الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
تقييم مستوى قوة العضلة القلبية

بوسطن - المغرب اليوم

 طرح باحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا وسيلة بسيطة وسهلة  لتقييم مستوى قوة العضلة القلبية وسلامة بنيتها وأفاد الباحثون من جامعة هارفارد في بوسطن ومن جامعة كوين ماري في لندن، بأن تمتع المرء بقوة عالية أو طبيعية لقبضة اليد Handgrip Strength يدل على أن عضلة قلبه تتمتع بشكل، وبوظيفة طبيعية، وهو ما يُقلل من مخاطر توقع إصابته بأي حوادث قلبية Cardiovascular Incidents.

ووفق ما تم نشره ضمن عدد 14 فبراير /شباط من مجلة "بلوز وان PLOS ONE الطبية، حاول الباحثون معرفة العلاقة بين قوة قبضة اليد ومستوى قوة عضلة القلب ومدى سلامة تركيبها بنيتها، وشمل الباحثون أكثر من 4600 شخص من البالغين في بريطانيا. وقال الباحثون في مقدمة الدراسة: قوة قبضة اليد هي بالفعل مقياس للياقة العضلية في جسم الإنسان، ولها علاقة باحتمالات الإصابة بالأحداث المرضية القلبية وأيضاً باحتمالات الوفاة بسبب مرض قلبي CV Mortality، ولا يزال من غير المعروف علاقة قوة قبضة اليد ببنية تركيب شكل العضلة القلبية ومستوى أدائها الوظيفي. وكان الهدف من إجراء هذه الدراسة تحديد ما إذا كانت قوة قبضة اليد لها علاقة مباشرة بأي نوع من التغيرات في تركيب شكل العضلة القلبية ومستوى أدائها الوظيفي، وذلك باستخدام تقنية التصوير القلبي بالرنين المغنطيسي CMR لمجموعة واسعة من الأشخاص البالغين في بريطانيا.

وتدل الإحصائيات الطبية العالمية على أن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، وتحديداً يموت حوالي 17.5 (سبعة عشر فاصلة خمسة) مليون شخص سنوياً بسبب أمراض القلب، وأن الرقم المتوقع للوفيات العالمية السنوية بأمراض القلب سيرتفع خلال الخمس عشرة سنة القادمة وسيبلغ نحو 24 مليون وفاة في السنة. ولذا، ووفق ما قاله الباحثون، فإن من المهم معرفة مؤشرات احتمالات الإصابة بالأحداث المرضية للانتكاسات القلبية، وذلك من أجل البدء بتطبيق وسائل الوقاية الأولية، الثابت جدواها علميًا، لدى الأشخاص الذين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية.

وقال الباحثون: تقييم مدى قوة قبضة اليد هو وسيلة غير مُكلفة ويُمكن تكرار إجرائها وسهلة التطبيق، وذلك لقياس مستوى اللياقة العضلية في الجسم، وثبت من نتائج دراسات طبية عدة  أن مستوى قوة قبضة اليد له علاقة بمستوى خطورة الإصابة بانتكاسات مرضية قلبية لدى المرء، وذلك بغض النظر عن وزن جسمه أو مؤشر كتلة الجسم BMI لديه أو مقدار كتلة العضلات فيه». وذكر الباحثون ملخصًا لعدد من نتائج تلك الدراسات التي لا مجال للاستطراد في عرضها، والتي من آخرها دراسة  بيورPURE الطبية التي تم نشرها ضمن فعاليات مؤتمر جمعية القلب الأوروبية الذي عُقد الصيف الماضي في برشلونة والتي أفادت بوجود علاقة بين قوة قبضة اليد والإصابات بالأمراض القلبية.

وأضاف الباحثون ما ملخصه: تم طرح تفسيرات علمية لفهم كيفية إسهام ضمور اللحم العضلي Sarcopenia في الجسم - الذي يبدو على هيئة ضعف قوة قبضة اليد - في نشوء حالة ضعف القلب مع احتفاظه بقوة الضخ الطبيعية HFpEF. وهي نوع شائع من حالات ضعف عمل عضلة القلب التي يرافقها حصول عدة تغيرات في بنية وشكل القلب، مثل حصول إعادة التشكيل المحوري لبنية عضلة القلب Concentric LV Remodeling والتضخم المحوري لعضلة القلب Concentric Hypertrophy.

والوسيلة الأفضل والأدق لمعرفة بنية وعمل العضلة القلبية هي استخدام تقنية تصوير القلب بالرنين المغناطيسي، ولكن لا توجد دراسة حتى اليوم قارنت بين مستوى قوة قبضة اليد وتقييم بنية ووظيفة عضلة القلب بالرنين المغناطيسي

وتعد حالة ضمور اللحم العضلي هي نوع من التدهور في كتلة العضلات ونوعية تركيبها وقوتها نتيجة للتقدم في العمر وليس لأسباب مرضية أو لأسباب لها علاقة بتدني نوعية التغذية، وتقريباً يحصل فقد بمقدار 1 في المائة من كتلة العضلات لكل عام من بعد بلوغ سن الخمسين لدى الأصحاء من الناس. وما يحصل في هذه الحالة هو ثلاثة تغيرات: الأول هو ضمور في كتلة العضلات بالجسم، الثاني تدني جودة نوعية تركيبها، أي بزيادة تراكم الدهون والألياف فيها، والثالث هو تدهور كفاءة العمليات الكيميائية الحيوية اللازمة لنشاط قوتها، وهو ما يُؤدي إلى ضعفها عن توليد القوة. ويتم تشخيص هذه الحالة عبر عدة مؤشرات، من أهمها ملاحظة ثلاثة أمور: الأول، تدني الكتلة العضلية بالجسم، وهي ما تتوفر عدة وسائل طبية لقياسها. والثاني تدنى سرعة المشي، وهناك أيضاً وسيلة لتقييم ذلك. والثالث تدني القوة العضلية، وتحديداً حينما تدني القوة العضلية لقبضة اليد لأقل من 30 كيلوغراما لدى الرجل أو أقل من 20 كيلوغراما لدى المرأة.

ويعتبر الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة أحد أهم عوامل خطورة الإصابة بحالة ضمور اللحم العضلي والعامل الآخر المهم هو تدني نسبة هرمون التستوستيرون الذكوري، والعامل الثالث المهم كذلك هو تدني تناول البروتينات الغذائية. ولذا فإن النصائح الطبية للوقاية من هذه الحالة وللتخفيف منها تشتمل على ضرورة ممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي، وفحص نسبة هرمون الذكورة والتعرف على أسباب نقصه إن وجد ذلك، والحرص على تناول البروتينات بكمية يومية تبلغ حوالي غراما واحدا لكل كيلوغرام في وزن الجسم.

- قوة القبضة

واستخدم الباحثون في دراستهم وسيلة «أداة جامار الهيدرولكية لقياس قوة اليد»، وهي أداة تقيس قوة ضغط القبضة حال السكون ودون بذل الحركة Isometric Grip Force، ومؤشر القوة فيها يتفاوت ما بين صفر إلى 90 كيلوغراما. كما استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، وذلك لقياس سبعة عناصر في القلب، وهي: جزء الدم المقذوف من البطين الأيسر في نبضة القلب Ejection Fraction الواحدة، وحجم نهاية انبساط البطين الأيسر End - Diastolic Volume، وحجم نهاية انقباض البطين الأيسر End - Systolic Volume، وحجم الدم الذي يتم ضخه في النبضة Stroke Volume، وكتلة عضلة القلب، ونسبة تلك الكتلة إلى حجم القلب. وللتوضيح، ينبسط القلب أولاً لكي يستوعب أكبر كمية ممكنة من الدم، ثم ينقبض القلب بقوة كي يضخ الكمية الطبيعية من الدم في النبضة الواحدة، ومن هاتين العمليتين يتم حساب العناصر السبعة التي تستخدم في طب القلب ضمن قياسات معقدة في أجهزة تصوير القلب بتقنيات مختلفة كالأشعة فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغنطيسي والأشعة الطبقية وخلال عمليات القسطرة وغيرها من وسائل فحوصات تقييم القلب.

وما قام به الباحثون هو مقارنة قوة قبضة اليد بتلك العناصر السبعة لتقييم قوة القلب وكفاءة بنيته الشكلية، ومتابعة تلك المقارنة خلال فترة سبع سنوات لدى المشمولين في الدراسة. ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن لدى متوسطي العمر، كانت العلاقة أقوى فيما بين قوة قبضة اليد وحجم نهاية كل من انبساط وانقباض القلب. كما لاحظ الباحثون أن لدى كبار السن، كانت العلاقة أقوى فيما بين قوة قبضة اليد ومقدار كتلة عضلة القلب ونسبة كتلة القلب إلى حجمه. ولاحظوا أيضاً أن المشاركين الذين لديهم قوة أكبر في قبضة اليد هم بالفعل يضخون كمية أكبر من الدم في كل نبضة لقلبهم.

ولذا قال الباحثون في ملخص نتائج الدراسة: «كلما كانت قوة قبضة اليد أفضل كانت بنية عضلة القلب وقوتها أفضل، وهو نمط يدل على انخفاض احتمالات وجود تضخم في القلب أو حصول تغيرات في بنيته العضلية. وهذه الخصائص من المعروف طبياً أنها مرتبطة بخفض خطورة الإصابة بأحداث الانتكاسات المرضية القلبية». وهي النتيجة التي علق عليها الدكتور ستيفن بيترسون، الباحث الرئيسي في الدراسة، بالقول: «دراستنا لأكثر من 6400 شخصا تظهر أن القوة الأفضل لقبضة اليد مرتبطة بامتلاك قلب ذي مستوى صحي أعلى في وظيفته وبنية عضلته. إن قياس قوة قبضة اليد هو وسيلة غير مُكلفة مادياً ويُمكن تكرار إجرائها ومن السهل قياسها، وقد تصبح وسيلة مهمة في التعرف على الأشخاص الأعلى عُرضة لخطورة أمراض القلب وبدء اتباع وسائل الوقاية منها».

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دراسة مفاجئة تؤكد أن مساعدة الآخرين تُبطئ شيخوخة الدماغ
توقيت تناول التمر يحدد فوائده الصحية للجسم
منظمة الصحة العالمية تحذر من الهجمات علي مرافق الرعاية…
الحكومة المغربية تُصادق على 3 مراسيم صحية لتحسين وضعية…
دراسة علمية ترد هل الجبنة تحمي الدماغ من الخرف

اخر الاخبار

التوصل لتهدئة بين الجيش السوري وقسد في حلب
الداخلية السورية تعتبر تصعيد قسد في حلب محاولة لإفشال…
مناورات صاروخية موسعة في إيران ونتنياهو يلوح بالتهديد
نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات"…

فن وموسيقى

كندة علوش تفتح قلبها وتكشف كواليس مرضها وبداياتها في…
رحيل الفنانة سمية الألفي عن 72 عامًا بعد صراع…
عمرو يوسف يكشف كواليس حياته الشخصية ويضع خطوطه الحمراء…
ياسمين عبد العزيز تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية وتستعد…

أخبار النجوم

سوسن بدر تتحدث عن لحظات التفكير في الاعتزال خلال…
محمد إمام يتدخل في أزمة فيلم «الست» ويؤكد احترامه…
إيقاف تصوير مسلسل أب ولكن لمحمد فراج مؤقتاً لتعديل…
غادة عبد الرازق تتراجع عن إعتذارها عن عدم تقديم…

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب فوز منتخب المغرب في إفتتاح…
جماهير المغرب ترسم لوحة فنية في افتتاح كأس أمم…
هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ
أشرف حكيمي يتسلم جائزة «فيفا ذا بيست 2025» ويدخل…

صحة وتغذية

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات…
النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ…
الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
منتجات الألبان كاملة الدسم قد تقلل خطر الإصابة بالخرف

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة حديثة تكشف أن تحليل الدم الجديد يتنبأ بتطور…
دراسة تنفي وجود علاقة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل…
تجربة جينية جديدة تخفض مستويات الكوليسترول الضار بشكل كبير
الصليب الأحمر يُعلن أن 80% من المرافق الصحية في…
استراتيجيات فعالة للتخلص من الرغبة الشديدة في تناول السكر