الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
الزيادة السكانية في مصر

القاهرة - محمد الشناوي

 ربى حسين زيدان (46 عاما) أبنائه الستة في مزرعته في الوراق وهي جزيرة ريفية تقع في النيل على بعد بضعة أميال من وسط القاهرة، وفي سن مبكرة ربما كان يحتفل المزارع بإنجابه الكثير من الأطفال لمساعدته في رعاية الأرض، إلا أن الدولة المصرية تحاول اليوم محاولة مستميتة لمنع زيادة حجم الأسر مثل أسرة زيدان.

وأطلقت السلطات المصرية حملة "اثنين كفاية" مع ارتفاع عدد السكان إلى 100 مليون شخص في وقت لاحق هذا العام، لمحاولة إقناع الناس بعدم إنجاب أكثر من طفلين، وأطلق الحملة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محذرا من أن مخاطر الاكتظاظ السكاني تعد ثاني أكبر تهديد لبلاده بعد الإرهاب.

اقرأ ايضا: لبنى عسل تفتح ملف الزيادة السكانية في برنامجها "الحياة اليوم"

ويتضح الضغط على البلاد حيث تملك مصر حصة أقل مما يحتاجه سكانها من المياه بنسبة 40%، في حين يعاني الاقتصاد المضطرب لتوفير وظائف لائقة لملايين الشباب الذين ينضمون إلى القوى العاملة سنويا، وتظهر الساعة السكانية الحية على موقع جهاز الإحصاء في مصر أن السكان ينمون بمقدار 2.5 مليون سنويا، وتشير التوقعات إلى أن البلاد ربما تتخطى 150 مليون نسمة بحلول 2050.

وعلى الرغم من اعتبار مصر حصنا للاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن الحكومات الغربية تراقب الوضع بحذر، فإن لم تستطع أكبر دولة في العالم العربي إيجاد وسيلة مستدامة لدعم شعبها، فربما يؤذي ذلك إلى هجرة واسعة النطاق نحو أوروبا، وأوضح البنك الدولي أن المرأة المصرية في المتوسط لديها 3.3 طفل مقارنة بمتوسط 1.8 في المملكة المتحدة، في حين أن نصف المعدل كان الواقع الموجود في مصر في عام 1960، وتهدف حملة "يكفي إثنان" إلى تخفيض نسبة المواليد.

واستخدمت الحملة أسلوب "العصا والجزرة"، حيث ذهب العمال إلى المنازل لتوضيح مميزات العائلات الصغيرة، ووفرت العيادات وسائل منع حمل مجانية، فيما هددت الحكومة بقطع الإعانات المالية عن الأسر التي يزيد  عدد أطفالها عن اثنين، وشكك زيدان في أن جهود الدولة سيكون لها تأثير كبير على سلوك الناس مضيفا "الفقر هو ما يحكم معدل المواليد، فإذا كان لدى الشخص قدرة ماديا سينجب أطفال بغض النظر عما تقوله الحكومة ولكن إن لم يكن قادر ماديا فلن يفعل ذلك"، وأشار زيدان إلى أن ابنته الكبرى (21 عاما) لديها طفل واحد فقط لأنها وزوجها لا يستطيعان تحمل نفقات أكثر.

ويستمر عمل حملة "اثنين كفاية" ضد الثقافة المصرية المحافظة، حيث أن نسبة 80% من النساء لا يعملن، وتتزوج نسبة كبيرة من الفتيات في سن مبكرة، وخاصة في المناطق الريفية، فيما تبقى الواقيات الذكرية من المحرمات والإجهاض غير قانوني، وقالت نهلة تواب مديرة مجلس السكان وهو منظمة دولية غير حكومية إن العامل الرئيسي في السيطرة على معدل المواليد هو بقاء النساء في التعليم والعثور على وظيفة، مضيفة " إذا ظلت المرأة في البيت بدون عمل فماذا تفعل سوى إنجاب الأطفال؟ وما تحتاج الحكومة القيام به هو خلق فرص عمل للنساء، ومساعدتهم على مواصلة التعليم المدرسي واستكمال التعليم الثانوي ثم الانتقال إلى الجامعة".

ومن القضايا الملحة في مصر إيجاد مياه كافية لدعم شعبها، حيث تشير معايير الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان مصر يحتاج إلى حوالي 100 مليار متر مكعب من المياه، واليوم لا تملك مصر سوى 60 مليار متر مكعب مع وجود عجز بنسبة 40%، ما أحدث ضررا للمزارعين الذين لا يستطيعون العثور على ما يكفي من المياه النظيفة لمحاصيلهم، ما يدفعهم إلى إعادة استخدام مياه ملوثة ضارة، وتشير أحد التقديرات إلى أن مصر تفقد 55 فدانا من الأراضي الزراعية يوميا بسبب هذا النقص.

وكان المزارع عزت توفيق (53 عاما) من المزارعين الذين شعروا فعلا بالأثر، حيث تقع أرضه التي تبلغ مساحتها 10 أفدنة في الفيوم جنوب القاهرة في نهاية قناة طويلة تجلب المياه من نهر النيل، ووجد السيد توفيق في بداية عام 2011 أنه ليس هناك مياه متبقية في أشهر الصيف في القناة، مضيفا " عانت الأرض لمدة ثلاثة أشهر، حيث لا توجد مياه قادمة على الإطلاق".

وأضر نقص المياه بأعمال السيد توفيق لكنه لم يستطع التخلي عن مزرعته، مضيفا " ورثنا الزراعة من آبائنا وليس لدينا خيار سوى الاستمرار، والأمر لا يبدو كمشروع فشل ويمكنني إيقافه، إنها طريقنا إلى الحياة"، ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم النقص في المياه، وتشعر مصر بقلق عميق إزاء الخطط الإثيوبية لبناء سد ضخم في أعالي النيل يؤدي إلى تحويل المياه بعيدا عن مصر، فيما أوضح الرئيس السيسي أنه يعتبر خط سد النهضة الإثيوبي تهديدًا للأمن القومي المصري، وألمح إلى أنه ربما يتخذ إجراءًا عسكريًا للحفاظ على نصيب مصر من المياه، وذكر نادر نور الدين  أستاذ الموارد المائية: " ربما يأخذنا هذا الوضع إلى أول حرب مائية في العالم".

قد يهمك ايضا: 

تأخر الإنجاب يقلل الإصابة بسرطان الثدي

علاج خمول الغدة الدرقية وأعراضها

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

توقيت تناول التمر يحدد فوائده الصحية للجسم
منظمة الصحة العالمية تحذر من الهجمات علي مرافق الرعاية…
الحكومة المغربية تُصادق على 3 مراسيم صحية لتحسين وضعية…
دراسة علمية ترد هل الجبنة تحمي الدماغ من الخرف
6 أغذية تساعد على حماية القلب إذا كنت تجلس…

اخر الاخبار

السلطات الإسرائيلية تهدم مبنى في القدس الشرقية يقطنه أكثر…
الأمم المتحدة تفكيك الإنتاج الصناعي للكبتاغون في سوريا بعد…
ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس حفل افتتاح النسخة…
انهيار المباني على سكانها أحد الجوانب القاتمة لحرب غزة

فن وموسيقى

كندة علوش تفتح قلبها وتكشف كواليس مرضها وبداياتها في…
رحيل الفنانة سمية الألفي عن 72 عامًا بعد صراع…
عمرو يوسف يكشف كواليس حياته الشخصية ويضع خطوطه الحمراء…
ياسمين عبد العزيز تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية وتستعد…

أخبار النجوم

سوسن بدر تتحدث عن لحظات التفكير في الاعتزال خلال…
محمد إمام يتدخل في أزمة فيلم «الست» ويؤكد احترامه…
إيقاف تصوير مسلسل أب ولكن لمحمد فراج مؤقتاً لتعديل…
غادة عبد الرازق تتراجع عن إعتذارها عن عدم تقديم…

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب فوز منتخب المغرب في إفتتاح…
جماهير المغرب ترسم لوحة فنية في افتتاح كأس أمم…
هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ
أشرف حكيمي يتسلم جائزة «فيفا ذا بيست 2025» ويدخل…

صحة وتغذية

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات…
النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ…
الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
منتجات الألبان كاملة الدسم قد تقلل خطر الإصابة بالخرف

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة تنفي وجود علاقة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل…
تجربة جينية جديدة تخفض مستويات الكوليسترول الضار بشكل كبير
الصليب الأحمر يُعلن أن 80% من المرافق الصحية في…
استراتيجيات فعالة للتخلص من الرغبة الشديدة في تناول السكر
حليب الأطفال يُستدعى بعد تسجيل حالات تسمم في 10…