تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في المغرب يُحذر من عملية احتيال تستهدف مُؤمنيه براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد
أخر الأخبار

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية

المغرب اليوم -

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية

بقلم - عبد الباري عطوان

لا نتفق مع السيد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، والتصريحات التي ادلى بها ، واتهم فيها تركيا “بأن ذاكرتها ضعيفة وتنكر الجميل”، فالذاكرة التركية قوية جدا في رأينا، اما “نكران الجميل” فهو ممارسة عادية مألوفة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فهذا الرجل يغير مواقفه حسب مصالحه الشخصية، ومصالح بلاده، ولا يشعر بأي حرج من جراء ذلك.

الذاكرة الإيرانية تبدو في نظرنا هي الضعيفة، خاصة عندما يتعلق الامر بتركيا، وسياساتها في المنطقة، فاذا عدنا للوراء قليلا، والى ست سنوات على وجه التحديد، نجد ان اقرب الناس الى قلب الرئيس اردوغان كان جاره ونظيره السوري بشار الأسد الذي كان يلتقيه مرة كل شهر، واحيانا بمعدل مرتين، سواء في دمشق او انقرة، وكان ثالثهما امير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وشكل هذا الثلاثي تحالفا استراتيجيا، ولكن عقده انفرط، وتدخلا عسكريا في سورية وعملا سويا على اطاحة “صديقهم” الأسد في اسرع وقت ممكن، وضخا المليارات وآلاف الاطنان من الاسلحة لانجاز هذا الهدف، وبقية القصة معروفة، وليس هذا مكان سردها.
***

ليس ادل على قصر الذاكرة الإيرانية وضعفها، ترحيب طهران وقيادتها بالرئيس اردوغان عندما طرق الأبواب مستغيثا، بعد فرض روسيا عقوبات اقتصادية صارمة ضد بلاده، كرد على اسقاط طائرة سوخوي روسية قيل انها اخترقت الأجواء التركية لعدة ثوان، وجرى الاتفاق على زيادة مستوى التبادل التجاري بين البلدين من عشرة مليارات الى ثلاثين مليار دولار سنويا، وفرشت انقرة السجاد الأحمر للرئيس حسن روحاني كرد لهذا الجميل، ولكن هذا الغزل لم يعمر الا اقل من عام، وانقلبت العلاقات بين البلدين الى عداء مطلق واتهامات بالطائفية بعد اول مكالمة هاتفية اجراها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مع نظيره التركي، وايد فيها إقامة الأخير مناطق آمنة في سورية، واتفقا سويا، مع دول عربية وخليجية على مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة، الى جانب تمويل الخزائن السعودية لمشاريع إقامة هذه المناطق.
السيد ظريف الذي تخلى عن ابتسامته الشهيرة في الأشهر الاخيرة، ربما بسبب “الجحود” التركي، حاول تذكير الرئيس اردوغان الذي خرج عن الأعراف الدبلوماسية، في رأيه، عندما اتهم بلاده، أي ايران، بالطائفية، والتصرف من منطلقات قومية فارسية، من بينها نشر التشيع في سورية والعراق وزعزعة استقرار المنطقة، حاول تذكيره بموقف بلاده التي سهرت حتى الصباح ليلة حدوث الانقلاب العسكري الصيف الماضي، رغم ان حكومة اردوغان ليست “شيعية”، وكان الرئيس روحاني اول المهنئين بفشل المحاولة.
واذا كان الإيرانيون طائفيين وينطلقون من اعتبارات ومصالح قويمة، مثلما يتهم الرئيس اردوغان، فإن اكبر حلفاء الرئيس التركي هو حزب الحركة القومية الذي يكره العرب والفرس والاكراد، وجميع تحالفاته الإقليمية، أي الرئيس اردوغان، ترتكز على أسس طائفية محضة ايضا، وهذه الحالة معروفة في علم النفس بـ”الاسقاط”، أي اتهام الآخرين بما تؤمن به في اعماقك وتحاول اخفاءه.

الطرفان الإيراني والتركي ينطلقان في معظم سياساتهما من منطلقات طائفية وقومية، ويقيمان الغالبية العظمى من تحالفاتهما من هذا المنطلق، ومن يقول غير ذلك لا يعرف تاريخ المنطقة، وحروبها، والتركيب الديمغرافي لها، واذا كانت هناك استثناءات فهي محدودة.

الفارق بين ايران وتركيا، ان الأولى لم تقم أي علاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تفتح مكتبا دبلوماسيا او سفارة في تل ابيب، ودعمت المقاومة بالمال والسلاح في جنوب لبنان وقطاع غزة (حركتي حماس والجهاد الإسلامي السنيتان)، بينما تتصف العلاقات التركية الإسرائيلية هذه الأيام بأنها تعيش عصرها الذهبي، ويعمل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ليل نهار من اجل التحريض ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتكوين تحالف عربي إسرائيلي تركي برعاية أمريكية لضربها، وايران كلها.
***
عارضنا، ونعارض، وسنظل، كل التوجهات الطائفية، سواء كانت تركية او إيرانية، او عربية، لان الطائفية هي السلاح الأكثر فتكا لتمزيق المنطقة واغراقها في بحور الدماء، وبما يخدم الاحتلال الإسرائيلي في نهاية المطاف.

الرئيس اردوغان تخلى عن اقرب أصدقائه، مثل عبد الله غول، الرئيس السابق، واحمد داوود اوغلو، اللذين دعموه، وعاشوا في ظله طوال السنوات العشر الأولى من حكم العدالة والتنمية، وقمة الغباء ان تنسى السلطات الإيرانية هذه الحقيقة، وتتهم الرئيس التركي بنكران الجميل.

نضع أيدينا على قلوبنا قلقا من هذا التلاسن، لأننا نخشى ان يتوسع ويتحول الى مواجهات عسكرية مباشرة او غير مباشرة، خاصة بعد التحذير الايراني الذي قال ان هناك حدودا للصبر على تركيا.

فنتنياهو يتمنى اندلاع هذه الحرب اليوم قبل الغد، وكذلك بعض حلفائه العرب، ولذلك نأمل تطويق هذه الازمة بأسرع وقت ممكن لانه في مصلحة البلدين وشعبيهما، او هكذا نجزم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

شرقان أوسطان: مجاعة وذكاء اصطناعي

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

الفلوس.. والقضية

GMT 19:19 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

دراما رمضان.... شيء من الهدوء!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:08 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib