الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
اللاجئون السوريون

 لندن ـ سليم كرم
 لندن ـ سليم كرم تبرهن المؤشرات كافة، إلى أن الأزمة السورية تزداد سوءا، فقد تحولت المظاهرات السلمية الاحتجاجية فيها قبل عامين إلى حرب أهلية، فيما تزداد الحكومة السورية توحشا، أما المقاومة السورية، التي لا تستطيع أن تفرض سيطرتها على بعض أكبر الجماعات العسكرية المسلحة، تتحول يوما بعد يوم إلى عناصر "جهادية"، وفي الوقت ذاته تعاني الدول المجاورة من تدفق اللاجئين السوريين عبر حدودها، كما تتعرض كل من تركيا وإسرائيل ولبنان لقذائف تنطلق من الأراضي السورية.
وقالت خبيرة السياسة الخارجية الأميركية كوري شاكي إن الدول الغربية تتردد إزاء مسألة التدخل العسكري في سورية، إلا أن إيران وحزب الله وتنظيم القاعدة والسعودية وقطر لم يترددوا في التدخل العسكري.
وأضافت أن روسيا تقف عائقا أمام أي قرار لمجلس الأمن الدولي ضد سورية، كما أنها تبيع السلاح علانية إلى نظام الأسد، في الوقت الذي تصر فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن التعاون مع الروس أمر ضروري لعلاج الأزمة السورية.
وأوضحت أن الغرب بات على قناعة بأنه لا يستطيع ولا ينبغي أن يتدخل في سورية، واصفة مثل هذا التفكير الغربي بالـ" حماقة والكلام الفارغ".
وأشارت كوري في مقالها الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن مصالح الغرب في سورية حاليا التي تتعرض للخطر، تتمثل في حماية الشعب من وحشية الحكومة، والحد من انتشار الأسلحة الثقيلة، وينبغي أن يوفر الغرب الحماية لحلفائه من الدول الصديقة المجاورة لسورية والعمل على تخفيف الضغوط التي تتعرض لها.
مؤكده أن الحيلولة دون تفاقم العنف الشيعي السني والانشقاقات العميقة من شأنه أن يخدم الاستقرار الإقليمي ، كما أن الشعب السوري سوف يكون في وضع أكثر أمانا بعد كشف الأنشطة الغير شرعية الإيرانية وقطع خطوط الإمداد عن حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
وقالت إن المواطن الغربي ضاق ذرعا بالحروب ومن الصعب إقناعه بالتدخل العسكري، ومع ذلك تبقى هناك حجة مهمة تفرض ضرورة إيجاد طرق للتدخل في سورية، تتناغم مع قدر من المصالح الغربية المحدودة ودعم جماهيري محدود.
ولفتت إلى أنه دون التدخل الغربي فإن بشار الأسد سوف يظل في السلطة ضعيفا ومدينا بالفضل لإيران وحزب الله وروسيا، أما المقاومة فستواصل نزيف الدم تدريجيا، وستزداد تطرفا وستخسر تأييد الرأي العام ، كما أن سورية سوف تستمر في حرب أهلية أبدية من الدرجة الثانية يتولد عنها أعمال انتقامية لعدة سنوات.
وأشارت إلى أن نتيجة عدم تدخل الغرب العسكري في سورية ، حصل تنظيم القاعدة على بعض الشرعية في القتال من أجل حماية السوريين، وستكون الأردن وتركيا والعراق عرضة لضغوط ضخمة وسوف تحتاج لمساعدات لمواجهة تلك الضغوط وبالتحديد من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقالت إن الولايات المتحدة أثبتت (وهي ليست المرة الأولى) أن الوعود الغربية للمساعدة دائما ما تكون فارغة ، كما أن الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تخطيها بات من السهل تخطيها، مطالبة الغرب بموقف موحد في سورية، وأن تحقيق ذلك يتطلب وجود حكومة قادرة على إدارة البلاد ونزع سلاح المليشيات العسكرية.
وأضافت أن هذا في حد ذاته يتطلب، التركيز على مسألة اللاجئين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة العاجلة وفي هذا السياق يمكن للدول أن تعتمد على مبدأ مسؤولية الأمم المتحدة في توفير الحماية، كأساس قانوني وشرعي للتدخل في سورية أو الحصول على تفويض من جامعة الدول العربية في هذا الشأن، لافتة إلى أن مساعدة اللاجئين إنما هو هدف يمنح الغرب أعظم شرعية دولية للتدخل العسكري في سورية.
وأوضحت أن المبرر الإنساني يمكن أن يكون بمثابة أقوى وسيلة لإجبار روسيا على تغيير موقفها وهو الشرط المسبق الذي تطالب به إدارة أوباما، فروسيا تخشى من العنف الإسلامي في القوقاز ولهذا فإن الأمر يتطلب من الغرب أن يتم دعوة روسيا إلى القيام بدور إيجابي من خلال التأكيد على مدى الشهرة والرضا الذي سوف تحصل عليه من خلال مساعدة المسلمين في سورية، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي أن تعمل على تذكير الصين باعتمادها الطويل على دول الخليج في الحصول على الطاقة.
وأردفت أنه طالما كان الغرب يرغب في ترك الأسد في السلطة فإنه ينبغي أن يقايض بقاء الأسد في السلطة بالسماح بنقل مخيمات اللاجئين من الدول المجاورة إلى داخل الأراضي السورية والسماح لهم بتلقي مساعدات مباشرة من الأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية، وهو في هذه الحالة سوف يحتفظ بلقب رئيس سورية ولكنه سيفقد في تلك الحالة السيطرة على تلك الأراضي التي يقيم عليها اللاجئين، وشيئا فشيئا تتحول هذه المناطق إلى حكم ذاتي تماما كما حدث في شمال العراق بعد عام 1991.
وقالت إن رغم أن هذه الصفقة تبعث على الاشمئزاز إلا أنها أفضل من الوضع الراهن الذي يترك الأسد في السلطة دون أن يحصل منه على شيء.
ولفتت إلى أنه حال رفض الأسد أو عرض حياة اللاجئين للخطر، فإن الغرب لابد وان يتأكد من السيطرة عليهم.
وأكدت شاكي أن تسليح المقاومة خيار لا يتمتع بجاذبية في ضوء تزايد تطرف فصائل المقاومة، ولكن المقاومة تتمتع بقوة كافية لحماية المخيمات، شريطة أن يقوم الغرب بحمايتهم من صورايخ وطائرات الأسد بإسقاط طائراته والتصدي لصواريخه بالإعاقة والتشويش، وحال عدم القدرة على منع صورايخ الأسد من الانطلاق فإن الغرب لابد وأن ينتقم من الوحدات التي أطلقت مثل هذه الصواريخ وإذلال القوات السورية بمرور الوقت كما يقترح السيناتور ليفين والسيناتور ماكين.
وأضافت أنه لابد من السماح لجماعات المعارضة بإدارة المخيمات ومنحهم بذلك الفرصة في تجربة الحكم وممارسة الشرعية في أوساط الجماهير، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية سوف تمنح الغرب علاقات عملية روتينية مع المقاومة وتسمح له بالتمييز بين الجهاديين وبين القيادات الإيجابية التي يرغب الغرب في مساعدتها على الحكم، ولابد وأن تكون مساعدة الغرب مشروطة وتعتمد على ما يتم تحقيقه من نتائج، فلابد من عودة اللاجئين نزع سلاح المليشيات العسكرية وعدم ممارسة أعمال انتقامية، ولابد من تدريب قوات للقيام بمهام الشرطة.
وأوضحت أن مثل هذا التدخل الغربي سوف يسفر عن العديد من المزايا أهمها مساعدة ضحايا الحرب كما أنه سوف يوقف تيار التطرف ويطور قيادات المعارضة ويحد من الضغوط على جيران سورية ويحرم نظام الأسد من الانتصار وفقا لشروطه.
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الخارجية الأميركية تعلق على اتفاقية الغاز بين إسرائيل ومصر
الاستعلامات المصرية نرفض المساس بوحدة السودان
واشنطن تضغط على الأوروبيين لعدم استخدام الأصول الروسية في…
وزارة الداخلية تعزز درجة التعبئة لمواجهة التقلبات الجوية في…
مسؤول أميركي يؤكد حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية لأول…

اخر الاخبار

قسد تكشف عن تفاهم مع دمشق لدمج القوات العسكرية…
تركيا تعتقل 115 مشتبهًا بانتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية بتهمة…
القوات المسلحة الملكية المغربية تتسلم أول دفعة من مدرعات…
"اليونيسف" يؤكد أن معاناة الأطفال في غزة مستمرة رغم…

فن وموسيقى

ريهام عبدالغفور تؤكد أن "خريطة رأس السنة" تجربة إنسانية…
دينا الشربيني تكشف كواليس لا ترد ولا تستبدل وتؤكد…
كريم عبدالعزيز يكشف أسباب الطلاق ودينا الشربيني تظهر بجانبه…
كندة علوش تفتح قلبها وتكشف كواليس مرضها وبداياتها في…

أخبار النجوم

المغربي عبد الفتاح الجريني يُحضر ألبوم جديد مع شركة…
انفصال شريف سلامة وداليا مصطفى رسمياً بعد 21 عاماً…
محمد رمضان يدخل منافسة عالمية ويستعين بجمهوره
ريهام عبدالغفور تكشف موقف نقابة الممثلين بعد أزمة العرض…

رياضة

الركراكي يطمئن الجماهير ويؤكد جاهزية الأسود لمواجهة مالي
عمر مرموش يزين قائمة أبطال مباريات كأس أمم أفريقيا…
كيف حرم مانديلا نيجيريا من اللعب في كأس إفريقيا…
«الكاف» يتغنى بإنجاز صلاح الاستثنائي في أمم أفريقيا

صحة وتغذية

المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير ينجح في أول…
دواء جديد يوقف تطور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة
اختراق طبي يكشف مؤشراً مبكراً لالتهاب الأمعاء في مراحله…
مستقبل كوفيد-19 في 2026 التوقعات العلمية لما سيحدث عالميًا

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الأوقاف المغربي التوفيق يشدد على دور الإيمان في…
إسرائيل تقترب من شن هجوم جوي محدود على منشآت…
روبيو يؤكد أن نشر قوة دولية في غزة ضروري…
المغرب يجرم التضليل الرقمي لحماية نزاهة الانتخابات
2022 تسجل أعلى معدلات الجريمة في المغرب