الدراما العراقية تُعاني من غياب الوجوه النسائية وتهدّد القصص الرومانسية
آخر تحديث GMT 20:31:40
المغرب اليوم -

بسبب الأوضاع الأمنية إلى النظرة الدونية لهن وسهولة استغلالهن جنسيًا

الدراما العراقية تُعاني من غياب الوجوه النسائية وتهدّد القصص الرومانسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدراما العراقية تُعاني من غياب الوجوه النسائية وتهدّد القصص الرومانسية

الدراما العراقية تفتقر إلى المواهب النسائية
بغداد - نجلاء الطائي

تعاني الساحة الفنية العراقية شحا كبيرا في الوجوه النسائية مما دفع بالقائمين على الأعمال الفنية كـ "الدراما والسينما والمسرح إلى الابتعاد عن القصص الرومانسية وغيرها لاسيما تلك التي تتطلّب وجوها أنثوية شابة. وعلى الرغم من أن هناك رافدين يفترض أنهما يصبان لدعم الساحة الفنية بالوجوه الشابة، وهما معهد وكلية الفنون الجميلة، إلا أنهما إلى الآن لم يفلحا في معالجة هذه المشكلة، لأن المتخرجات من الأكاديميتين سرعان ما يتلاشين ولا يتجاوز عدد ممن ينخرطن في الفن منهن أصابع الكف الواحدة.

ولم يزل انزواء المتخرجات عن التمثيل يسبب قلقًا دائمًا للمعنيين في الشأن الفني، وفي استطلاع فني لـ"المغرب اليوم" لفنانين وأكاديميين تكشفت ثمة أسباب تدفع المتخرجات إلى الذهاب بعيدا عن الخوض في هذا المعترك الإبداعي. فرواء حمزة ، فتاة عشرينية تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة وفضّلت العمل في الصحافة، لكنها بررت عدم خوضها في الفن بأسباب مخيفة فيما لو صحت، رواء قالت لـ"المغرب اليوم" "عدم دخولي الوسط الفني كان بسبب النظرة الدونية والرخيصة، فهم ينظرون لمن تدخل إلى الفن بأنها مباحة ومستساغة ولا يصعب استغلالها جنسياً".

ودخل أربع أو خمس فتيات إلى الوسط الفني ممن تخرجن العام الماضي، وهذا العدد الضئيل مقارنة بعدد المتخرجات كان كافيًا لإدخال البهجة على الفنان والأكاديمي في كلية الفنون الجميلة د. هيثم عبد الرزاق كما يعبر، ويقول عبد الرزاق "ما زالت مشكلة الأعراف والتقاليد الاجتماعية تقف حائلا دون دخول الفتيات إلى المعترك الفني"، ويحمّل القائمين على الشأن الثقافي مسؤولية ذلك "لأنهم يفتحون الملاهي والكباريهات باسم الفن والثقافة فيصبح تردد الفتيات بذلك حقًا مشروعا وهو أيضًا يبرر منع أهاليهن دخولهنّ الفن".

ويضيف "ما يجب أن يصل للمجتمع وأهاليهن خصوصًا المعنى الحقيقي للفن بوصفه أداة إصلاحية تساهم بإعادة بناء وتكوين المجتمع بمنظومة أخلاقية وبمفهوم إنساني راق"، وعن دوره كفنان ومدرّس في أكاديمية الفنون الجميلة قال "أنا أحاول دائمًا أن أدفع الطالبات للاشتغال بالفنّ لأن الفنّ يتعلّق ببناء الإنسان وبناء كيانه". وبينما أكد المخرج والممثل عزيز خيّون أهمية الموضوع، اعترف بغياب الطاقات الجديدة من الأكاديميات اللاتي يدعمن المسرح، وتساءل مستفهمًا "إذا كان خريجات هذه الاختصاصات لا يمارسن اختصاصاتهن بعد التخرج، من أين نأتي بالفتيات؟ هل نستورد من الشارع ممثلين حتى نفقد المسرح، هذا اللون المهم لبناء المجتمع"؟

ودعا خيون أكاديمية ومعهد الفنون الجميلة إلى "ضرورة اتخاذ إجراء بإلزام الطالبة بالعمل في اختصاصها بعد التخرج وإلا لماذا ذهبت لهذا الاختصاص؟ في السبعينات كن يتزاحمنّ لدخول الأكاديمية ثم الدخول إلى الفن". وأضاف "قبل فترة قرعت جرس الخطورة في كتاباتي وقلت نحن لا نمتلك جيلا جديدا من الفتيات في المسرح وأصبح الموضوع بالغ الخطورة، وربما سيأتي يوم أنا أمثل دور النساء، أقول المسرح الحقيقي، لا ما نراه اليوم والذي لا يستحق حتى أن نسميه بالتجاري لأن التجارة عمل مقدس حتى الرسول كان يعمل به".

ويرجع الفنان سعد مجيد التلكؤ الحاصل إلى نظام القبول في كلية الفنون الجميلة ويقول إنه "خاطئ حيث يعتمد على الدرجات لا الموهبة"، كما يُحمّل العادات والأعراف المسؤولية دون أن ينسى الطارئات اللاتي شوّهن معنى الفن. وتقول عبير فريد وهي فنانة عراقية، إنها لا ترى هذه المشكلة جديدة فقد أصبحت "مسألة طبيعية وروتينية موجودة في المجتمع حيث يرفض الأهل خوض بناتهنّ هذا المجال ولديهم وجهة نظر عقيمة حيث يسمحون لهنّ بأخذ الشهادة لا غير".

الفنانة ميلاد سري التي دخلت إلى الفن من باب معهد الفنون الجميلة رأت أن الموهبة هي من تحدد وجهة الطالب المتخرج ، وعزت سببا آخر لعدم انخراط الفتيات في الفن إلى "الوضع الأمني في البلاد أيضًا يقف عائقًا أمامهن". لكن المخرج عزام صالح قال "لا تزال العادات والتقاليد في عالمنا العربي والمحلي تتحكم بهذا الأمر لاسيما مع وجود نظرة سيئة للفنّ على شاكلة المسرح التجاري الذي يسيء إلى المرأة، وأعتقد هنالك استسهال لدخول أكاديمية الفنون الجميلة لأجل الشهادة ومن المفترض أن تخضع الفتاة لاختبار ومشاركات مسرحية وسينمائية داخل الأكاديمية"..

 وتقول شيماء جعفر بامتعاض "تكلمت في أكثر من محفل وأكثر وسيلة إعلام عن هذا الموضوع والسبب هم الطارئون ممن أساءوا إلى سمعة الفن بشكل عام لهذا لا تستطيع الطالبة في الكلية أو المعهد من الفنون الجميلة أن تغامر وتجازف بدخول الوسط الفني خوفًا على سمعتها حيث أن الطارئات على الفن تنقل من خصالها السيئة"، ودعت المسؤولين على الإنتاج في المسرح والتلفزيون إلى "غربلة من يدخل الوسط الفني لا أن يدخل كل من هب ودب ، فالعائلات لها الحق في منع بناتها من دخول مجال الفن".

 ويؤكد الفنان جمال الشاطي أن "ظاهرة عدم اشتغال طالبات معهد وأكاديمية الفنون الجميلة وتحديدًا قسم السمعية والمرئية في الوسط الفني ليست بالجديدة وإنما منذ القدم ففي كل ثلاث أو أربع سنوات تخرج واحدة من المتخرجات تعمل في الوسط الفني "، ويرجع السبب إلى "عدم نقاوة الوسط الفني لوجود أعداد كبيرة من الطارئات وبنات الليل تحديدًا اللواتي دخلنّ الوسط الفني بعد السبعينات وبداية الألفية الجديدة والسبب الآخر عدم قناعة المتخرجات بالعمل في الوسط الفني إذ يفضلن العمل كمدرسات لمادة التربية الفنية وهذا لا بأس به بالنسبة للأهالي".

من جانبه قال السياسي والنائب السابق أكرم فوزري ترزي إن "دعم الفن والفنانين في العراق يجب أن تكفله الدولة، مضيفا أن ما لمسناه في معرض معهد الفنون الجميلة للبنات أبهرنا وجعلنا نثق تماما بأن المرأة لا يوقفها حد وعلى جميع الأصعدة الثقافية والفنية والسياسية، لافتا إلى أن العراقية بطيبعة تكونها امرأة تعرف كيف تقود المجتمع من خلال حسن إدارتها لأسرتها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما العراقية تُعاني من غياب الوجوه النسائية وتهدّد القصص الرومانسية الدراما العراقية تُعاني من غياب الوجوه النسائية وتهدّد القصص الرومانسية



GMT 20:06 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مشاهير عالميون حرصوا على أداء مناسك عمرة رمضان 2024

GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib