العظم مهما كان هناك تطرف في سورية فلن يضاهي تطرف النظام
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

العظم: مهما كان هناك تطرف في سورية فلن يضاهي تطرف النظام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العظم: مهما كان هناك تطرف في سورية فلن يضاهي تطرف النظام

دمشق - جورج الشامي

تناول المفكر السوري المعارض صادق جلال العظم اعتبارات اهتمام الغرب بسوريا، وما يرى انه اضطهاد الاقلية للأكثرية في مقال نشر في صحيفة “اللوموند”. وقال "العظم" في مقاله: "المحطات الأجمل للمجتمعات الأهلية المختلفة والشابة تجلّت في مطلع "الربيع العربي"، من تونس إلى القاهرة، ومن صنعاء إلى بنغازي والمنامة". لكن الحال كان مختلفاً في دمشق، إذ تبيّن أنه من المستحيل تجديد تجربة ميدان التحرير، حيث سمحت الحشود بإعادة النظر بمبدأ انتقال السلطة بالوراثة من الرؤساء إلى المتحدّرين من سلالتهم، وأرست، في المبدأ، فكرة الانتخابات الديموقراطية. وهو ما يمكن اختصاره بالهتاف الآتي: "لا تمديد، لا تجديد، لا توريث"، بعبارة أخرى: فلتسقط جمهورية أبناء العم". وأضاف: "لم تُرفَع أي يافطة لا في تونس، ولا في القاهرة، ولا في صنعاء، ولا حتى في حمص في سوريا، تعلن أن "الإسلام هو الحل"، أو أيضاً، كما في السابق، أن "العروبة هي الحل". وتابع المفكر السوري في مقاله: "الربيع العربي" يعني عودةً محتملة للسياسة إلى الشعب، وللشعب إلى السياسة بعد تباعد طويل جداً جراء قيام نخبٍ عسكرية صغيرة تضم في صفوفها رجال أعمال، بمصادرة المساحة السياسية لفترة مطوّلة في البلدان العربية الأساسية. في سورية ، "الربيع العربي" هو أيضاً محاولة شعبية لبثّ الحياة والعافية من جديد في جمهورية اغتصبتها سلالة عسكرية وراثية شعارها "إما الأسد وإما الحريق"، يجب وضع حد نهائي لسورية الأسد من أجل التمكّن من إرساء "الجمهورية السورية" من دون إضافة أي شيء آخر إلى الاسم و/أو إبداء تحفّظات عليه. وأضاف: ينبع اهتمام الغرب بسورية في شكل أساسي من الاعتبارات الجيوسياسية، والاستراتيجيا العليا، وصراع المصالح بين القوى الكبرى، من دون إيلاء كثير من الاهتمام لمصادر الثورة في ذاتها ودينامياتها الداخلية. هذا التحليل يؤيّده جزئياً قسمٌ من اليسار العربي والدولي الذي يرى في هذا النزاع مكيدة أو مؤامرة من المعسكر الغربي ضد النظام العربي الوحيد الذي يستمرّ في الوقوف في وجه إسرائيل. وعندما أعلن الرئيس أوباما أن هناك خطاً أحمر لا يجب تجاوزه – استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري – اعتُبِر كلامه في سورية والعالم العربي وكأنه يقول للأسد بوقاحة: "يمكنك أن تستمرّ في القتل إنما من دون استخدام الأسلحة الكيميائية". وعندما استُخدِمت هذه الأسلحة، لطّف أوباما تعريفه للخط الأحمر محدّداً إياه بـ"الاستخدام المكثّف والمنهجي للأسلحة الكيميائية". وكذلك، عبّرالمسؤولون الدوليون في تصريحاتهم عن قلق شديد إزاء الأقليات السورية وحقوقها (الأكراد، المسيحيون، العلويون، الدروز)، في حين كان السنّة الذين يشكّلون الأكثرية في البلاد، يتعرّضون لهجمات وحشية من الجنود والميليشيات وصواريخ سكود الذين تُرسلهم أقلية عسكريتارية صغيرة من العلويين الذين فرضوا احتكاراً مطلقاً للسلطة واستولوا على مقدّرات البلاد. في الواقع، القرى والمدن والأحياء التي قُصِفت تتألف في غالبيتها من العرب السنّة. حتى الآن، ظلّت الأقليات بمنأى عن الأذى إلى حد ما. فغالبية القتلى الذين يصل عددهم إلى مئة ألف، أو الجرحى أو الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقات لمدى الحياة، وكذلك غالبية المفقودين والمسجونين والأشخاص الذين يتعرّضون للتعذيب هم من السنّة. وأكثرية النازحين واللاجئين هم أيضاً من السنّة. من يتعرّضون للاضطهاد الآن في سوريا يمثّلون غالبية سكّان البلاد. وقال "العظم": ان "أحد أهم إنجازات الثورة السورية هو أنها نجحت، بفضل التضحيات، في تحويل جهاز المخابرات المروِّع والمتغطرس الذي لا يرحم، مجرّد ظلّ لما كان عليه في السابق. لهذا السبب اضطُرّ الأسد إلى استدعاء ميليشيات "حزب الله" اللبناني والتنظيمات الشيعية شبه العسكرية في العراق وإيران من أجل دعم موقفه". و"النصر الآخر الذي حقّقته الثورة هو أن "حزب الله" وسواه من الميليشيات القتالية لم تتمكّن من احتلال مدينة صغيرة مثل القصير إلا بعد حصار طويل، على الرغم من قوّتها النارية. لا يمكن تجاهل صعود الأصولية وما يحمله ذلك من مخاطر بالنسبة إلى سوريا ومستقبلها، لكنها ليست الأولوية في الوقت الحالي". وتابع: لا شك في أنه "كلما تمسّك الأسد ودولته البوليسية أكثر بالسلطة وأمعَنا في الاعتداء على الشعب السوري، ازدادت الأصوليات الدينية انتشاراً. يُحفّز الإسلام العالي التوتّر الذي تعيشه الثورة السورية، تجنيداً غير محدود للإسلاميين، و"الإخوان المسلمين"، والجهاديين، والطالبانيين، والقنابل البشرية في صفوف الشباب السوري". يستخدم نظامٌ مؤلّف من عسكريين متحجّري القلوب تدعمهم أقلّية صغيرة، الأسلحة الأكثر حداثة لسحق الثورة التي تقودها الغالبية السنّية. ومع ذلك، لم يبادر أبناء القرى و/أو الجنود السنّة، بحسب علمنا، إلى اتّخاذ إجراءات واسعة النطاق للانتقام من القرى العلوية. وختم مقالته: مهما كان التطرّف الذي سيخرج إلى العلن، فهو لا يضاهي تطرّف النظام القابع في الحكم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العظم مهما كان هناك تطرف في سورية فلن يضاهي تطرف النظام العظم مهما كان هناك تطرف في سورية فلن يضاهي تطرف النظام



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib