المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ
آخر تحديث GMT 02:05:08
المغرب اليوم -

خلال استضافته في مؤتمر الأمم المتحدة

المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ

الطاقات المتجددة
الدارالبيضاء: فاطمة علي

أشاد تقرير صادر عن مجلة البيئة والتنمية بيروت في ديسمبر/كانون الأول بالنجاعة التي حققها المغرب في مجال الطاقات المتجددة من خلال الطاقة الشمية والرياح، وهي التدابير التي اعتمدها لمواجهة تغير المناخ.

أوردت التقرير إن المغرب حضّر جيدًا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني في مراكش، وحرص على إبراز مؤهلاته الخضراء لريادة العمل البيئي والمناخي في أفريقيا.

وأضاف خلال العام الماضي ، حظر المغرب استعمال الأكياس البلاستيكية، وأطلق خططًا جديدة لتوسيع شبكتي الترام الكهربائي في الدار البيضاء والرباط ، وباشر عملية استبدال أسطول الحافلات وسيارات الأجرة القديم الملوِّث، وبدأ أول مشروع في أفريقيا لتأجير الدراجات في المدن، وأطلق مبادرة جديدة هي "تكيف الزراعة الأفريقية" لمساعدة مزارعي القارة في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ".

وقال التقرير "لكن الإهتمام الأكبر انصبّ على مشاريع البنية التحتية الضخمة لخطة طموحة تحوِّل مزيج الطاقة في البلاد، فالمغرب لا يمتلك احتياطات من النفط أو الغاز، ويعتمد بشكل كامل تقريباً على الواردات".

 وفي عام 2015 ، أعلن الملك محمد السادس خطة تلزم بلاده بزيادة حصة الكهرباء المتجددة إلى 52% من مزيجها الطاقوي بحلول عام 2030، بحيث تبلغ قدرتها المركّبة 10 غيغاواط من طاقة الشمس والرياح والسدود الكهرمائية، كما فتح المغرب الباب لتبادل الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة مع أوروبا.

ويقول "أما خطة المساهمات المعتزمة المحددة وطنياً" التي قدمها المغرب إلى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ فلا تقل طموحاً، وهي تلزم البلاد بتخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة ، خصوصًا في الزراعة ، بنسبة 32% بحلول عام 2030، وزرع 200 ألف هكتار من الغابات ، وبزيادة كبيرة في كفاءة الري. وفي العام 2015 رفع المغرب الدعم كليًا عن المنتجات البترولية".

وحسب التقرير فإن محطة "نور1" بقدرة 160 ميغاواط شكلت المرحلة الأولى من مجمع "نور" العملاق للطاقة الشمسية قرب بلدة ورزازات الصحراوية في جنوب المغرب، وقد افتتحها الملك محمد السادس في شباط (فبراير). ومحطة "نور 2" هي قيد الإنشاء. ومع "نور 3" ستضاف 350 ميغاواط شمسية إلى الشبكة الوطنية، ويُتوقع إنجاز المحطات الثلاث في 2017 و2018، أما محطة "نور 4" فسوف تقام في أعالي جبال أطلس.

وقد أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) خلال مؤتمر تغير المناخ في مراكش أنها سوف تستقبل عطاءات لمحطتين شمسيتين بقدرة 400 ميغاواط.

ويؤكد التقرير أن إطلاق مشروع نور قد ساعد في تخفيض سعر الكهرباء المنتجة بالطاقة الشمسية المركزة إلى نحو 16 سنتًا لكل كيلوواط ساعة، لكن هذا السعر ما زال عالياً مقارنة بسعر الطاقة الشمسية الكهرضوئية الذي انخفض خلال السنتين الأخيرتين إلى 3 سنتات لكل كيلوواط ساعة.

إلى ذلك، فاز كونسورتيوم بمناقصة في مارس/أذار 2016 لبناء ثلاث مزارع رياح جديدة في مواقع مختلفة من المغرب، ستبلغ قدرتها المشتركة 850 ميغاواط، بكلفة هي من الأدنى في العالم إذ بلغت 3 سنتات فقط لكل كيلوواط ساعة.

