الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات
آخر تحديث GMT 12:48:58
المغرب اليوم -

الألماني شتيفان فايدنر: طائر محبة يجمع الثقافات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الألماني شتيفان فايدنر: طائر محبة يجمع الثقافات

برلين ـ المغرب اليوم

الألماني شتيفان فايدنر سطع نجمه ضمن لائحة الكتاب والمترجمين المولعين بالبحث في قضايا العالم العربي والإسلامي، استهوته الجماليات التي تزخر بها القصائد العربية الحديثة، فزادته إصرارا و إلحاحا للمضي قدما في مساره رغم صعوبة النص الشعري٠ صعوبة الشعر العربي لم تثن المترجم والناشر الألماني شتيفان فايدنر عن المضي قدما في ترجمة أعمال شعرية لأسماء لامعة في سماء القصيد العربي. وبابتسامة عريضة ونَفَس عميق يقول فايدنر "إنه لتحد أكبر ، وأحب التحدي" ملخصا مساره في إعادة إنتاج القصيدة العربية باللغة الألمانية. أنجز فايندر ترجمات مهمة للشعر العربي إلى اللغة الألمانية، خاصة لكبار شعراء الحداثة أمثال بدر شاكر السياب ومحمود درويش، مراكما بذلك معرفة عميقة حول العالم الإسلامي، ليس من منظور استشراقي، بل بخلفية مُحبة للشعوب العربية ومتضامنة معها. فضلا عن ذلك ، يعتبر الكاتب الألماني من أبرز الدارسين المعاصرين للخيال الشعري في اللغة العربية، وهو يشغل حاليا منصب رئيس تحرير للمجلة نصف السنوية ذائعة الصيت والمنتشرة في ربوع العالم العربي "فكر وفن"، التي تأسست عام 1963 بغية تعريف القارئ الألماني بالثقافة العربية و لتقريب الثقافة الألمانية من القارئ العربي بما يساهم في إثراء الحوار بين الثقافتين. "الإسلاموفوبيا في تراجع" "هناك اتجاهان، الأول يدعم الأجانب ، والآخر ضد المهاجرين وخاصة المسلمين منهم" هكذا يجيب شتيفان فايدنر عن سؤال وجه له بشأن تعامل الألمان مع قضية الهجرة، مضيفا أنه لحظ تراجعا كبيرا لظاهرة الإسلاموفوبيا ( الخوف من الإسلام) ، حيث أن ما يناهز 50 بالمائة من مواطني بلده يرحبون بالأجانب، لأنهم لا يشاركون في الأنشطة الاقتصادية فحسب بل في المجالات الأخرى كالفنون والثقافة. ويؤكد فايدنر أن معظم المسلمين اندمجوا بشكل جيد في ألمانيا، خصوصا الجيلين الثاني والثالث ممن ولدوا هناك إضافة إلى الوافدين لغرض الدراسة، والدليل على ذلك أن الأتراك على سبيل المثال يتقنون الألمانية أحسن من لغتهم الأم. في المجال الثقافي يتجلى هذا الاندماج بشكل أوضح، حيث تقوم ثلة من المهاجرين بدور أساس من خلال ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألمانية وكذا الأدب الألماني إلى اللغة العربية، زد على ذلك الكتابات العديدة عن الإسلام. أما في المجال السياسي، فللمسلمين حضور قوي في الساحة الألمانية ، وليس ترأس أوزدمير وهو مواطن تركي الأصل لحزب الخضر الناشط في ألمانيا إلا مثالا يجسد مسارات ناجحة عدة. تبدو رؤية فايدنر عن الإسلام مختلفة جدا عن رؤية المستشرقين، وفي ندوة "ساعة مع شتيفان فايدنر" التي جرت ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشر للمعرض الدولي للنشر و الكتاب المقامة بمدينة الدار البيضاء، تحت شعار "لنعش المغرب الثقافي" ، سأل إسماعيل العثماني المترجم فايدنر: إلى أي حد تختلف نظرته إلى الترجمة عن نظرة الأكاديمي قبل 50 سنة؟ " الترجمة من اللغة العربية صعبة والأصعب هو النص الشعري" المترجم الألماني أجاب باختصار:"أقل مركزية" قبل أن يوضح أنه درس الإستشراق، لكنه ترك العمل الأكاديمي مبكرا واشتغل منذ بداية التسعينيات في ترجمة الأدب العربي المعاصر. ويؤكد فايدنر أن الترجمة من اللغة العربية صعبة، لذلك كانت انطلاقته مع أصدقاء عرب. مشيرا إلى تزايد الصعوبة إذا تعلق الأمر بترجمة نص شعري، ومؤكدا أنّ حبه للجماليات التي تزخر بها القصائد العربية الحديثة زاده إصرارا للمضي قدما في مساره حاصدا بذلك نجاحات متعاقبة، وهو ما دفعه أيضا إلى التركيز على قصائد الراحل محمود درويش : "ركزت على شعر محمود درويش لأن الترجمات الموجودة غير جيدة وغير ناجحة، وأشيد ( هنا) بالمستوى الشعري الراقي لهذا الشاعر الكبير الذي لم يتم إنصافه إذ ينظر إليه كفلسطيني، أي من زاوية سياسية، وليس كشاعر تميّز بأسلوبه". أما عن الإبداعات الشعرية المغربية، فلا يخفي فايدنر نيته في الاهتمام بها أكثر، في ظل ندرة النصوص المغربية المترجمة إلى الألمانية. واغلب ما هو متوفر في التداول في المكتبات الألمانية الآن نصوص نثرية وخاصة روايات فرانكفونية (كتبت أصلا باللغة الفرنسية ثم ترجمت منها إلى الألمانية) . في موضوع اللغة، يستغرب شتيفان فايدنر محدودية استعمال اللغة العربية الفصحى في شتى مناحي الحياة العامة، مؤكدا أنها "لغة مثالية". يقاطعه منسق الندوة متسائلا "أليس هناك إشكال في انقراض الفصحى؟" فيجيب فايدنر : "هناك تحول كبير في السنين الأخيرة، كان يبدو في ستينيات ( القرن الماضي) وكأنها تختفي كليا. لكن ظهور القنوات الفضائية ساهم في انتشار استعمال الفصحى بشكل واسع، هذا بالإضافة إلى دور الحركات الإسلامية المستندة إلى النصوص الكلاسيكية المكتوبة بالفصحى، زد على ذلك أنها تسعى للانتشار في ربوع العالم العربي ولذلك أفضّل الفصحى التي تشكّل مجالا مشتركا لكل العرب". هذا ويشير فايدنر إلى الصعوبات اللغوية التي لاقاها كلما تحول من بلد عربي إلى آخر، مستدركا بالإشارة إلى أن الجماليات التي وجدها في الأدب العربي المعاصر جعلته يحب هذه اللغة ويستمر في الاشتغال على إبداعات أدبائها. الألمان غير مبالين بالتدين سؤال التدين والنقاش حوله غير مطروح في ألمانيا، فالأسئلة التي تقلق الفرد الألماني حسب فايدنر هي بالأساس تلك المرتهنة بالأزمة الاقتصادية، حيث أن معظم الألمان هجروا الكنيسة جراء عدم قدرتهم على دفع الضرائب التي تفرضها. ولا يخفى أن الألمان غير متحمسين للأديان عموما، وحتى الروحانيات التي اتسمت بها ألمانيا "الرومانسية" القديمة قد انقرضت بشكل شبه كلي باستثناء ما تزخر به بعض المدن القليلة، ويرجّع فايدنر ذلك إلى الحرب العالمية الثانية، حيث يقول بنبرة حزينة "دُمرت التقاليد مع تدمير المدن القديمة، حتى الأكل، لا تجد الأكل الألماني". غير أن ما يفتخر به فايدنر هو كون بلاده ملتقى لتعايش وتلاقح حضارات عدة، فهي تتسم بتنوع كبير في المأكولات وبغنى ثقافي يجعلها أكثر تلونا. وتظل مواضيع الأدب والهجرة وحوار الحضارات وغيرها من المحاور التي تشغل هذا المترجم الألماني المنفتح على ثقافات إنسانية عدة، يبدو أن العربية والإسلامية منها أخذتا الحيز الأهم من نتاجاته الوافرة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib