واشنطن - المغرب اليوم
تعاني المنطقة الراقية في العاصمة الأميركية واشنطن منذ سنوات طويلة، من تكاثر الجرذان الداكنة التي تتجول في شوارعها وتأخذ طريقها المعروف صوب صناديق القمامة المتناثرة هنا وهناك ويوم الاثنين الماضي، قطع جرذ طريقه بجرأة إلى قلب حديقة البيت الأبيض! وغرد الصحافي جون روبرتس، من شبكة "فوكس نيوز" قائلاً: "إنني أقف هنا عند منصة فوكس نيوز في الحديقة الشمالية داخل البيت الأبيض وأرى شيئاً يتحرك قرب قدمي اليسرى على الأرض. ظننت أنه أحد سناجب البيت الأبيض التي نجدها في كل مكان. ولكن كلا!... لقد كان جرذاً بُنيّاً كبيراً".
ووفقاً لجيرارد براون، مدير أحد البرامج المختصة بوزارة الصحة بالعاصمة واشنطن، فإنه على الأرجح أحد تلك الجرذان التي انطلقت من جحورها بدافع الأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف: "تأثير الأمطار السيئ عليها يجعلها في حالة صعبة من البحث عن الطعام في أي مكان. وكانت واشنطن قد تعرضت لواحدة من أشد العواصف الرعدية الثلاث الكبرى، في خضم فصل الشتاء المعتدل حتى الآن. إضافة إلى تأثير التنمية المزدهرة التي تجلب مزيداً من الناس للحياة فيها، ناهيكم بأرتال القمامة الناجمة عن ذلك.
وفي 1 يناير/كانون الثاني المقبل، سيُخصص مبلغ 906 آلاف دولار إضافية لمعاونة وزارة الصحة في التعامل مع هذه المشكلة. وقال براون إن المبلغ سيُوجه لتعيين مزيد من الموظفين، وتزويد عمال المبيدات بالأجهزة المحمولة التي تستعين ببيانات تحديد المواقع الجغرافية لتعقب شكاوى المواطنين من الجرذان، وأضاف: التكنولوجيا في تطور مستمر من أجل مكافحة الجرذان.
وأعلن براون أن جهود مكافحة الجرذان في المدينة، التي تشمل التعقيم والإبادة، ستبدأ في الجناح الأول بدءا من العام المقبل، وتستمر في كل جناح وفق التعاقب الرقمي للمدينة.
وتعد منطقتا "كولومبيا هايتس" و"كابيتول هيل" من المناطق الأكثر إبلاغا عن مشاهدات القوارض والجرذان، حسب بيانات المدينة. ولكن هذا لا يعني تجاهل المناطق الأخرى منها.
ووصلت بلاغات الشكاوى من الجرذان على خط "311" الساخن في المدينة إلى أعلى مستوياتها في عام 2017، وذلك وفقا للبيانات التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، وبلغت في مجموعها 5310 بلاغات. وتشكل ارتفاعا بنسبة 50 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2016، وبحلول نهاية العام الحالي، من شأنها أن توازي تلك المسجلة في عام 2017؛ حسب براون.
من جانبها، قالت الناطقة باسم الدائرة، جيني أزيلمو سارليز: النشاط الأخير للجرذان بالقرب من البيت الأبيض، لم يشهد أي زيادة تُذكر، وأضافت: تعد الجرذان من المشكلات الحضرية بصفة أساسية. ولكننا لم نشهد أي تغيير أو حاجة إلى التدخل الفوري حول البيت الأبيض.
يذكر أن البيت الأبيض، وساحة "لافاييت" المجاورة، يخضعان للصيانة التي تنفذ عمليات أسبوعية للتطهير من الجرذان.