حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره
آخر تحديث GMT 14:51:27
المغرب اليوم -

حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره

رعي الغنم
الرباط - المغرب اليوم

اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتغل برعاية الغنم في مقتبل عمره الشريف، ولقد كان في هذا الأمر آثار زكية اعتنى العلماء ببيانها، تعرفًا للحكمة الكامنة وراء هذا التأهيل الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: "وأنت؟" فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» رواه البخاري.

قال الإمام ابن بطال في شرح الحديث أنه: "توطئة وتقدمةً في تعريفه –صلى الله عليه وسلم- سياسة العباد، واعتبارًا بأحوال رعاة الغنم، وما يجب على راعيها من اختيار الكلأ لها، وإيرادها أفضل مواردها، واختيار المسرح والمراح لها، وجبر كسيرها، والرفق بضعيفها، ومعرفة أعيانها وحُسن تعهُّدها، فإذا وقف على هذه الأمور كانت مثالًا لرعاية العباد، وهذه حكمة بالغة". اهـ.

ومن الجدير بالذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدَّادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم» رواه البخاري.

فإنه يشير إلى تمتع من يرعى الغنم بالسكينة والوقار كما ورد في رواية أخرى، وهذا مما يناسب هيئة النبي الذي يبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى، ويرعى المؤمنين بهذه الرسالة، ويحوطهم بعنايته وعطفه؛ ولهذا رعى كل الأنبياء الغنمَ.

والإمام ابن حجر يرى أن رعي الغنم يعلم الرسل الصبر على الأمة، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة (عند تكليف الرسل برسالة الله)؛ لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم.

والدكتور البوطي يلتفت إلى معنًى لطيف في هذا التقدير الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرى فيه ذوقًا رفيعًا وإحساسًا دقيقًا جمَّلَ الله تعالى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم، ذلك أنه حين رأى في نفسه القدرة على العمل والكسب بذل جهده لتوفير نفقته إشفاقًا على عمه أبي طالب الذي كان يُرَبِّيه وينفق عليه، وربما كان ما يجنيه صلى الله عليه وسلم قليلًا، ولكنه تعبير عن شهامة في طبعه وبرٍّ في معاملته، وأن خير مال الإنسان ما اكتسبه بيده، لا ما جناه وهو مستلقٍ على ظهره، دون أن يبذل أي فائدة لمجتمعه، وأن صاحب أي دعوة لن تقوم لدعوته أي قيمة إذا كان كسبه من عطايا الناس وإنفاقهم عليه؛ ولذا فقد كان صاحب الدين الحق الذي هو الإسلام أحرى الناس كلهم بأن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي حتى لا يكون لأحد من الناس فضل عليه، فيعوقه ذلك عن أن يصدع بكلمة الحق في وجهه غير مبالٍ بأثرها في نفسه.

المصادر:
- شرح صحيح البخاري لابن بطال.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
- فقه السيرة النبوية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
 
نقلاً عن موقع دار الافتاء المصرية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:01 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب
المغرب اليوم - دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 13:02 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين
المغرب اليوم - منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 17:28 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 21:30 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 01:25 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

حكم نهائي ضد أبل وقت تفتيش الموظفين مدفوع الأجر

GMT 12:49 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

كورونا والتفكير خارج الصندوق

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 09:37 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

مقاول معروف في مراكش ينتحر شنقا في ظروف غامضة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib