الرئيسية » تحقيقات وأخبار
صورة تعبيرية

الرباط - كمال العلمي

نقاش قديم جديد ذلك الذي أثاره غياب الجامعات المغربية عن تصنيف “شنغهاي” لأفضل 1000 مؤسسة جامعية في العالم، مقابل حضور جامعات عدد من الدول العربية والإفريقية، وهيمنة مؤسسات التعليم العالي للدول الناطقة باللغة الإنجليزية، وسط تساؤلات حول مكامن “الضعف” و”الخلل” التي تجعل المغرب يغيب عن هذا التصنيف، في وقت تحضر فيه دول يعيش بعضها أوضاعا سياسية واقتصادية صعبة.

خالد الصمدي، كاتب الدولة في التعليم العالي سابقا، قال إن “الجامعات التي تدخل ضمن تصنيف شنغهاي هي ذات رأسمال استثماري كبير جدا، ذلك أن البحث العلمي ومختبرات البحث يتطلبان اعتمادات مالية ضخمة، وهو ما لا يتوفر لدى جامعاتنا الوطنية”.

وأضاف الصمدي أن “المؤسسات الجامعية المُصنفة تعتمد على القطاع الخاص والشركات ومداخيل الوقف من أجل تمويل برامج البحث العلمي واستقطاب باحثين من أعلى المستويات، فيما لا تزال المؤسسات الجامعية المغربية تعتمد كليا على الموارد المالية والبشرية للدولة في غياب أي اعتمادات خاصة في إطار اتفاقيات للشراكة مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي”.

وأوضح المتحدث أن “ميزانية البحث العلمي في المنظومة الجامعية العمومية المغربية ما زالت محدودة. وبالتالي، فمن غير المنتظر في ظل كل هذه المعطيات أن تُصنف الجامعة المغربية ضمن أفضل الجامعات على المستوى العالمي”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “وجود جيل جديد من الجامعات تتوفر على أنظمة خاصة ومنفتحة على الفاعل الاقتصادي والاجتماعي، على غرار الجامعة الدولية بالرباط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من المنتظر أن تدخل ضمن التصنيفات العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أنه “لا يجب أن نقارن ما لا يقارن، ذلك أن النموذج الجامعي العمومي المغربي مختلف تماما عن نماذج مجموعة من الدول التي دخلت جامعاتها ضمن تصنيف شنغهاي”، إلا أنه رغم ذلك، فإن “مجموعة من مختبرات البحث التابعة للجامعات المغربية تمكنت من الحصول على مراتب مشرفة ضمن تصنيفات أخرى تعتمد على معايير مختلفة وتأخذ بعين الاعتبار معيار التخصص”.

مسؤول جامعي علق على غياب الجامعات المغربية ضمن تصنيف “شنغهاي” لأفضل 1000 مؤسسة جامعية في العالم، بالقول إن “اهتمام الجامعات المغربية بمؤشرات التصنيف المعتمدة دوليا هو اهتمام حديث نسبيا، ذلك أن الجامعات الوطنية كان لها دائما الحرص على استقبال الطلبة في ظروف جيدة وضمان مقاعد دراسية للجميع في ظروف تتسم بالإقبال الكثيف على الجامعات العمومية في إطار ما يسمى بالاستقطاب المفتوح الذي يفتح المجال لجميع الطلبة للتسجيل في المؤسسات الجامعية دون اعتماد أية معايير، وهنا كان واستمر الحرص على توفير تكوين أكاديمي مناسب وأطر مؤهلة لهذه الغاية، علما أن الجامعات المغربية تشكو من خصاص مهول في عدد الأساتذة الباحثين بالمقارنة مع أعداد الطلبة المسجلين”.

وأضاف المتحدث لهسبريس أنه “قبل الحديث عن التصنيف، لا بد أولا من الإشارة إلى مجموعة من الصعوبات التي تواجه الجامعة المغربية؛ أهمها ضعف الموارد المالية المتاحة التي تقف عائقا أمام الانخراط في المشاريع العلمية الكبرى، أضف إلى ذلك أن مجمل عمل الأساتذة يتم في إطار التدريس والتأطير أمام الأعداد الكبيرة للطلبة، مما يعقد مهمة البحث العلمي بالنسبة للأستاذ الباحث حيث لا يستثمر الوقت الكافي للبحوث العلمية الرفيعة التي تنشر في المجلات الدولية المفهرسة التي تعتمد كمعيار أساسي لتصنيف الجامعات، في المقابل نجد أن الجامعات المصنفة تصرف الأموال الطائلة من أجل تكوين الأساتذة في هذا المجال وتسهيل مهمة النشر الدولي وأداء كل الرسوم المالية، سواء بالنسبة لأساتذتها أو لطلبتها”.

في الصدد ذاته، أشار المسؤول الجامعي ذاته إلى أن “تصنيف شنغهاي يعتمد على مجموعة من المؤشرات؛ أهمها حجم الدراسات والأبحاث المنشورة في مجلتي [ساينس] و[نيتشر] اللتين تستقبلان الأبحاث العلمية باللغة الإنجليزية في وقت ما زال اعتماد اللغة الفرنسية للتدريس بالجامعة يعيق هو الآخر دخول جامعتنا أي تصنيف من هذا النوع”.

“مشكل تخلف الجامعات المغربية هو استمرارها في الاعتماد على اللغة الفرنسية في وقت توجهت فيه الجامعات الفرنسية نفسها إلى النشر باللغة الإنجليزية”، يسجل المتحدث عينه، الذي أوضح أن “دخول الجامعات المغربية في بعض التصنيفات التي تعتمد معايير أخرى مرده بالأساس إلى نخبة من الأساتذة المغاربة الذين ينشرون أبحاثهم باللغة الإنجليزية”.

وخلص إلى أن “غياب الاستقلالية المالية والتنظيمية للجامعات العمومية كما طالب بذلك النموذج التنموي الجديد، يظل أحد العوائق لتطوير أداء الجامعات المغربية، إضافة إلى التغييرات المتواصلة للإصلاحات الجامعية وتناقضها أحيانا، وهي كلها مؤشرات سلبية تفسر غياب جامعاتنا عن التصنيفات الدولية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “القطاع الخاص والهيئات المنتخبة بدورهما لا يساهمان في البحث العلمي ولا يدعمان الجامعة المغربية في وقت يطالب فيه الجميع هذه الأخيرة بتخريج طلبة مؤهلين فقط لسوق الشغل”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزير التعليم العالي المغربي يكشف أن الجامعات مطالبة بإنتاج العلم وليس ضمان تشغيل الطلبة فقط

عبد اللطيف ميراوي يُقيد دراسة الطلبة المغاربة في الجامعات الأجنبية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حل مكاتب طلبة كليات الطب بعد تصاعد الإضرابات وطلبة…
جامعة عبد المالك السعدي في تطوان توقف الدراسة 4…
وزير التربية الوطنية المغربي يُعزي أسر أساتذة لقوا حتفهم…
جنوب السودان تُغلق جميع المدارس تحسبًا لموجة حر شديدة
مسلحون يخطفون 15 طالباً من مدرسة في نيجيريا

اخر الاخبار

أمير الكويت يٌعلن عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ…
سفير اليابان لدى المغرب يٌؤكد إننا عازمون على مٌواصلة…
الأمن الوطني المغربي يٌعلن إحباط مٌحاولة للتهريب الدولي لحوالي…
رئيس مجلس النواب المغربي يقوم بزيارة عمل إلى الصين…

فن وموسيقى

يسرا تتحدث عن تجربتها المختلفة في فيلم "شقو" وتُشيد…
يسرا تكشف عن كواليس أحدث أفلامها السينمائية وموقفها من…
أصالة تنفي الشائعات التي تم تداولها بشأن انفصالها عن…
إليسا تطرح ألبومها الجديد كاملاً بشكل مفاجئ وبدون دعاية

أخبار النجوم

إلهام شاهين تحتفل بيوم ميلاد عادل إمام مٌوجهةً له…
الفنان باسم سمرة يحكي موقفًا طريفًا تعرّض له بسبب…
الفنان تامر عاشور يٌوجه رسالة شكر إلى جمهوره في…
محمد ثروت يتحدث عن حياته ويتمنّى تقديم قصة حياة…

رياضة

مبابي يودع باريس سان جيرمان بخسارة قاسية أمام تولوز
مبابي يُعلن رحيله رسميًا عن باريس سان جيرمان
تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس
إصابة “طويلة” تُنهي موسم ماغواير مع مانشستر يونايتد

صحة وتغذية

الخبراء يختارون "التفاح" كأفضل فاكهة لتعزيز صحة القلب
نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة عن طريق تناول الأطعمة…
علماء بريطانيون يٌعلنون عن اكتشاف خصائص في الخلايا المناعية…
مخاوف من سموم ومواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين

الأخبار الأكثر قراءة

حل مكاتب طلبة كليات الطب بعد تصاعد الإضرابات وطلبة…
جامعة عبد المالك السعدي في تطوان توقف الدراسة 4…
وزير التربية الوطنية المغربي يُعزي أسر أساتذة لقوا حتفهم…
جنوب السودان تُغلق جميع المدارس تحسبًا لموجة حر شديدة
مسلحون يخطفون 15 طالباً من مدرسة في نيجيريا