يدرك المغرب أنه سيتأثر بتغير المناخ، والسؤال هو إلى أي مدى بدأ بالفعل يشعر بآثار ذلك التغير، إذ انخفض معدل نموه الاقتصادي إلى 1.5% هذه العام بسبب موجة جفاف حادة عام 2015.

وكان الاقتصاد المغربي قد ترنح تحت وطأة شح المطر لموسم واحد مما تسبب في رداءة المحصول، فكم سيكون حجم الخسائر التي سيتكبدها عندما تحل النوبات المناخية الجامحة مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

تقول ماري فرنسواز ماري نيلي، المديرة الإقليمية لدائرة المغرب العربي لدى مجموعة البنك الدولي: "لقد أطلق المغرب مخطط المغرب الأخضر لمواجهة الخطر الذي يمثله تغير المناخ إنه مكسب ثلاثي، يتضمن تأهيل البلاد للتكيف مع حقيقة تغير المناخ، واتخاذ خطوات نحو تقليص آثاره على الناس والبيئة، تزامناً مع خلق الفرص كمساعدة المزارعين على تبني التقنيات الذكية مناخياً وزيادة إنتاجيتهم وتوفير روابط أفضل مع الأسواق لبضائعهم".

ويعد الحفاظ على المياه المخزنة في المكامن الجوفية الطبيعية خير مثال على ذلك، فثمة سياسات جديدة تحمي هذا المورد الطبيعي الثمين، مع التأكد من وجود مياه كافية لتلبية احتياجات الزراعة التي تعد مصدرًا مهمًا للتشغيل.

ووفقًا لمدير برنامج التنمية المستدامة في البنك الدولي أندريا ليفيراني، أدرك المغاربة منذ مدة طويلة أهمية تنظيم كميات المياه الجوفية التي يضخها الناس من تحت الأرض.

في الوقت نفسه، تم تحسين شبكة الري لجعل استخدام المياه أكثر كفاءة، مع إدخال تقنيات حديثة مثل الري بالتنقيط، وإتاحة حصول المزارعين على المياه بشكل مضمون أكثر من ذي قبل.

 كما يتضمن مخطط المغرب الأخضر إجراءات استباقية لتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الشجرية بدلاً من الحبوب، وتساعد جذور الأشجار على حماية التربة بالحفاظ على تماسكها.

كما تشجع الاستراتيجية "البذر المباشر"، وهي طريقة موائمة بيئياً حيث يتم زرع البذور في الأرض مباشرة من دون حرثها تفادياً لخسارة العناصر المغذية في التربة السطحية.

واعتبر ليفيراني أن سياسات خضراء كهذه يمكن أن تعني نشاطًا تجاريًا رابحًا يجذب القطاع الخاص. 

هنا خمسة تدابير يقوم بها المغرب لحصد الفوائد الثلاثية للتكيف مع تغير المناخ والتقليص من آثاره وخلق فرص جديدة:

 يسعى المغرب إلى توليد 52% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ، وهو يحفز الصناعة المحلية إذ يستهدف الحصول على 35 في المئة من مكونات المرحلة الثانية لمحطة نور للطاقة الشمسية من مصنعين محليين.

وألغى المغرب كل أشكال الدعم للديزل والبنزين وزيت الوقود الثقيل، لتشجيع الاستخدام الكفوء للطاقة وتحرير مزيد من الموارد للاستثمار في الانتقال إلى اقتصاد أخضر.

ويهدف مخطط المغرب الأخضر إلى حماية البيئة وسبل كسب الرزق للمغاربة. وتشكل الزراعة 15 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، إلا أنها ما زالت تشغل 40% من القوى العاملة.

وبدأ المغرب في التعامل مع المحيط الأطلسي والبحرالمتوسط كمورد طبيعي لا يقل أهمية عن البر، مع تحسين إدارة المناطق الساحلية وتطوير المزارع السمكية المستدامة، ويشكل صيد الأسماك 56 في المئة من الصادرات الزراعية للبلاد.

فيما يبذل المغرب جهوداً للحفاظ على مستودعاته من المياه الجوفية، وهي مصدر طبيعي للمياه العذبة، إذا ما تم الحفاظ على نظافتها وعدم العبث بها. وهذا مكسب للبيئة ولأجيال الحاضر والمستقبل في المغرب.
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ



GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib