الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
الفنان عادل إمام والفنان لطفي العبدلي

القاهرة _إسلام خيري

أثارت جملة الفنان التونسي لطفي العبدلي، "إذا كانت مصر أم السينما فتونس أبوها، وإذا كانت مصر أم الدنيا فتونس أبوها"، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الجمهور المصري، وذلك أثناء تكريم الفنان عادل إمام، في ختام مهرجان قرطاج، والتي قيلت عقب انتهاء الزعيم من كلمته، بعدما تحدث عن عراقة السينما المصرية، وروى ذكرياته مع جيل العظماء ودورهم في إثراء حركة السينما المصرية، ومساهمتها في تطوير العمل السينمائي في كافة الدول العربية، وهو الأمر الذي جعل العبدلي يصعد على المسرح ويرد عليه بهذه الجملة التي أعتبرها دفاعًا عن بلاده، ما تسبب في غضب السفير المصري ورحيله عن الحفل.

 ورغم تأكيد التونسي أنها مزحة ويدافع فقط بها عن بلاده، إلا أن المزحة لم تعجب الجمهور وغضب، لأنه ليس هناك مقارنة بين الفن المصري والتونسي، فكلاهما يقدمان سينما جيدة، لكن العراقة والتاريخ بالأرقام تصبح في صف الفن المصري التي ساهمت، وبلا شك في نجومية الكثير من الفنانين العرب، والتاريخ أيضًا يصبح في صف الزعيم عادل إمام، لأنه ليس ممثلًا عاديًا، لكنه رمز للفن العربي بأكمله وليس المصري، وظل بأعماله، ومازال نجمًا يتصدر تترات الأعمال، فهو قامة كبيرة، وأثر في الفن وليس كما رددت بعد المواقع التونسية، بأن هناك شخصًا من أحد الأحزاب قلل منه، ومن فنه، معتبرًا أنه ممثلًا عادًيا، ونحن ليس في صراع، لكن مثلما يعتبر الفنان التونسي العبدلي، أنه يدافع عن وطنه نحن أيضًا ندافع عن الفن المصري ورموزه منذ أن دخلت السينما، إلى مصر، وانتقلت بعد ذلك إلى العرب.

وعادل إمام يعني كل شيء في جميع القواميس الخاصة في أي سينما عربية، لأنه قامة ورجل قدم الكثير من السينمات، ومقارنته بنجوم عالميين، وليس عرب فقط، أمر فخر للجميع وليس للفن المصري فقط، الواقعة أحدثت جدلًا، وكان علينا أن نتطرق للموضوع رغم أن الحديث عن أحد الفنانين غير المعروفين جعلنا نبرز أراء النقاد فيما حدث ونتحدث عن تاريخ السينما المصرية، التي بدأت منذ أعوام عادية، وقدمت لنا أعمال في الأربعينات والخمسينات وحتي وقتنا هذا.

وبيّنت الناقدة حنان شومان، أن الواقعة التي حدثت تدل على أننا كعرب أصبحنا لدينا تطرف في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الفنية أو غيرها، وصار العرب في صراع واصفة ما حدث بأنه شيء مقزز، وتابعت "ما فعله الممثل التونسي العبدولي إذا كانت مزحة فدمها ثقيل لأنه لا يملك الحس الكوميدي وليس لديه الكياسة، وإذا كانت بجدية فعليه أن يسأل رئيسه لماذا كرمت الزعيم عادل إمام ؟!".

وأوضحت أن فكره الدفاع عن بلاده ليس بما قاله لأن تحدث بمنطق "النساء"، وهذه المشكلة لديه هو فقط، لأن عادل إمام لم يهين بلده أو يتحدث عنها بسوء، بل تحدث عن السينما المصرية ودورها، لأنه الفن الذي خرج منه وأصبح نجمًا بسببها، مؤكدة أن مصر هي الأقدم والأعرق في تاريخ السينمات، ويطلق عليها هوليود الشرق فهو تاريخ لا نستطع أن نحذفه لأنه جزء من الحاضر أيضًا حتى وأن كانت السينما المصرية تعاني حاليا، وازدهرت في دول أخرى عربية، لكن يظل الفيلم المصري لدى المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج، يستحوذ على الأفضلية لأننا الأقدم، هذا لا يعني أنه مجال فخر لكنه إقرار وواقع لأننا السينما الأولى في الوطن العربي وأتمنى أن يقدم العرب جميعًا أفلام عظيمة، مثلما يحدث حاليًا في تونس والمغرب والجزائر والإمارات.

وأكدت أن كلام عادل إمام في المهرجان عن السينما المصرية، ليس خطًأ لأنه فخور بها، وبغض النظر عادل إمام فنان استثنائي في تاريخ السينما العربية، وتاريخه يدل على ذلك، نظرًا لاستمراره حتي وقتنا هذا على عرش النجومية بقرابة الـ 50 عامًا، واستثنائي عالميًا أيضًا، لأنك لن تجد فنان في هوليود أيضًا يستمر اسمه نجمًا على التتر طوال هذه المدة وحتى الا ، فهو ممثل للسينما المصرية، ومن الطبيعي أن يتحدث عنها، وأي ممثل يتم تكريمه يتحدث عن بلده التي يمثلها، وما حدث هو دلالة على تفاهة من جانب الممثل التونسي، خاصة أن عادل إمام الجميع يعرف قيمته، ورئيس تونس وهو أعلى رأس في البلد قام بتكريمه، والجميع بما فيهم الفنانون العرب يعرفوا جيدًا قيمة الجمهور المصري ويعرفوا فضل الفن عليهم.

وأعلنت الناقدة ماجدة موريس أنه لا نستطع أن نمنع أحدًا من التعبير عما يريد، لكن يبدو أن تكريم عادل إمام والحفاوة التي نالها أثناء تواجده في مهرجان تونس، استفز الفنان التونسي وغيره ممن لم يتكرموا لكن الواقع دائمًا والتاريخ هو ما يفرض نفسه في النهاية، مؤكدة أن عادل إمام هو سوبر ستار المنطقة العربية، وأنه حتى الأن منذ خمسة عقود على رأس المنطقة العربية، وأن أعماله ساهمت في صنع البهجة، وإذا لم يكن هكذا لم يلقب بالزعيم وهو الوصف الذي قاله له رئيس تونس عند تكريمه، لأن هناك اعتراف عربي بأهمية عادل إمام، وأن صعود أي ممثل ليناطحه، لجذب الاهتمام يصبح تجاهله هو الشيء الطبيعي لأننا نعطي له قيمة، واستقبال الزعيم في دول العرب تشهد على أهميته مثلما حدث في المغرب، ولم نجد من يتحدث ولم يجادل أحد في قيمته،وكذلك في الإمارات اعتبروا أنه حدث كبير، لأنها شخصية تاريخية بالنسبة للفن في هذه المنطقة، وله وجود حقيقي ودائمًا في القمة ويتحدث في أعماله عن قضايا كثيرة، وما حدث واستغلال البعض لما قيل هو تشويش على التكريم، الذي ناله لأنه لم يخطأ في حق السينما التونسية، ولم يخطأ عندما تحدث عن السينما المصرية التي خرج منه، لكن  العبدولي نسى أنه لم يكن في موضع مقارنة مع بين السينما المصرية والتونسية، وما فعله أمرًا هزلي وسخيف هدفه لفت الأنظار.

وأشارت إلى أن تاريخ السينما المصرية عريق ولا تقارن بأخرى، لأننا عرفنا السينما بعد اختراع الإخوان لومير وبعد العروض الأولى في فرنسا دخلت مصر على يد الإيطاليين، فالسينما المصرية ليست تجارية بل هناك أعمال مهمة حصدت الكثير من الجوائز، ونحن لا نقلل من السينما التونسية، أيضًا لأنها تاريخ ونحن ما قبل التاريخ، ولا ندخل في صراع ولا نستطيع أن نلغي تاريخ الأربعينات والخمسينات في مصر، لأنه يجذب الجمهور حتى الأن والأفلام الحديثة أيضًا تحصد الجوائز، وبالتأكيد السينما في الدول العربية جيدة ومميزة، لكن الميزة التي توجد عندنا أننا نصل لكل الجمهور العربي، بسبب اللهجة المصرية التي أصبحت قاعدة.

ولفت الناقد نادر عدلي إلى أن المزحة التي قالها العبدولي ربما هدفها فقط التأكيد على أن السينما التونسية متواجدة ومهمة، خاصة أنه بشكل شخصي أعلم أنه ليس لديه عداء مع مصر بل هو فنان كوميدي محب لمصر، وأن ما قاله لا أظن أن يصنع عداء بين مصر وتونس، لأن السذاجة لا تصل لهذه الدرجة، ويمكن ما أثاره أن كلمة عادل إمام لم يكن بها مداح للسينما التونسية، وكان من المفترض أن يشيد بها، لكن أعتقد أنه عادل لم يشاهد منه سوى القليل، وأكد نادر أن السينما التونسية جيدة وتقدم أعمال مميزة لكنها غير تجارية.

وأعلن مع دول المغرب العربي سواء تونس أو الجزائر أو المغرب، هناك حساسية شديدة اتجاه السينما المصرية نتيجة لشعورهم بأن الاهتمام العربي الأكبر في السينما المصرية، وهناك تجاهل واضح للسينما التي يقدموها، ويعود ذلك إلى أكثر من سبب والبداية اللهجة، إضافة إلى أن أفلامهم قليلة، ونفس الحساسية تجدها في رفض التونسيين ترجمة أعمالهم للعربية، حتى تصل للجمهور رغم أنه حل بسيط لانتشار أفلامهم. وأوضح أن هناك الكثير من الفنين والنجوم التونسيين عملوا في السينما المصرية، اعترافًا بأنها السينما الأهم فعلًا، والتي تصل لكل العرب ودليل على انتشار الفيلم المصري على مدار السنين، وجعلت أفلامهم ليس على نفس الاهتمام العربي في السينما المصرية، وأكد تجاريًا مصر الأكثر تاثيرًا في السينما وتصل أسرع للعرب لكن التقنية أصبحت السينما التونسية والمغربية والجزائرية هي الأهم.

واختلف معهم الناقد طارق الشناوي، الذي قال بأن الأمر ما هو إلا مبالغة فقط، لأن ما فعله العبدولي بسبب اعتزازه بوطنه، ودائمًا ما يوجد في الاعتزاز مبالغة، فكل شخصًا يعتز ببلده يفعل ذلك، وكان يرغب فقط في قول أن تونس بلد عظيمة دون الخطأ في حق مصر، موضحًا أن الأمر لا يزعجنا لأنه لم يقدم الإهانة، لأحد مثلما اعتزت نجلاء فتحي في السينما، وقالت إنها أم الفنون إذا كان المسرح أبوها، وهنا مبالغة رغم أن السينما فن قصير العمر. وأشار إلى أنها لا يمكن التقليل من تاريخ السينما المصرية، لأنه تاريخ مسجل بالأرقام لكن نجد حاليًا إنجاز في السينما التونسية، والفلسطينية، واللبنانية في المهرجانات، لافتًا إلى أن الجمهور التونسي يعشق السينما المصرية، لأنهم على علم بأن مصر هي رائدة وصدرت جميع الفنون للوطن العربي، وأن الأمر كله ما هو إلا فنان يحب وطنه دون الإهانة، لأحد بل يصعد بفنه وبلده وهذا من حقه.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عادل إمام يعود إلى صالات السينما عقب غياب 14…
الكشف عن القائمة الكاملة لجوائز مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
حظر "الحشاشين" في إيران بسبب "إيحائه" بأنها "مصدر الإرهاب"
الكشف عن القائمة الكاملة لجوائز أيام الصناعة في مهرجان…
الفيلم السعودي "إلى ابني" لظافر العابدين يفوز بحصة الأسد…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُعين طارق مفضل مدير العام للوكالة…
فعاليات سياسية تُطالب بإلغاء التطبيع مع إسرائيل بعد واقعة…
الرئيس الأميركي يحرك المياه الراكدة ويُقدم طلباً للأمم المتحدة…
المغرب واليابان عازمان على تعزيز العلاقات الثنائية لتشمل العديد…

فن وموسيقى

مي سليم تنتقد شائعات زواجها وخلافاتها وتُشيد بدورها في…
بلقيس تُصور كليب أغنية "طاوعك قلبي" باللهجة المغربية في…
وفاء عامر تعود للبطولة في "جبل الحريم" وتطلع لتقديم…
أصالة تكشف عن أولى مفاجآت ألبومها الجديد أغنية "إنسان"…

أخبار النجوم

إياد نصار يحصُد جائزة أفضل ممثل عن صلة رحم…
الفنانة هيدى كرم تعيش حالة من النشاط الفني بين…
بشرى تكشف مشاركتها في تجربة مسرحية جديدة على مسرح…
مصطفى أبو سريع يكشف سبب رفضه العمل مع أشرف…

رياضة

المغربي ياسين بونو يفوز بجائزة أفضل لاعب في نهائي…
رسميًا فينسنت كومباني مديرًا فنيًا لـ بايرن ميونخ حتى…
رونالدو وبونو وجيسوس "الأفضل" في الدوري السعودي لموسم 2023-2024
انضمام الشيبي ودياز وعودة سايس لـ قائمة المغرب لتصفيات…

صحة وتغذية

دواء للإقلاع عن التدخين فعال لمستخدمي السجائر الإلكترونية أيضًا
وزير الصحة المغربي يٌؤكد على أهمية التحول الرقمي في…
الطماطم تُعزّز صحة المخ وتحمي العينين من الضوء الأزرق…
وزير الصحة المغربي يبٌرز بجنيف الدور المحوري للمغرب في…

الأخبار الأكثر قراءة

الإعلان عن مسلسل روائي مستوحى من حياة زوجة الرئيس…
مهرجان الجونة السينمائي يستقبل طلبات تسجيل الأفلام في دورته…
يسرا تهدي تكريمها في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة…
مشاهير عالميون حرصوا على أداء مناسك عمرة رمضان 2024
الكشف عن القائمة النهائية لجائزة أفضل ممثلة في رمضان…