدائق العامة المحيطة بالباب وباقتلاع بعض الاشجار.

- جنود وتفتيش وسلاح ومزاج -

عند الحاجز، يأمر عناصر حرس الحدود  شابا يرتدي سترة حمراء بالتوقف للخضوع للتفتيش، فيمتثل ويضع كيسا يحمله جانبا. ثم يأمرونه برفع يديه وادارة وجهه نحو الحائط وابعاد ساقيه عن بعضهما على شكل رقم ثمانية.


يصوب جندي بندقيته الى راس الشاب بينما يقوم آخر بتفتيشه ويراقب ثالث المحيط. في مركز المراقبة عند اعلى السور، يوجه قناص ايضا بندقية ال"ام 16" في اتجاه الشاب.

ويقوم الجندي بتفتيش كل جسد الشاب، بدءا من العنق، والظهر وتحت الابط . يمرر الجندي يديه على الساقين، يدخلهما تحت سرواله من جهة الخصر، ثم يفتش حزامه وصولا حتى قدميه.

بعد ذلك، يفتح الكيس ويخرج جميع محتوياته وينفضه في الهواء. يدقق في رقم هوية الشاب عبر اتصال لاسلكي. ثم يعيد له هويته ويطلب منه جمع اغراضه قبل ان يسمح له بالمرور.

كان وجه الشاب متجهما. وقال لوكالة فرانس برس مفضلا عدم ذكر اسمه "اشعر بالغضب والمذلة. انا اسكن بالبلدة القديمة واتعرض لهذا الموقف يوميا".

وقال شاب آخر يدعى باسم زيدان (29 عاما) "لا نعرف عدد المرات التي يوقفوننا فيها للتفتيش. من الممكن ان يفتشونا عشر مرات بين متر ومتر. واحيانا يكون التفتيش بنية الاستفزاز وليس بنية الامن وحسب مزاج الجنود." 

 واضاف "كنت احيانا ارفض التفتيش في مكان عام واطلب منهم تفتيشي في مركز شرطة، فياخذونني للتفتيش جانبا. لكن هذه الايام صرت أخضع حتى لا يقتلوني بدم بارد.. لان التهمة جاهزة للاعدام".

يشكك الفلسطينيون غالبا برواية الاسرائيلييين حول عمليات الطعن، ويؤكدون ان عددا كبيرا من الفلسطينيين الذين قتلوا في موجة العنف الاخيرة المستمرة منذ تشرين الاول/اكتوبر ابرياء مما نسب اليهم.

واقر الكنيست الاسرائيلي في بداية الشهر قانون التفتيش الجسدي، او ما يسمى "قانون التحسس" الذي يسمح للشرطة الاسرائيلية اذا رات ان هناك "مشتبها به بدرجة معقولة"، بتفتيشه. ويشترط القانون "موافقة" الشخص.

لكن الشرطة في باب العمود لا تطلب موافقة الشبان.

يعبر الباب يوميا الاف الاشخاص، بينهم تلامذة مدارس ونساء يطلب منهم ايضا فتح حقائبهم واكياسهم للتفتيش تحت فوهات البنادق.

ورد في كتاب "كنوز القدس" لصاحبه رائف نجم، ان باب العمود بني ليكون قلعة أمنية. فهو شاهق الارتفاع تعلوه اقواس نصف مستديرة وفتحات مراقبة فوقها أبراج مزركشة. وعرض مدخل الباب قرابة أربعة أمتار ونصف، ونقشت عليه الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". 


يوصل باب العمود مباشرة الى سوق القدس الرئيسي وباب خان الزيت وكنيسة القيامة وطريق الواد المؤدي الى المسجد الاقصى وحائط البراق (حائط المبكى).. ويتصل بالباب جسر يلتقي مع ساحة ومدرج على شكل المدرجات الرومانية لها مسالك عدة للخروج من المدينة.

واغلقت الشرطة عددا من المسالك بالمتاريس، وتركت مسلكين صغيرين، ومنعت الرجال والنساء والاطفال من الجلوس على المدرج.

وتبدو البلدة القديمة شبه خالية من المتسوقين ومن الزوار الذين كانت تعج بهم يوميا.

قالت ام يوسف ابو الحمص (63 عاما) من العيسوية داخل البلدة القديمة "حسبي الله عليهم، كلما أمرّ ادعي عليهم، جردونا من كرامتنا. دفعوا الشباب الى الجنون، أفقدوهم كرامتهم وكبرياءهم".

وغالبية الفلسطينيين الذي هاجموا او حاولوا مهاجمة مدنيين او جنود اسرائيليين هم دون العشرين من العمر.

احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967 ثم اعلنتها عاصمتها الابدية الموحدة في 1980.

وتشهد الاراضي الفلسطينية والقدس واسرائيل موجة عنف اسفرت منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر عن مقتل 174 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد في مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات او محاولات طعن قتل فيها ايضا 27  اسرائيليا واميركي واريتري وسوداني.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باب العمود التاريخي نقطة تختزل التوتر المتصاعد على مدخل القدس باب العمود التاريخي نقطة تختزل التوتر المتصاعد على مدخل القدس



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib