ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم

كاسحة الجليد الكندية اموندسن في مياه القطب الشمالي
أموندسن - أ.ف.ب

 ينذر استمرار تسارع ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية بزيادة كبيرة في كمية المياه العذبة في المحيط الأطلسي الشمالي، ما قد يؤدي على المدى الطويل الى اختلال في آلية تشكل "المياه العميقة" التي تعتبر مرجعا حقيقيا لقياس حدة التغير المناخي العالمي، بحسب تحذيرات الاخصائي في علم المحيطات روجيه فرنسوا.

هذا الباحث البلجيكي الذي يشغل مهام رئيس بعثة علمية على متن كاسحة الجليد البحثية الكندية اموندسن يدرس حاليا تاريخ الكوكب عبر كشف اسرار محيطاته، مثل المحيط المتجمد الشمالي حيث يقود خلال الخريف الحالي بعثة تضم حوالى اربعين عالما متخصصا في التغير المناخي.

ويرفض روجيه فرنسوا الافراط في التشاؤم موضحا لوكالة فرانس برس أن الدورات المناخية "الشديدة" تتعاقب منذ مليوني سنة بوتيرة مرة كل مئة الف عام مع "تشكل مسطحات جليدية على القارة الشمالية تتبعها مرحلة ذوبان سريع للغاية" تمتد على خمسة الاف سنة.

وقد حصل اخر احترار مناخي قبل 20 الى 15 الف سنة خلت ما ادى الى ارتفاع في مستوى مياه البحار بمعدل 130 مترا.

ويقول فرنسوا "هذا هو الاتجاه السائد مع ذوبان الجليد في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية (...) اما الفارق الاكبر مع ما يحصل اليوم هو الوتيرة الزمنية اذ ان الامر لم يكن يوما بهذه السرعة".

وتتسم كل دورة مناخية بتغير مستوى الكربون في الغلاف الجوي. فخلال اخر موجة احترار مناخي، ارتفع معدل غاز ثاني اكسيد الكربون (ابرز انواع الغازات المسببة لمفعول الدفيئة) في الهواء من 180 جزءا في المليون الى 280 جزءا في المليون خلال خمسة الاف سنة. وحتى الثورة الصناعية، بقي المستوى عند 280 الى ان شهد منذ ذاك الحين ارتفاعا مطردا حتى بلغ عتبة 400 جزء في المليون سنة 2015، بحسب هذا العالم.

ويحذر فرنسوا من أنه "في حال بقينا على هذا النحو، وهو ما يبدو أنه حاصل، سنشهد بحلول نهاية القرن الحالي مستويات غير مسبوقة منذ عصر الديناصورات في الحقبة الوسطى"، مع معدل الف جزء في المليون.

- "ردات فعل" مناخية -

آخر موجات ذوبان للجليد تبعها "استقرار مناخي اكبر بكثير" سمح للانسان العاقل بتنمية قدراته. ويلخص الاستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر الوضع قائلا إن "حضارتنا كما نعرفها تمثل نتيجة مباشرة لتطور المناخ".

وتحتل المياه العميقة التي تنشأ في المحيط الاطلسي الشمالي قبالة غرينلاند موقعا اساسيا في صلب هذا المناخ المناسب للحضارة البشرية.

فهذه المياه الموجودة في اعماق المحيطات وفق مسار محدد بدقة تراكم كميات من ثاني اكسيد الكربون المتأتي من الغلاف الجوي بالاضافة الى تشكيل "آلية كبرى لنقل الحرارة من خط الاستواء الى القطبين"، بحسب روجيه فرنسوا.

وفي ظل ذوبان الانهار الجليدية، يؤدي انهيار الجبال الجليدية المؤلفة من مياه عذبة في البحر الى "تخفيض الملوحة ما يجعل تشكل المياه العميقة اكثر صعوبة".

ومن شأن توقف انتقال الحرارة بين الاستواء والقطبين بسبب انهيار آلية تنظيم الحرارة التي تشكلها المياه العميقة أن يجعل "المرتفعات العالية اكثر برودة".

وقد حصل سيناريو مشابه خلال اخر احترار مناخي في العالم. ويشير اخصائي علم المحيطات الى ان "مستوى البرودة كان اعلى في بداية مرحلة ذوبان الجليد مقارنة بالمستوى الاقصى المسجل في العصر الجليدي خصوصا في شمال اوروبا".

ويمثل التبدل الحاصل على صعيد تشكل المياه العميقة احدى "ردات الفعل" الناجمة عن الاحترار المناخي، اذ ان سببا ما يولد اثرا معينا وهذا الاخير يعزز السبب ويفاقم الوضع في كثير من الاحيان.

ويقول روجيه فرنسوا "لا علم لنا بمجمل ردات الفعل المشاركة في الاحترار وهنا مكمن القلق"، مضيفا "النظام برمته شديد التعقيد وهذا الامر ليس قابلا للتجربة، يمكن الحديث عن عملية تحصل على مستوى الكوكب ومجرد الاغفال عن تفصيل صغير قد يؤدي الى خلاصات مختلفة".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم



GMT 12:40 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين في المغرب

GMT 00:32 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة تزيد عن 5 درجات يضرب وسط اليونان

GMT 22:57 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية قوية في عدد المدن المغربية

GMT 07:28 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

البرلمان البريطاني عاجز أمام غزو الفئران

GMT 10:21 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة ارضية قوية تضرب الناظور و نواحيها

GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib