غرفة أبي رواية الإبن الذي يبحث عن أب أصغر منه
آخر تحديث GMT 17:42:03
المغرب اليوم -

"غرفة أبي" رواية الإبن الذي يبحث عن أب أصغر منه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط - المغرب اليوم

يمضي الشاعر والكاتب اللبناني عبده وازن في روايته الجديدة «غرفة أبي» في تجربته السردية التي كان بدأها في روايته السابقة «قلب مفتوح» الصادرة عام 2010. تجربة وازن خاصة جداً لكونها تجمع بين الفن الروائي والسيرة الذاتية. والمؤلف لا يكتب سيرته وفق الطريقة المعروفة القائمة على السرد المتتابع والمتدرج زمنياً بل يسعى إلى دمج عناصر السيرة الذاتية في سياق سردي وروائي يتحول فيه إلى راوٍ يتخطى مهمة كتابة الوقائع الحياتية التي عاشها. وقد أضفى الكاتب على روايته الجديدة بعداً تجريبياً منطلقاً من معطيات السيرة الذاتية ليفتح أفقها أمام احتمالات السرد الحر الذي يدمج بين الواقعي والمتخيل. يسرد وازن في هذه الرواية الصادرة حديثاً عن «منشورات ضفاف-بيروت» و»منشورات الاختلاف-الجزائر» سيرة مزدوجة... سيرته الذاتية متقاطعة مع سيرة أبيه الذي يكاد يجهله ويسعى إلى التعرف إليه ورسم صورة له من خلال ذكريات الآخرين عنه وحكاياتهم ومنهم الأم والأصدقاء الذين ما زالوا على قيد الحياة ثم عبر الآثار الصغيرة التي تحكي عنه ولا سيما منها الصور بالأسود والأبيض التي تشير إلى نواح كثيرة من حياته وأخباره والامكنة التي عرفها. وسيرة الأب هنا لا بد لها أيضاً من أن تتقاطع مع سيرة بيروت نفسها التي عاشت الحرب عام 1958 وشهدت الكثير من الازمات والتحولات حتى الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى عام 1990 وما تلاها من مآس. ويستعيد الراوي هذا الماضي ويمعن في رثائه ومديحه. الا ان المفارقة تتبدى هنا في كون الابن أصبح أكبر من أبيه الذي رحل في عز شبابه. إنه الآن الابن الذي يبحث عن أب بات أصغر منه عمراً. وترسيخاً لهذا النوع من سرد السير الذاتية يعتمد الكاتب تقنيات عدة مثل مخاطبة الأب عبر رسالة يكتبها اليه والمونولوغ والتقطيع المشهدي والسرد داخل السرد والتأمل وسواها. وخلال هذه السيرة الذاتية المتعددة المرجعيات يبحث الراوي عن صورة الأب كما تجلت في كتب روائية وسردية عربية وعالمية، طالما شغلت الكاتب بما تحمل من ملامح مستعارة للأب المفقود. ومنها سيرة الاب كما وردت في مذكرات الروائي سهيل إدريس، وفي رواية «الخبز الحافي» للكاتب المغربي محمد شكري، وفي مذكرات المفكر إدوارد سعيد، وفي أعمال كتاب أجانب مثل التشيكي فرانز كافكا والروسي دوستويفسكي والايرلندي صموئيل بيكيت والاميركي بول أوستر والفرنسي جان بول سارتر والبريطاني روديارد كيبلنج. إنها رحلة عبر الذاكرة والمخيلة في وقت واحد... عبر الذات والكتب. يقول الكاتب وازن ل «رويترز» عن هذا الأسلوب الروائي الذي اختاره: «هذا النوع يتيح لي أن استوحي سيرتي الذاتية أو عالم الذات بمشاعرها وأحاسيسها وهواجسها وأن أسبكها في سياق روائي حر ذي بعد حي واقعي وخيالي. وهنا أستطيع أو أوظف خبرتي الشعرية ولا سيما عبر اللغة والاسلوب اللذين أمنحهما اهتماماً كبيراً». وعن اختياره الفن الروائي وهو المعروف كشاعر له موقعه الخاص في موجة الشعر الجديد، قال: «لم أتخل أبداً عن الشعر ولدي ديوان جاهز الآن. الشعر هو الروح فهل يمكن التخلي عنها؟». وأضاف: «مهما قيل عن سيطرة زمن الرواية وانحسار زمن الشعر فإن الشعر يظل في المقدمة بالنسبة إلي على الأقل. لكنني أحب النثر كثيراً ووجدت أن الرواية هي حقل واسع للكتابة النثرية وهي بالتالي قادرة على أن تستوعب الكثير من القضايا والأمور التي يفرضها عصرنا والتي يعجز الشعر عن استيعابها بسبب طبيعته الشفافة وطابعه الوجودي وكثافته».

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرفة أبي رواية الإبن الذي يبحث عن أب أصغر منه غرفة أبي رواية الإبن الذي يبحث عن أب أصغر منه



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 14:38 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

إطلالات المشاهير بالتنورة القصيرة لإطلالة راقية

GMT 22:45 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

مانشستر يونايتد يٌخطط لحسم 4 صفقات كبرى في الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib