صراع علني بين شركات التواصل الاجتماعي وأخرى متخصصة بالإنتاج السينمائي
آخر تحديث GMT 22:37:35
المغرب اليوم -

"ديزني" ستطلق في 2019 منصتها الرقمية الخاصة ببث إنتاجها حصريًا للمشتركين

صراع علني بين شركات التواصل الاجتماعي وأخرى متخصصة بالإنتاج السينمائي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صراع علني بين شركات التواصل الاجتماعي وأخرى متخصصة بالإنتاج السينمائي

وادي السيليكون
هوليوود - المغرب اليوم

انتقلت الحرب التنافسية بين شركات التقنية في وادي السيليكون وأخرى في هوليوود من السر إلى العلن. وحفل الصيف الماضي بجملة إعلانات مثيرة تشير إلى هذا التنافس المحتدم بشكل حاد. فقد أعلنت شركة "آبل" أنها خصصت مليار دولار لإنتاج مسلسلات، وجددت شركة "أمازون" استثمار 4.5 مليار دولار في إنتاج محتوى الفيديوهات، وأعلنت "فيسبوك" إطلاق قناتها الخاصة "ووتش" الخاصة بالبث المرئي والمسموع أيضاً لتنافس بها "يوتيوب".

في المقابل، أعلنت شركة "ديزني" أنها اعتباراً من 2019 ستطلق منصتها الرقمية الخاصة ببث إنتاجها حصرياً للمشتركين في تلك المنصة، ويشمل ذلك عرض أفلام ومسلسلات تلفزيونية ورسوم متحركة. كما ستطلق ديزني منصة على الإنترنت لبث أو إعادة بث أحداث ومباريات رياضية. وذلك بعدما أعلنت نهاية الاتفاق الذي كانت عقدته مع شركة "نتفلكس" الرائدة في مجال الترفيه والمتخصصة في تزويد خدمة البث الحي والفيديو حسب الطلب المدفوع. وكذلك فعلت شركة "سنتشري فوكس" بإعلان سحب إنتاجها من فهارس "نتفلكس"، وكشفت عن نيتها فتح منصة خاصة بها لعرض جزء من إنتاجها للأفلام والمسلسلات. وسلكت شركات أخرى في هوليوود الطريق نفسها لتعلن أن إنتاجها الخاص سيعرض حصراً على منصة "هولو" المملوكة لشركات "والت ديزني" و"إن بي سي يونيفرسال" و"فوكس".

وأكد خبراء متخصصون في هذا القطاع، أن هذا هو الاتجاه الآن في صراع على أشده بين شركات وادي السيليكون التكنولوجية والمنصات المتخصصة بالتواصل الاجتماعي من جهة، وشركات الإنتاج السينمائي من جهة أخرى. أما السبب فيعود إلى تغير عميق في عادات المشاهدين، ولا سيما الشباب منهم، باتجاه مشاهدة ما يرغبون به عبر منصات الإنترنت. فالمنتجون والناشرون في سباق نحو استخراج أكبر منفعة مادية من هذا التحول في استهلاك المواد الترفيهية. وأعين الجميع شاخصة إلى النجاحات المتتالية التي حققتها (نتفلكس)، التي بدأت في شراء حقوق بث بعقود مع شركات هوليوودية، ثم ما لبثت أن أعلنت أنها تدخل لاعباً أساسيا في هذه السوق بالاعتماد أيضاً على إنتاجها الخاص الذي خصصت له 6 مليارات دولار بعدما زاد عدد مشتركيها على 105 ملايين».

وأشارت المصادر المطلعة على تقارير تواكب هذا التحول، إلى أن «شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لاحظت أن إيراداتها تنمو بشكل متواضع مقارنة مع جموح نمو إيرادات (نتفلكس). وفتحت شركة (ديزني) المجال بتملكها شركة تكنولوجية هي «بام تك» في صفقة بلغت قيمتها 1.6 مليار دولار، وخصصت لذلك 6 مليارات دولار لإنتاج خاص يبث على تلك المنصة الرقمية، أي الرقم نفسه الذي أعلنت (نتفلكس) أنها ستنفقه على إنتاجها الخاص لخفض درجة ارتباطها بشركات استوديوهات الإنتاج ونقل نشاطها من البث إلى الإنتاج والبث معاً».

وتملك شركات التكنولوجيا البنية التحتية الرقمية المتطورة ولديها الكثير من المال؛ لذا ستقدم أكثر على إنتاج المحتوى، أما شركات الإنتاج في هوليوود فلديها المحتوى الغني والشيق ولا ينقصها إلا بناء أو شراء منصات تكنولوجية باتت كلفتها قليلة جدا قياساً بالسابق.

وركزت بعض التقارير المحللة لهذه الظاهرة المتنامية على أن «العالم يشهد تغيراً عميقاً وسريعاً في عادات المشاهدين. ففي كل فصل بعد آخر، نرى كيف أن الرقمي يأكل من وقت وإيرادات اشتراكات الكيبل التلفزيوني والساتلايت التقليدي... وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تراجع عدد المشتركين بالخدمات التلفزيونية التقليدية نحو 4.5 مليون مشترك في مدى سنتين. وفي الفترة نفسها كسبت (نتفلكس) 9 ملايين مشترك إضافي». وتقول التقارير «إنها الهجرة إلى الاشتراكات الرقمية الأقل كلفة والأفضل في تقديم ما يرغبه الجمهور، والأكثر مرونة من حيث حرية اختيار توقيت المشاهدة ونوعها. وشباب اليوم، أي جيل الألفية، تركوا التلفزيون لأهاليهم وأقبلوا على العالم الرقمي الذي يقدم خيارات ترفيه وإفادة واسعة جداً جداً».

وتجمع التقارير على «أن لكل شركة تكنولوجية ميزات تفاضلية ستستغلها إلى أبعد مدى. فشركة (فيسبوك) التي تتمتع بملياري مستخدم لن تترك هذا الكنز يستغله غيرها، خصوصا أن المحتوى المميز الذي باتت تعرفه جيداً يجذب الإعلانات. وشركة (آبل) التي لديها أكبر مخزون نقدي على الإطلاق مقارنة بكل شركات العالم والبالغ نحو 250 مليار دولار لن تتوانى عن استحداث خدمات وتطبيقات تكمل بها ما لديها من تقنيات وتجهيزات ومخزن (آبستور) العملاق، علما بأن للشركة تجربة ناجحة في بث الموسيقى (آبل ميوزيك). كما سنشهد في الفترة المقبلة أيضاً تنافساً حاداً بين شركات التكنولوجيا ومحطات التلفزيون الشارية حصرياً لنقل المباريات والأحداث الرياضية».

وأكد بحث نشر الشهر الماضي أن «الأميركي يقضي ما متوسطه 608 ساعات سنوياً على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا الوقت مأخوذ مما كان مخصصاً لقراءة الكتب ومشاهدة التلفزيون وارتياد السينما. فالأجيال السابقة كانت تتأثر بكتاب وبنجوم سينما وتلفزيون، أما جيل اليوم فيتأثر أكثر بمارك زوكربرغ (فيسبوك) وستيف جوبز وتيم كوك (آبل) وجيف بيزوس (أمازون) وإلون ماسك (تيسلا) وبيل غيتس (مايكروسوفت).. ويمارس وادي سيليكون الآن سحر الدهشة نفسه الذي كانت تمارسه استوديوهات هوليوود على مدى 100 عام؛ أي منذ قيام أول استوديوهات بارامونت ويونيفرسال».

وفي إحصائية أخرى، ورد أن «ثلث الشباب هجر التلفزيون والسينما إلى استهلاك الترفيه عبر الإنترنت. فمنذ 2014 تسجل المملكة المتحدة هبوطاً سنوياً نسبته 4 في المائة في الجلوس أمام التلفزيون، أما في الولايات المتحدة فتصل النسبة إلى 12 في المائة. وتستقطب منصات الإنترنت هؤلاء أكثر فأكثر. لكن لم يعد الأمر مقتصراً على الشباب فقط، فالشريحة العمرية حتى 50 سنة التي تلجأ إلى الإنترنت للاستعلام ومتابعة الأخبار والأحداث هي اليوم أمام سيل من محتويات الفيديو التي اجتاحت (فيسبوك) و(تويتر) و(إنستغرام) و(أمازون)، وغيرها من المنصات ووسائل التوصل. لذا؛ فالسوق هائلة جداً، وهذا ما يفسر تجاوز قيمة الإعلانات على الشبكة العنكبوتية هذه السنة قيمة إعلانات التلفزيون لأول مرة في التاريخ».

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع علني بين شركات التواصل الاجتماعي وأخرى متخصصة بالإنتاج السينمائي صراع علني بين شركات التواصل الاجتماعي وأخرى متخصصة بالإنتاج السينمائي



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib