الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
الحراك الشعبي في الجزائر

الجزائر ـ سناء سعداوي

أفرز الحراك الشعبي الجاري منذ شهرين في الجزائر اضطرابات داخل أحزاب في السلطة وحتى في المعارضة، وهي الاضطرابات التي قد تفضي، حسب مراقبين، إلى رحيل قياداتها، وأولهم رئيس الوزراء المستقيل أحمد أويحيى، الذي أصبح يواجه معارضة شديدة داخل الحزب الذي يرأسه (التجمع الوطني الديمقراطي».

وحاول عشرات الأشخاص في بشار (جنوب غربي)، منع وزراء الداخلية والري والسكن الجدد من زيارة المنطقة، تعبيرا عن عدم اعترافهم بالحكومة، التي شكلها الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.

ووجد أعضاء حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي عشرات المحتجين بانتظارهم في مطار بشار، الليلة قبل الماضية، رافعين لافتات تطالبهم بـ«العودة من حيث أتيتم، فأنتم تحتلون مناصب غير شرعية، والشعب يرفض حكومتكم».

اقرأ ايضا:

مظاهرات الجمعة السابعة في الجزائر ترفض تولي رئيس مجلس الأمة الحكم

ورغم حالة الرفض المحلي، تنقل الوفد الوزاري في عدة أحياء بولاية بشار، حيث عاينوا مشروعات مرتبطة بقطاعاتهم. وكانوا محاطين بتعزيزات أمنية كبيرة في كل النقاط التي توقفوا عندها، لكن وزير الأشغال العمومية اضطر إلى إلغاء زيارته للعاصمة الأسبوع الماضي، عندما احتشد عدد كبير من الأشخاص لمنعه من زيارة موقع تابع للوزارة.

ويفترض دستوريا، أن تعرض الحكومة الجديدة «مخطط عملها» على البرلمان، قبل أن ينزل الوزراء إلى الميدان. لكن ذلك لم يكن متاحا لبدوي بسبب هجرة النواب غرفة التشريع «المجلس الشعبي الوطني»، وذلك في سياق الانخراط مع مطالب الحراك، الذي يعتبر البرلمان «وليد تزوير على أيدي رجال نظام بوتفليقة»، كما استقال غالبية نواب المعارضة من هيئة التشريع.

وقال علي بن فليس، رئيس الوزراء سابقا بهذا الخصوص: «الشعب لا يريد الدخول في المرحلة الجديدة بالوجوه القديمة، وأكثر من هذا... الشعب لا يريد أن تقود هذه الوجوه القديمة المرحلة الجديدة، لأنه يرى في بقاء هذه الوجوه مناورة لإجهاض وثبته واستنساخ النظام القديم. 

الأمر لم يعد متعلقا فقط برحيل الوجوه المنبوذة، واستبدال وجوه محبوبة بها، بل أصبح اختبارا لصدق النية في التوجه نحو تغيير النظام السياسي، أو الإبقاء على النظام السياسي القديم في ثوب جديد»، وحسب بن فليس، فإن الطبقة السياسية «لا تنتظر من الجيش أن يكون الآمر والناهي في البحث عن الحل، بل أن يسهل ويرافق ويحمي مسار الحل المنشود»، وذلك في سياق ترقب رد فعل قيادة الجيش على مسيرات أول من أمس، التي طالبت بتنحي رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.

وأطلق بلقاسم ملاح، كاتب الدولة للشباب سابقا «هيئة وطنية لعقد مؤتمر استثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي»، بغرض الإطاحة بأويحيى، الذي يتحصن داخل مقر الحزب بأعالي العاصمة، محاطا بقياديين أوفياء له، يصدون حملات استهدافه منذ تنحيه من رئاسة الوزراء في 10 من مارس (آذار) الماضي، في سياق «مليونيات التنديد بالنظام».

ويعد ملاح، وهو برلماني سابق بـ«التجمع»، من أشد معارضي أويحيى منذ سنين طويلة، لكن منصبه الكبير في الدولة حال دون نجاح محاولات خلعه. وعلى خلفية الحراك الناقم على رموز النظام، بعث ملاح مساعيه القديمة، وأصبح يلتقي يوميا المناضلين والقياديين، الذين ابتعدوا عن الحزب في أوقات سابقة، لخلافات مع أويحيى بهدف تجسيدها على أرض الواقع. 

كما يتعرض أمين عام «التجمع» لحملة أخرى، تبدو أكثر قوة، يشنها ضده المتحدث باسم الحزب صديق شهاب، الذي دخل في صراع قوي معه، على أثر تصريحات أطلقها في الإعلام في بداية المظاهرات، وانتقد فيها بوتفليقة وشقيقه بشدة، وهو ما أثار حفيظة أويحيى، الذي أصدر بيانا تبرأ فيه من شهاب. وتطور الصراع بين الرجلين إلى تبادل اتهامات خطيرة، انتهت بعزل شهاب من الحزب. 

غير أنه رفض «الخضوع للأمر الواقع». وهو يعتزم جمع عدد كبير من المناضلين الأوفياء له لتنظيم احتجاج أمام مقر الحزب للمطالبة برحيل أويحيى.

واستغربت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، من تحذيرات مديرية الشرطة أول من أمس، من «أشخاص أجانب تم اعتقالهم والكشف عن مخططاتهم، وقد جاءوا خصيصا لإذكاء التوترات، ودفع الشباب للجوء إلى أنماط متطرفة في التعبير، قصد استغلال صورهم عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

 كما قالت الشرطة إنها «وضعت حدا لمخططات إجرامية واسعة النطاق، تمثلت في اعتقال إرهابيين مدججين بالأسلحة والذخيرة، كانوا يخططون لأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلين الكثافة البشرية للحراك».

وقال نور الدين بن يسعد، رئيس «الرابطة»، إن السلطة «تحاول إجهاض الحراك الذي زلزلها من خلال التخويف من عمل إرهابي محتمل... إنها حيلة قديمة لا تنطلي على أحد».

وأعلن قضاة جزائريون في العاصمة قرارهم مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في 4 من يوليو (تموز) المقبل، في خطوة داعمة لحركة الاحتجاجات في البلاد.

ونفذ أكثر من مائة قاضٍ وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة العدل في الجزائر العاصمة أمس، بدعوة من نادي القضاة، وهي هيئة قيد التشكيل، يقول القائمون عليها إنها تضم أكثرية القضاة غير المنتمين إلى النقابة الوطنية للقضاة القريبة من السلطة، وقال قاضي التحقيق في محكمة الوادي (شمال شرقي) سعد الدين مرزوق: «دعما لمطالب الشعب، نحن أعضاء نادي القضاة قررنا مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية».

ويؤدي القضاة دورا محوريا في تنظيم الانتخابات في الجزائر، إذ إنهم مكلفون خصوصاً بالإشراف على القوائم الانتخابية، وهي نقطة خلاف دائم بين المعارضة والسلطة.

وأعربت منظمات من المجتمع المدني الجزائري، عن قلقها الشديد لتشدد الشرطة حيال المتظاهرين بعد ساعات قليلة من انتهاء اعتصام الجمعة، وشددت على الطابع السلمي الذي ظل يميز الحراك الذي بدأ قبل شهرين. 

ونزل الجزائريون مجدداً بأعداد كبيرة أول من أمس في كل أنحاء البلاد للتعبير عن رفضهم لاقتراح السلطات الانتقالية، والمطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية في 4 يوليو/ تموز المقبل. وسارت مظاهرات دون حوادث في معظم المدن.

 لكن المظاهرة التي بدأت في أجواء أكثر توتراً من المعهود انتهت بصدامات بين مئات الشبان وعناصر الشرطة، التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع. لكن المواجهات بدأت هذه المرة حتى قبل انتهاء المظاهرة.

قد يهمك ايضا:

رسالة استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من منصبه

هدء نسبي يسيطر على تظاهرات الجزائر بعد مواجهات مع الأمن

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس إسرائيل يدعم نتنياهو لتنفيذ صفقة الأسرى وتنفيذ خطة…
المجلس الوزاري برئاسة الملك محمد السادس يحذف معهد القضاء…
تجدد المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع وسماع دوي…
روسيا تستهدف مجدداً شبكة الطاقة في أوكرانيا بصواريخ كروز…
اجتماع مصري أميركي إسرائيلي غداً لبحث إعادة تشغيل معبر…

اخر الاخبار

ليبيريا تُجدد دعم بلادها للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على…
المغرب يُشرع في إحداث منطقتين من أجل صناعة أنظمة…
مجلس الحكومة المغربية يُصادق على عدد من مشاريع النصوص…
وزير الخارجية المغربي يٌؤكد أن المغرب مٌستعد للمساهمة في…

فن وموسيقى

مي سليم تنتقد شائعات زواجها وخلافاتها وتُشيد بدورها في…
بلقيس تُصور كليب أغنية "طاوعك قلبي" باللهجة المغربية في…
وفاء عامر تعود للبطولة في "جبل الحريم" وتطلع لتقديم…
أصالة تكشف عن أولى مفاجآت ألبومها الجديد أغنية "إنسان"…

أخبار النجوم

هنا الزاهد تتلقي إشادات واسعّة من الجمهور بعد رفضها…
هالة صدقي تكشف مرورها بعام تقاسمته الإنجازات والصدمات والسرقات
إياد نصار يحصُد جائزة أفضل ممثل عن صلة رحم…
الفنانة هيدى كرم تعيش حالة من النشاط الفني بين…

رياضة

نوفاك ينجو من فخ موزيتي في "رولان غاروس" بعد…
المغربي ياسين بونو يفوز بجائزة أفضل لاعب في نهائي…
رسميًا فينسنت كومباني مديرًا فنيًا لـ بايرن ميونخ حتى…
رونالدو وبونو وجيسوس "الأفضل" في الدوري السعودي لموسم 2023-2024

صحة وتغذية

دواء للإقلاع عن التدخين فعال لمستخدمي السجائر الإلكترونية أيضًا
وزير الصحة المغربي يٌؤكد على أهمية التحول الرقمي في…
الطماطم تُعزّز صحة المخ وتحمي العينين من الضوء الأزرق…
وزير الصحة المغربي يبٌرز بجنيف الدور المحوري للمغرب في…

الأخبار الأكثر قراءة

"حزب الله" يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية بمسيّرات رداً على…
روسيا تُطلق 16 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" وصاروخين…
مسيّرة انتحارية تستهدف مقراً للجيش السوداني في مدينة شندي…
لجنة تحقيق عراقية تكشف أن الانفجار في قاعدة "الحشد"…
الاتحاد الأوروبي يسعى لفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل…