كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة
كيب تاون - عادل سلامة

عندما تسير عبر كرمة العنب من وادي "فرانشويك" بالقرب من "كيب تاون" نحو ضفاف نهر "سونديرند" في ديسمبر/كانون الأول 2017، و تتذكر أنه في أواخر السبعينات، كان الممر المائي ضاربًا لإنشاء أكبر خزان في "كيب الغربية" في جنوب أفريقيا، خلف الجدران السميكة لسد "ثيواترسكلوف" الذي له القدرة على الاحتفاظ بـ 480 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يقرب من نصف إمدادات المياه في "كيب تاون" والأن عندما تصل إلى هناك، ستجد معظمه غبارًا.

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه

وكانت المدينة تعاني من الجفاف في عام 2015. وقد تضاعف عدد سكانها تقريبا منذ عام 1995، من 2.4 مليون إلى 4.3 مليون نسمة، مما يضغط على نظام المياه في المناطق الحضرية. وفي نهاية موسم الجفاف في العام الماضي، كانت المياه خلف سد "ثيواترسكلوف" أقل من 13٪ . وتقول الحكومة المحلية إن الحنفيات ستتوقف في 11 مايو/أيار رسميًا. وعند هذه النقطة، لن يتمكن الناس سوى من الحصول على بدل يومي قدره "25 لترا" من 149 نقطة في جميع أنحاء المدينة، وسيوزعهم الشرطة والجيش. لكن الخبراء يعتقدون أن هذه أزمة يمكن أن تواجه بسهولة في مناطق حضرية رئيسية أخرى ذات خصائص سكانية ومناخية مماثلة لـ "كيب تاون".

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه

 ففي أستراليا مثلاً عندما حدث الجفاف في الألفية والذي جرف البلاد من الماء، كان هناك مدن مثل ملبورن بعيده تمامًا عن نفاد المياه وتتوافر بها بكميات تكفي الجميع. وقد وضعت هذه التجربة البلاد في طليعة البحوث متعددة التخصصات في مجال الأمن المائي. ويتوقع الخبراء في الخارج أن تكون أستراليا واحدة من أولى الدول المتقدمة التي تتعرض بالفعل لتغير المناخ من حيث الجفاف .

 وأشارت أبحاث جامعة "ملبورن" الخاصة في نماذج السيناريوهات المستقبلية حول الأمن الغذائي وانبعاثات الغازات الدفيئة إلى توصية رئيسية واحدة هي التحول بالجملة من الوقود الحفري إلى مصادر الطاقة المتجددة في توليد الطاقة. وتشكل الزراعة أكبر مستخدم للمياه في معظم البلدان . ولكن الكمية المستخدمة في إنتاج الطاقة من المتوقع أن تقفز إلى مستويات مماثلة ! . فإذا تحولت إلى توليد الطاقة المتجددة بنسبة 100٪، في المستقبل يمكننا توفير نفس الكمية من المياه التي تستخدم حاليا في الزراعة . ومع ذلك فإن أي تدخل في الأمن المائي يأتي بتكلفة، مع تغير المناخ تضخيم كل من الفيضانات والجفاف ، ويزداد خطر حدوثها أيضاً .

 وقال البروفسور "أندرو ويسترن" هو جزء من مجموعة دراسة الموارد المائية في قسم هندسة البنية التحتية بجامعة ملبورن. إنه تم تشغيل نظام المحاكاة لمساعدة سلطات المدينة لمواجهة ذلك اليوم دون إفلاس في المياه. وأوضح أن الخزانات وحدها لن تكفي للمدن ذات المناخ المتغير مثل تلك الموجودة في أستراليا أو جنوب أفريقيا. وتحتاج إلى تنوع إمدادات المياه للحصول على الأمن، ففي ذروة الجفاف في الألفية، بنت ملبورن محطة لتحلية المياه وخط أنابيب لتحويل المياه من نهر غولبرن في الشمال الريفي . كلاهما كان مكلفا - تكلفة المصنع 3.1 مليار دولار – وكان ذلك مثيرًا للجدل سياسيا. ولكن المجتمع لديه الآن القدرة على توفير أكثر من نصف احتياجات المياه في ملبورن.

 

وباستخدام مستويات الخزانات كمؤشر رئيسي، سيساعد عمل المدن على معرفة متى تبدأ في استخدام مثل هذه التدخلات التكنولوجية وما هي التكاليف المرتبطة بها من رأس المال والتشغيل . والهدف من ذلك هو مساعدة السلطات على تجنب القرارات المفزعة والمكلفة . فمن المفيد إنفاق المال لوضع خطط جيدة حقا قبل ظهور الأزمات. اما مع كيب تاون فمن المرجح انها سقطت فريسة للجفاف، إذا لم تبدأ الدولة الأن من الاستفادة من تجارب سابقيها .

 وتكرير المياه ليس سهلا فمياه الشرب الأقل نظافة تعني أن الناس سيلجؤون إلى استخدام نوعية أقل، مع كل ما يصاحب ذلك من مخاطر صحية. لا يزال هناك في أماكن متفرقة أكثر من 2200 طفل يموتون كل يوم لأنهم لا يستطيعون الحصول على مياه ذات نوعية جيدة . ولكن من غير المحتمل أن تثير ندرة المياه الحرب، فهناك أكثر من عشرات المعاهدات المتعلقة بالمياه المشتركة والأنهار الدولية في العالم. و الحافز على الصراع منخفض جدا، والحوافز على التعاون مرتفعة جدا لإعداد استراتيجيات تناسب الجميع .

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتصدي لأزمة المياه



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib