صن مطبوعة بريطانية زلزلت الصحافة الورقية بعد أن امتلكها مردوخ
آخر تحديث GMT 15:19:45
المغرب اليوم -

ترفع المبيعات والإيرادات من أنباء المشاهير والمواد الصفراء

"صن" مطبوعة بريطانية زلزلت الصحافة الورقية بعد أن امتلكها مردوخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

روبرت مردوخ
لندن - المغرب اليوم

كان الانسجام بين نص جيمز غراهام وإخراج روبرت غوولد نتاجه مسرحية ليس من شأنها وعظ الحضور عن أخلاقيات مهنة الصحافة، بل همها إثارة الأسئلة الملحة حول دور روبرت مردوخ ولام... و"الصن" بقلب معادلة مجال الصحافة الشعبوية في بريطانيا.

من على خشبة مسرح "ألميدا" شمال لندن روى لنا أبطال مسرحية "إنك" أو حبر قصة ولادة "تابلويد" السبعينات، في أوج الاستهلاكية والتعطش لأنباء المشاهير، والفضائح، والأخبار الخفيفة... عالم الصحافة الصفراء، والقصص التي ترفع المبيعات والإيرادات.

كل ذلك كان ممكنا بتنازل مهني طفيف، الامتناع عن إجابة سؤال "لماذا" في المواد المنشورة. فوفقا للإمبراطور الإعلامي القراء يحبون القصص، وإن شرحت لهم المطبوعات أسباب نشر تلك القصص، فترت وتحولت إلى "مجرد أخبار مملة".

توقيت المسرحية مثالي، حيث تفتح ملفات الماضي وتاريخ مردوخ في بريطانيا تزامنا مع اقتراب القرار الذي قد يستملك من خلاله شبكة «بي سكاي بي» الإعلامية، ليضمها إلى مجموعته العالمية.

عند وصوله إلى شارع فليت في ستينات القرن الماضي، كان هم مردوخ إرباك مطبوعاته، لكنه استطاع زلزلة المنظومة الصحافية على مستوى عالمي. عندما اشترى "الصن" عام 1969. كانت مطبوعة هرمة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

لكن بمساعدة لاري لام، استطاع مردوخ، وفي أقل من عام، تحويلها إلى مطبوعة "لعامة الشعب"، بحد وصفه. الأمر الذي توثقه مشاهد المسرحية بتدرج لم تغب عنه أهم عناصر الأعمال الجاذبة؛ السيناريو الذكي والديكور الملائم وتفاعل الممثلين الديناميكي. كان على لاري لام (الذي يقوم بدوره الممثل ريتشارد كويل) أن يجمع كادرا جاهزا للمخاطرة. سلمه روبرت مردوخ (الذي يجسده وبحرفية تامة الممثل بيرتي كارفيل) المسؤولية والثقة كاملة. واختار لام، بعد عصف ذهني مع كادره الصغير التركيز على مواضيع تجذب القراء مثل الأبراج وأخبار المشاهير، والفضائح، وعروض التنزيلات، والعناوين الصارخة، والتركيز على صور الحسناوات.

فصل المسرحية الأول هادئ وهزلي ويتضمن البعض من الموسيقى والرقص، على خلاف الفصل الثاني المليء بالدراما. فبعد بناء قاعدة «الصن» الجديدة، وتوسيع شهرتها، يبقى على لام تحقيق مطلب مردوخ بالتفوق على "الميرور" بعدد القراء قبل انقضاء عام على حلة الصحيفة الجديدة. وبالتزامن مع معركة لام الداخلية الذي بدأ بالتخلي عن مهنيته الصحافية تدريجيا، تتعرض زوجة أحد أعضاء مجلس إدارة الصحيفة للاختطاف. القرار التحريري: تحويل الفاجعة إلى مانشيت الصفحة الأولى. أما النتيجة: مقتل المرأة البريئة وشعور لام ومردوخ بالمسؤولية. هذه هي سياسة "التابلويد"، عنصرا التشويق والإثارة لجذب القراء يتصدران قائمة الأولويات، مهما كان الثمن.

«إنك» تترك المشاهد في حالة ذهول وتتساءل كيف استطاعت مطبوعة أنقذها رجل أعمال من الهلاك خلق شهية، بل شره لأخبار الفضائح والنميمة قلب المسرح الإعلامي البريطاني، والعالمي للأبد؟ عمل جريء يطرح في ثلاث ساعات أهم التساؤلات حول الاصطدام بين المهنية والصحافة.

أكثر جملة أثرت في بعد العرض كانت لمردوخ عندما قال: «القراء لا يعرفون ما يريدون، ومهمتنا الاختيار لهم». قد تكون صحف التابلويد البريطانية نجحت بفعل ذلك عندما حولت قاعدة قراء «الصن» في الثمانينات من «عماليين» إلى محافظين ومؤيدي لمارغريت ثاتشر. وقد تعد تلك المطبوعات نفسها منتصرة عندما صوت الشعب البريطاني العام الماضي للخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء، حسب ما دعت. لكن، على الصحف ذاتها الاعتراف أن محاولاتها اليومية لإضعاف حملة حزب العمال ومانشيتات التجريح بزعيمه جيريمي كوربن باءت بالفشل حسبما أكدت نتائج الانتخابات التي خسرت ماي فيها قاعدة كبيرة من مؤيديها. التعددية في الإعلام البريطاني قد تكون في خطر إن استطاع مردوخ الاستحواذ على «بي سكاي بي»، لكن منابر التواصل الاجتماعي، ليست حكرا على أحد، ويبدو أنها منحت دورا، حتى ولو ثانويا، في تحديد خيارات «عامة الشعب».

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صن مطبوعة بريطانية زلزلت الصحافة الورقية بعد أن امتلكها مردوخ صن مطبوعة بريطانية زلزلت الصحافة الورقية بعد أن امتلكها مردوخ



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 13:42 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
المغرب اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 18:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 11:39 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

أمن مدينة الجديدة يشارك في حملة التبرع بالدم

GMT 03:23 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

حل غير متوقع لمنع الطيور من النقر على النافذة

GMT 23:32 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

ماهي فوائد السبانخ

GMT 20:35 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تساعد ابنك على اكتشاف موهبته؟
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib