نيويورك ـ مادلين سعادة
أصبحت المنشطات بالنسبة للكثيرين من نجوم هوليوود وخصوصا من يلعب كمال الأجسام من بينهم، جزءا منتظما من حياتهم. ولكن مع الآثار الجانبية التي تتراوح بين الشعر الزائد في الجسم وتلف الكبد، فإن استخدامها المفرط يمكن أن يؤدي إلى قضايا صحية خطيرة وكذلك عضلات أكبر، وهذا ما حدث مع نجوم الفيلم الوثائقي الجديد الذي تقدمه نجمة تلفزيون الواقع السابقة جودي مارش.
وبين من اعتادوا تناول هذه المنشطات ويظهر في فيلم جودي الذي يحمل اسم "عن المنشطات" فتاة الحانة السابقة كانديس أرمسترونغ، التي تبلغ من العمر 28 عاما. كانديس من حي تامستو في لندن، وحوّلها سوء استخدامها للمنشطات إلى رجل. بعد أن كانت في يوم من الأيام فتاة نحيلة شقراء جميلة تحولت كانديس الآن إلى امرأة سمراء عملاقة لها عضلات تشبه عضلات أرنولد شوارزنيغر ولها شعر ينمو في أجزاء متعددة من جسمها على الظهر والصدر وفوق الشفة العليا. ولم يكن لدى كانديس أي نية لأن تصبح ذكرا عندما بدأت تناول هذا الدواء، لكنها تقول إنه قد فات الأوان بالنسبة لها لتتوقف. "لا، لم يكن ذلك في خطتي"، تقول مارش في أحد مشاهد الفيلم الوثائقي. "يمكن القول إنني عندما أردت ذراعين ضخمين وأكتافا عريضة، كنت أميل للشكل الذكوري ولكني لم أكن قررت التحول من امرأة إلى رجل. 'وكانت الآثار الجانبية شديدة. فإلى جانب الشعر الزائد في الجسم وظهور حب الشباب، تضخم البظر كثيرا، حتى أصبح قضيبا صغيراً. وكشفت في حديثها قائلة "لقد نمى كثيرا وأصبح طوله قرابة البوصة، أما شكله فيشبه القضيب بل يبدو كالقضيب، ويمكنك رؤية القلفة' كذلك تأثر ثدياها كثيراً وهما الآن معلقان بشكل خامل من صدرها العريض بعضلاته المتعاظمة. المثير للدهشة، أن كانديس تبدو متفائلة وهي تقول "لقد أصبحا فارغين تماما وهما لا يبدوان لطيفين للغاية، لكن ذلك لا يزعجني البتة - فثديي لم تكن أبدا أفضل ما يميز جسدي. "ما هو أكثر من ذلك، أنها قالت إنه ليس لديها أي نية لوضع حد لاستخدامها المنشطات. وبررت ذلك بقولها إنها تعتقد أن توقفها الآن سيضرها أكثر مما ينفعها. "قد تذهب عضلاتي ولكن الصفات الذكورية كلها التي اكتسبتها مثل شعر الوجه والصوت العميق لا أعتقد أنها ستذهب، فمثل هذه الأشياء لا تعود حقا. وأضافت "إذا أردت أن أحاول أن أعكس التغييرات التي طرأت عليّ، فسأحتاج إلى النوع ذاته من الإجراءات التي يلجأ إليها الذكر الذي يرغب في أن يتحول لامرأة".
ورغم التغيير الجذري الذي طرأ على مظهرها، تقول كانديس إن الإيجابيات تفوق السلبيات وأن ما حدث سمح لها أن تفعل شيئا آخر تحبه كثيرا، وهو أن تقوم بجر الأشياء الثقيلة. "لقد فتحت لي أبوابا ومكنتني من تطوير نفسي بالطريقة التي كنت أريد"، هكذا تقول. "لقد أعطاني ذلك الفرصة لتحقيق أحد أحلامي، فقد بدأت بالفعل أقوم بجرّ وسحب الأشياء الثقيلة.. وأنا أحب ذلك"، وتضيف "إذا كانوا يطلقون عليّ العملاقة والضخمة عندما أمشي في الشارع، على أيّ حال، أفكر في داخلي لِمَ لا أستفيد من ذلك؟ "وعلى الرغم من الصدمة الذي يسببها شكل كانديس، فإنها ليست الوحيدة التي تسيء استخدام المنشطات. فوفقا للمدرب المخضرم هابي هيل، الذي ساعد كلاً من جاك جيلينهال وريان فيليب على الوصول إلى أدوار أكبر، فإن أكثر من 20% من رجال مدينة تنسل تستخدم عقاقير منشطة للحصول على جسم ضخم. مدرب كبير آخر هو مارك توايت الذي يقوم بتدريب هنري كافيل بطل فيلم "أيرون مان"، تحدّث ضد استخدام المنشطات. وقال توايت"، الرجل الذي يستخدم المنشطات ويعترف أنه يتناولها جدير عندي بالاحترام أكثر من الرجل الذي يتعاطاها لكنه ينكر ذلك ويصر على إيهام معجبيه أنه سلك الطريق الأكثر مشقة للوصول إلى هذا الجسد الرياضي الضخم. وبينما الكذب على المعجبين ليس من التهذيب واللياقة في شيء وهو أمر سيئ، إلا أن الأسوأ منه هو الآثار الخطيرة التي يمكن أن يسببها استخدام المنشطات لجسد النجم.
أحد الرجال الذين يعرفون هذا جيدا هو بطل كمال الأجسام السابق، إد سبايك جوهير ، الذي يعيش مع زوجته في شرق ساسكس. ويقول الرجل الهادئ الحديث "السيئ في المنشطات أنها تعبث بعقلك أكثر من أي شيء آخر". وأضاف "أنها تجعلك تشعر وكأنك لا تقهر، وتعتقد أنه كلما تجرعت منها أكثر كلما صار جسدك أضخم في وقت، وهذا ما هو الخطير جدا فيهم". ولكن بالنسبة لجوهير، فإن العواقب يمكن أن تكون أكثر رعبا. ويستدعي من ذاكرته أنه ذات يوم شعر وكأن الألم كالسكاكين تطعن قلبه ويقول " صرخت على زوجتي لتستدعي سيارة الإسعاف، وعندما أتت وجدتني ملقى في أرضية المطبخ. كنت باردا كالجليد، ولم يكن هناك نبض على الإطلاق، لقد كنت ميتاً إكلينيكيا. واتصلت هي بالشرطة وقالت زوجي ميت على الأرض، ووصلت الشرطة ومعها سيارة إسعاف كما تفعل دائما. ووضع المسعفون إبرة من الأدرينالين في قلبي حتى يعاود النبض فقط لفترة تكفي لوصولي إلى غرفة العمليات، وعندما وصلت هناك، وجدوا أن شريان الأورطى (الشريان الرئيسي في الجسم) انفجر." والسبب في هذا الانفجار المرعب كان استخدام المنشطات. "لقد سقطت في غيبوبة لمدة ستة أسابيع واعتقدت أن حياتي انتهت"، ويضيف "وتعجبت أن هذه المنشطات جعلتني أشعر في يوم ما بأنني لا أٌقهر".