الرئيسية » تحقيقات وأخبار
أطفال الحرب في العراق

بغداد ـ نهال قباني

كانت اللحظة التي قررت خلالها إيمان، البالغة من العمر  13سنة، من الموصل في العراق، أن تصبح محامية, هي نفسها عندما شاهدت غارة جوية تقضي على جارتها الصغيرة، فبدأت تتحدث إيمان بينما كانت تجلس في ساحة مغبرة لمركز نشاط للأطفال في مخيم غاماوا للمشردين بالقرب من دهوك, حيث تعيش هناك في خيمة مع عائلتها منذ فرارهم من هجوم الموصل في العام 2016 بعد أن عاشوا في ظل النظام الوحشي لداعش لسنوات عدة.

و هامت الفتاة الصغيرة بعيدًا عن ألعاب الملعب المفضّلة لديها إلى ذكريات مروّعة وهي تشاهد الرجال وهم يُلقون من أعلى المباني من قبل هؤلاء الجلادين, وتقول إنها عوقبت بوحشية وسُجنت وغسلت جماعة "داعش" دماغها لبيعها للسجائر: وهو فعل محظور على يد جماعة التطرف.
وتشرح أنه إذا كان لديها محام لحمايتها والدافع عن قضيتها، فربما لم يتم اعتقالها وتجنيدها من قبل تنظيم "داعش", وتحكي قصة صبي يبلغ من العمر 15 عامًا, يعيش في الشارع المجاور لها: أعتقد أنه كان ضحية للظلم, كان من الممكن منع موته"، كما تقول، وهي تتحدث بنضج مدهش, "هذه اللحظة عرفت أنني أريد أن أكون محامية وأن أحقق العدالة لبلدي لأن هناك الكثير من الناس مثله".
واعتقدت إيمان حتى وقت أن الهدف كان مجرد حلم غير متوقع, وعندما وصلت إلى Gamawa  للمرة الأولى شعرت أنه لا مستقبل لها؛ فلم تستطع التوقف عن البكاء أو التصرف بعدوانية, وتردد صدى كلماتها لاثني عشر طفلًا آخرين على الأقل في نفس المخيم الذي يعيش فيه نحو 100 أسرة نزحت من هجوم الموصل, وهم يتحدثون عن الاستيقاظ من النوم وهم يصرخون, والخوف من اللعب, والخوف من الظلام, ويقول عمال المخيم إن التبول اللاإرادي والغضب العنيف شائعين أيضا, لكن الآباء والأطفال يقولون إن الشباب في المخيم قد حققوا تقدمًا كبيرًا منذ إكمال عامين من برامج الدعم النفسي الاجتماعي الخاصة التي تديرها منظمة War Child الخيرية.
ويخشى موظفو War Child أن الدعم العاطفي للأطفال المشردين وأولياء أمورهم لا يعتبر جزءً من الاستجابة الطارئة للصراعات، والتي تمتد عادة إلى المأوى والطعام والماء, ولكن بدونها، هناك عواقب متزايدة، بما في ذلك تضرر الروابط العائلية والتأثير على الأداء المدرسي, وهذا بدوره يؤدي إلى البطالة والعنف المنزلي.

تشرح كريس فيلبس، مديرة War Child في دهوك قائلة  "عندما خرج الأطفال من الموصل في البداية كانوا قد نسوا حتى كيفية اللعب"، الموصل كانت بيئة تقييدية بشكل لا يصدق، كان الناس عالقين داخل منازلهم, لم يرغب الأولاد في لعب كرة القدم لأنهم قيل لهم إنه ممنوع, فأصبحوا خائفين, الأطفال غير قادرين على التطور، لم يستمتعوا بمرحلة الطفولة ".

ويُقر معظم الأطفال بتقدّمهم بفضل برنامج iDEAL من جمعية War Child الخيرية, وهو مصمم لمنح الأطفال الذين تعرّضوا للحرب مهارات التكيف اللازمة لإعادة بناء حياتهم من خلال اللعب, وتركّز الوحدات على كل شيء بداية من الهوية وحتى تكوين روابط اجتماعية, يقول أسامة، البالغ من العمر 13 عامًا، والذي فرت عائلته من الموصل، إنه بفضل برنامج iDEAL، تغلّب على خوفه من المشي بمفرده, ويريد الآن أن يكون رجل إطفاء, يقول "إن أكبر إنجاز لي هو أن أدرس بجد وأنجح, لقد جعلت لي هدفًا رغم كل شيء", تتفق معه إيمان, "مع أستاذتي سهى، تعلمت كيفية التغلب على الماضي والتطلع إلى المستقبل بدلًا من النظر دائمًا إلى الخلف".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير التربية الوطنية المغربي يُعزي أسر أساتذة لقوا حتفهم…
جنوب السودان تُغلق جميع المدارس تحسبًا لموجة حر شديدة
مسلحون يخطفون 15 طالباً من مدرسة في نيجيريا
وزارة التربية الوطنية في المغرب تعقد جلسة حوار جديدة…
النهوض بالتعليم الأولي يتجاوز 21 ألف فصل دراسي بإضافة…

اخر الاخبار

رئيس مجلس المستشارين المغربي يدعّو إلى إيجاد صيغ فعالة…
الرباط تحتضن النسخة الـ3 للدورة التكوينية المتخصصة لملاحظي الانتخابات…
مجلس حقوق الإنسان المغربي يٌنظم بأكادير لقاء دراسيًا حول…
انطلاق المؤتمر الـ 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي…

فن وموسيقى

غادة عادل تشعر بالنضج الفني وتتمنى تقديم أعمال ذات…
المغربي سعد لمجرد يزُور قبر عدد من نجوم الفن…
هالة صدقي تتحدث عن علاقتها مع صلاح السعدني وتستعيد…
نيللي كريم تكشف عن ملامح دورها بفيلم "السرب"

أخبار النجوم

حمادة هلال يٌثير جدلاً على مواقع التواصل بصورة مركّبة…
آيتن عامر تتحدث بصراحة عن انكسارها بسبب وفاة شقيقتها…
ناهد السباعي توجّه رسالة قوية الى المرأة مٌؤكدة أن…
أحمد السقا يصف كريم عبد العزيز بكلمات من القلب…

رياضة

مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…
تشافي ينتقد حكم المباراة عقب الخسارة من باريس سان…
فرنسا تطرد مئات المٌهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب…
مبابي يقود باريس إلى قبل النهائي من دوري أبطال…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يُعطي انطلاقة خدمات 34 مؤسسة صحية…
طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي
الكشف عن صلة بين استخدام المستحلبات والإصابة بالسكري

الأخبار الأكثر قراءة

حل مكاتب طلبة كليات الطب بعد تصاعد الإضرابات وطلبة…
جامعة عبد المالك السعدي في تطوان توقف الدراسة 4…
وزير التربية الوطنية المغربي يُعزي أسر أساتذة لقوا حتفهم…
جنوب السودان تُغلق جميع المدارس تحسبًا لموجة حر شديدة
مسلحون يخطفون 15 طالباً من مدرسة في نيجيريا