الناظور- كمال لمريني
تعيش الجماعة القروية حاسي بركان، في ضواحي الناظور، على وقع مجموعة من المشاكل التي ألقت بظلالها على الحياة اليومية لأهالي المنطقة الذين يشكون من هول الركود التجاري، أمام تراجع الأنشطة الاقتصادية في البلدة.
"إننا متضررون"، تكررت هذه العبارة على لسان العديد من الأشخاص الذين التقت بهم "المغرب اليوم"، حيث عبروا عن قلقهم النابع مما أصبحوا يعيشونه، خاصة وان غالبية شباب المنطقة يمتهنون التهريب المعيشي سواء عبر النقطة الحدودية المغربية-الجزائرية، أو المعابر الحدودية الوهمية ل"باب مليلية" المحتلة.
وذكر مصدر أمني لـ "المغرب اليوم"، انه بمجرد تراجع أنشطة التهريب وتراجع مداخيله تراجعت جماعة حاسي بركان إلى الخلف مخلفة أسرا صارت تعيش الفاقة، بالرغم من البلدة تتموقع بين سدين كبيرين، هما سد محمد الخامس وسد مشرع حمادي.
وبفعل تراجع أنشطة التهريب، أصبحت الساكنة تعيش حالة من الترقب والتوجس بسبب موجة الجفاف التي تضرب المنطقة وعموم التراب الوطني منذ مدة، والتي أثرت بشكل سلبي على مردودية الأراضي الفلاحية والرعوية التي تمثل نسبا مهمة من مجمل المساحة المشكلة لجماعة حاسي بركان، وكذا على قطعان الماشية على اعتبار أن تربية الماشية تعد النشاط الأساسي للعديد من ساكنة هذه الجماعة.
وتضررت المنطقة بشكل مباشر من موجات الجفاف بسبب غلاء الأعلاف التي وصلت أرقاما قياسية فاقت طاقة "الكسابة"، مما أفقد الماشية قيمتها في السوق الأسبوعي لحاسي بركان، إذ وصلت إلى أدنى المستويات في مقابل استمرار أسعار اللحوم الحمراء في الارتفاع.
وفي غياب رؤيا واقعية وشمولية في التعامل مع ظاهرة الجفاف، تبقى الحلول المصاحبة لعملية التخفيف من آثاره غير ذات قيمة وتفتقد للنجاعة والفعالية بسبب محدودية تدخلها، وفي أحيان كثيرة بسبب افتقادها إلى روح المبادرة وملامسة الأوضاع الصعبة التي يعيشها “الكسابة” وذويهم الذين يعيشون وضعية صعبة للغاية.
سوق حاسي بركان وبسبب هذه التداعيات، أصبح ملاذا لمعروضات لا تصلح لأي شيء، فقط يمني صاحبها نفسه بمشتري قد يقتني منتوجا أكل عليه الدهر وشرب، كما أن العديد من التجار الذين ألفوا القدوم لحاسي بركان، هجروا البلدة وأوقفوا الولوج إليها لما تفتقره من مقومات البيع والشراء.
سكان حاسي بركان يشكون الإقصاء والتهميش الذي يطال بلدتهم، مطالبين المسؤولين بالالتفات إليهم ووضع حد لمعاناة فئة كثيرة ممن فضلت المكوث في حاسي بركان بدل الهجرة لمواقع أخرى كما فعل الكثيرون.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر