الرئيسية » عالم الإعلام
متحدثون يستعرضون نشأة السخرية السياسية في الأردن

عمان ـ إيمان يوسف

كشفت الباحثة لارا العتوم إن السخرية السياسية يعتبرها البعض "لغة ناطقة للغالبية الصامتة" ، فيما يعتبرها البعض البعض الأخر"نتاج إبداعي ينتقد القصورات، والتعاليم الاجتماعية في المجتمعات البشرية باستخدام النكتة، والعکس، والغضب، والنقائض" .واعتبرها آخرون "الهروب من الواقع" وآخرون "نتاج خوف وهروب من العقاب" ، ولكن الأجماع فإن السخرية السياسية شكل إبداعي تحتمله النفس ويثير الضحك بغض النظر عن طبيعة الواقع التي تخرج منه ، سواء كان مضحكًا أم مبكيًا أم بلا موقف فالسخرية السياسية جاءت ملزمة بتقديم الحلول أو النظر إلى الشيء بإبداع بشري تام في المفردات التي يستخدمها  الساخر في التعبير بتجانسها مع المفاهيم الاجتماعية ، أو الثقافية ، أو السياسية.

وأضافت العتوم خلال ندوة نظمها مركز إمداد للإعلام في العاصمة الأردنية عمان مؤخرًا بعنوان "السخرية السياسية في الأردن" أن السخرية كالعديد من الكلمات التي تغير استخدامها مع مرور الزمن فأصل الكلمة سُخْرِيَّه "تَهَكُّم،اِسْتِهزاء" استخدامها الأن بمعناها "أُضْحوكة جَماعيَّة ، "نُكتة ساخرة" أكثر استخدامًا في الحياة العامة ، كنوع من أنواع التعبير خاصة تلك التي تخص الأوضاع السياسية.

وبينت العتوم أن الأردن بعد لبنان من أوائل الدول التي أعطت مساحة للكتابة الساخرة في صحيفة رسمية في أوائل الثمانيات في "شاهد عيان بعد أن كان تداولها في السبعينات بين العامة وبشكل غير رسمي إلى أن أصبحت منتظمة الصدور ومتطورة حتى وقتنا الحاضر الذي برز فيها الكاتب الأردني أجمد  حسن الزعبي ، كما احتضنت العديد من السياسيين الأردنيين الذي تميزوا بقربهم من الشارع الأردني ، ومنهم الوزير الأسبق الدكتور صبري ربيحات.

وبينت العتوم أن وجود الإنترنت زاد من زخم السخرية السياسية في المواقع الإلكترونية كافة ، إضافة إلى وجود مواقع متخصصة لذلك ، مشيرة إلى أن الإعلام ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالرسومات ، بما عرف بفن الكاريكاتير السياسي ، بمساحات على الصفحات الأخيرة للصحف ، حيث  بدأ مع عدد من الفنانين منهم رباح صغير ، وجلال الرفاعي ، وزكي شقفة حيث شكل ثلاثتهم ملامح هذا الفن في الأردن لعقد كامل تقريبًا ، وفي السبعينيات، تطوّر الكاريكاتير في الأردن على صعيد الشكل والمضمون مع تطور الطباعة.

وظهرت منافسة بين الرسامين وتم التطرق للقضايا المحلية ولو بخجل كما بدأت تقنيات الفنون الطباعية كالزيباتون والكاريكاتير الملون بالظهور إلى أن توسّع فنّ الكاريكاتير في الصحف الأردنية في فترة حساسة ، واكبت "فك الارتباط" القانوني والإداري والمالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، عام 1988.ورُفعت الأحكام العرفية وانطلقت مسيرة الديمقراطية والانتخابات وظهرت الصحف الحزبية الجديدة والأسبوعيات المنوّعة، ومعها ظهر الرسامون الشباب الجدد.

وأشارت العتوم إلى أنه منذ  التسعينيات حتى اليوم برز العديد من الرسامين في الأردن استفادوا من ارتفاع سقف الحرية ، وتعدد المنابر وأصبح التنافس على استقطاب رسامي الكاريكاتير مهمة رئيسة للصحف وصار هامش التطرّق إلى شؤون السياسة المحلية والتصدي لظواهر مجتمعية أمرًا متاحًا ، فقاموا بخلق حركة جديدة عبر رسوم تعبّر عن صوت المواطن الأردني من ارتفاع سقف الحرية ، وفي عام 2008 ، حيث تألق أبرز رسامي وقتنا الحاضر عماد حجاج  ونضال هاشم وجلال الرفاعي وأمجد رسمي وناصر الجعفري ، حيث عملوا على تأسيس "رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين" ، لافتة إلى أن السخرية السياسية والاجتماعية تغلغلت في الثمانينات ، من الصحف الورقية إلى الدراما الأردنية ، فتكاتف الشارع الأردنيمع الكوميديا الاجتماعية الساخرة من خلال المسلسل  "أبوعواد" ،  بتسليط الضوء على بعض عادات وثقافات ومشاكل المُجتمع المدني والريفي ومسلسل "العلم نور" الذي كان كمساند لعملية محو الامية التي شهدها الأردن ، في أوائل السبعينيات ، لينتقل بعد ذلك إلى المسرح الحر فكان أول مسرح أردني سياسي ساخر في منتصف التسعينيات "نبيل وهشام  ليصار" مسرح نبيل ، نبيل صوالحة ، الذي جعل ناقدوه يقولون ، وداعًا للعصر الذهبي للمقالات والأعمدة الساخرة ، إذ وضع مسرح نبيل صوالحة الأردن ، في خارطة الـعمال الساخرة العربية والعالمية وباتت تمتاز أعماله ليس فقط بأنها لسان حال المواطن الأردني بل فيما يسمى بالفكر الناقد الساخر الجديد ، بإبداع التعبير تحت سلطة الممنوع بجمل مرنه تكاد تكون نكتا سهلة التداول ، والاستخدام بين الناس بل وتتحمل الإضافة إليها من طرف ناقلها ، كالأساطير التي حملت الكثير من أحلام الناس التي نقلتها وأمانيهم ن وللمفارقة لم يختار "مسرح نبيل صوالحة" ، مواطنيه أو متابعيه ، وفي قضاياه مفتوحة قد تمس الواقع المعيشي للمواطن الأردني في المقام الاول.

وقد ترى مشهدًا يظهر مواطن في بلد ما في ظرف ما وهنا اختاره الجمهور كالناطق الإعلامي لحاله ، لما تمتع به من أخلاق في الطرح والسهل الممتنع في التعبير والذكاء في طرح السلبي ، إذ يشعر المواطن بالراحة أن هناك من يرسل الرسائل ، خاصة أن المعنيين من الجمهور بعد ذلك أسس الفنان موسى حجازين ، ما عرف بالكاريكاتير التلفزيوني الناطق متميزًا بإثارة القضايا الاجتماعية والسياسية بوقت قصير وهادف.

وبحسب العتوم فإن السخرية السياسية تحظى بإهتمام الشارع ليس فقط لإبداعها بل لقصرها وليونتها وتعبيرها المباشر ، حيث ابتعدت السخرية السياسية عن النمطية رغم زخم الأفراد العاملين فيها من هواه ومتخصصين وسياسيين ، وجمعت الناس باختلافاتهم بهدف بناء اجتماعي سياسي ثقافي أفضل مبتعدة عن الإدراك الخاطئ ، رغم تتلونها بتأثير مباشر على السلوك الفردي ، مولدة تفاعل اجتماعي كبير جدًا .

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تحقيق لبي بي سي يكشف تورّط جنديين من المارينز…
بي بي سي تعتذر لترامب عن تحريف خطابه وتغلق…
كاتس يعلن إغلاق إذاعة الجيش ويواجه انتقادات تتهمه بالمساس…
استقالة تيم ديفي وديبرا تيرنِس تفتح أزمة قيادة داخل…
استقالة مدير عام بي بي سي ومديرة الأخبار بعد…

اخر الاخبار

واشنطن تخطط لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام…
زيارة محتملة لزيلينسكي إلى برلين وسط حراك دبلوماسي مكثف
مجلس النواب المغربي يحتضن مؤتمر رؤساء البرلمانات الإفريقية
بايتاس يؤكد أن الحكومة المغربية حققت تحسن مؤشرات الاقتصاد…

فن وموسيقى

ياسمين عبد العزيز تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية وتستعد…
يسرا تكشف فلسفتها المهنية وتستعد للعودة إلى الدراما والسينما…
مي عمر تتحدث عن علاقتها بالنقد وتؤكد اعتمادها على…
منى زكي تؤكد أن تجسيد أم كلثوم كان الأصعب…

أخبار النجوم

نيللي كريم تفرض حضورها السينمائى في المهرجانات بـ 3…
حسين فهمي يكشف موعد الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة…
محمد رمضان يستعد لتصوير الأغنية الرسمية لـ«كأس الأمم الإفريقية»
أحمد السعدني يتصدر تريند المسلسلات قبل عرض "لا ترد…

رياضة

جولة ميسي في الهند تعرف على تكلفة مصافحته والتصوير…
محمد صلاح يعود لتشكيلة ليفربول أمام برايتون بعد محادثات…
الركراكي يعلن قائمة المنتخب الوطني المغربي لكان 2025 والجماهير…
تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال

صحة وتغذية

منظمة الصحة العالمية تطلق مكتبة رقمية عالمية للطب التقليدي
تناول الأفوكادو بانتظام يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار…
تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع
دراسة تحذر من ترتيب السرير فور الاستيقاظ وتكشف التوقيت…

الأخبار الأكثر قراءة

شي جينبينغ يتهيأ لمواجهة مصيرية مع دونالد ترامب في…
"صوت لبنان" الأولى إذاعياً في لبنان وفقاً لدراسة أعدّتها…
ولد الرشيد يدعو لتحديث الإطار القانوني للمجلس الوطني للصحافة…
إسرائيل تطلق حملة دعائية سرية في بتكلفة تصل إلى…
وكالة الصحافة الفرنسية تدين الاعتداء على مصورها