الرئيسية » ناس في الأخبار
محامية مغربية

الرباط -المغرب اليوم

حلمت حسنى حمدي بأن تغدو باحثة في أحد الميادين العلمية، أو الارتباط بمهن ذات صلة بالرياضيات أو الفيزياء أو علوم الحياة والأرض، إلى أن صارت صاحبة نظرة قانونية وحقوقية تقصد المحاكم ب زي المحاماة.

تعتبر المحامية ذاتها أن ما بلغته حاليا كان نتيجة قبول خوض تحدّ جديد بعد الانتهاء من المرحلة الدراسية الثانوية، لكنها تؤكد أن حافزها الأول كان التشبث بإفراح والدَيها، والتأكيد على أن تضحياتهما بعيدا عن المغرب لم تكن بلا فائدة.

إغناء حقيقي

ولدت حسنى حمدي في أكتوبر من سنة 1986 بـ"لييج" البلجيكية، وهي كبيرة أبناء أسرة مهاجرة من المغرب، ترعرعت في المدينة نفسها مع أخوين لها أفلحا في مسار الحياة ليصبحا طبيبين.

تقول حسنى إن التطور الدراسي الخاص بها مر في أجواء رائعة بإحدى المدارس الكاثوليكية في لييج، وعلى النهج نفسه سار التكوين الأكاديمي الذي تلقته في المؤسسة الجامعية بالمنطقة ذاتها.

"الانتماء إلى ثقافتين مختلفتين لم يطرح أي إشكال خلال نشأتي، سواء حين كنت طفلة أو بعدما غدوت يافعة ثم شابة واعية بما يحيط بها.. دائما ما اعتبرت هويتي الحضارية المزدوجة إغناء حقيقيا"، تعلق حمدي.

تغيير مفصلي

حرصت المنحدرة أسرتها من أحفير على تتبع المسالك التربوية العلمية، رامية إلى مسايرة ما قد يجعلها طبيبة أو مهندسة في المستقبل، لكن حصولها على شهادة الباكالوريا ساقها إلى دراسة العلوم القانونية.

تبتسم حسنى حمدي قبل أن تفسر: "كان هذا التوجه تحديا قررت خوضه بسرعة بالغة.. سألتني إحدى صديقاتي عن قدرتي على ارتياد كلية الحقوق في جامعة لييج، فقررت التجريب لأني رأيت هذا التخصص مناسبا لشخصيتي وقناعاتي".

تستحضر ذات الأصل المغربي لحظة حضور أول الدروس في كلية العلوم القانونية، ثم تعلن أن ارتياحا كبيرا غمرها حين جذبها المحتوى، لتقر ببصمها على خيار موفق، مشددة على أن ما جرى لاحقا جعلها عاشقة لهذا التخصص الأكاديمي.

بذلة المحاماة

لم تكتف حسنى حمدي بشهادة جامعية تكسبها صفة مستشارة قانونية، بل قررت التعمق في الميدان من أجل ممارسة إحدى المهن القضائية؛ لذلك ألحت على الدخول إلى صفوف مدرسة المحاماة حتى تحقق لها ما ابتغت.

"الممارسة العملية للمحاماة استلزمت الخضوع لفترة تدريب، لكنني واجهت صعوبات في الحصول على فرصة للمران، وقد استعنت بالصبر حين غدوت مستشارة قانونية في بروكسيل، مدة 6 شهور فقط، لفائدة تنظيم نقابي للمهن الحرة"، تذكر حمدي.

بعد 3 سنوات من المراس في مكتب "فيكتور فانسون إيدوان وشركائه"، ولجت حمدي مجموعة دولية للمحاماة، معروفة باسم "فيليب وشركائه"، لتصير شريكة في مكتب التنظيم القائم بمدينة لييج البلجيكية.

الأسرة والهجرة

تقول المحامية عينها إنها لا تواجه مشاكل مهنية ناجمة عن أصلها المغربي، إذ لم يسبق لها أن أحست بأي نوع من الميز السلبي من زملائها في المهنة أو عند قصدها المحاكم، لكنها تسرّ بأنها تسمع من حين إلى آخر أمورا غير مقبولة من زبائن منتقدين للجالية المسلمة دون أن ينتبهوا إلى أنها من هذه الشريحة.

تحرص حسنى حمدي على إيلاء اهتمام خاص للملفات ذات الصلة بقضايا الأسرة وشؤون الهجرة، معتبرة أن تكوينها القانوني يخدمها في هذا التعامل، من جهة، زيادة على ميلها إلى رد الاعتبار لأناس يشاركونها الانتماء إلى فئة مزدوجي الهوية؛ وبينهم عدد من أبناء الجالية المغربية.

وتستشعر مرتدية زي المحاماة سعادة بالغة حين تتسلح بخصوصيتها الثقافية، إلى جوار المساطر والنصوص القانونية، في محاولات لتقريب القضاة من تفاسير لموقف أسر ومهاجرين من أصول متنوعة، ساعية إلى تقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى قرارات عادلة قدر الإمكان.

 

رد قسط من الجميل

تقول حسنى حمدي: "أنا راضية عن خياراتي وتطور مساري العملي.. أنتمي إلى أسرة متواضعة ووالدِي كان عاملا بسيطا، إذ كان لا يعرف القراءة والكتابة عند الوصول إلى هنا.. أرى أن ولوجي وإخوتي إلى الجامعات يبقى إنجازا في حد ذاته".

كما تؤكد المرتبطة بـ"لييج" أنها تتشرف بإعطاء والديها إحساسا بالفخر، مستشعرة أن هذا لا يقارن بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الأب والأم، وتزيد: "ما حققته حتى الآن كان بداعي التأكيد أن تحدي الهجرة جاء بنتائج إيجابية لأسرتي كلها".

على المستوى المهني؛ تطمح حسنى حمدي إلى افتتاح مكتب خاص بها عند حلول الوقت المناسب للقيام بهذه المبادرة، وتقول في هذا السياق: "لدي القدرة المالية حاليا كي أقوم بهذا التطور العملي، إلا أنني أفضل الانتظار فترة إضافية قبل الأجرأة".

التشبث بالتنظيم

توصي حمدي الراغبين في الانخراط ضمن تجارب حياتية ناجحة بشق المسار بثبات، ومواصلة التشبث بما يبتغون مهما لاقوا من صعاب، وذلك في جميع الميادين التي تستهويهم وبأي مكان كانوا متواجدين فيه؛ سواء بالمغرب أو في بلد غيره.

وتضيف المتمرسة في المحاماة أن الأولوية ينبغي أن تعطى للتكوين بالنسبة للطلبة، والتكوين المستمر لباقي الناس ممن يخوضون تجارب مهنية.. زيادة على تحقيق تنظيم دقيق للتعاملات المختلفة حتى لا تختلط التدابير ببعضها البعض.

"الذكاء ليس مفتاحا أوحد للنجاح؛ بل التميز في المجتمع يبقى متاحا لكل شخص منظم فكرا وأداء. كما يتوجب الإصغاء إلى نصائح الغير ممن سبقوا إلى التألق في كل التخصصات، إضافة إلى نبذ الاستسلام مهما كان الثمن"، تختم حسنى حمدي حديثها.

قد يهمك ايضا

استئنافية أغادير تدين العصابة المغتصبة لشابة القليعة ب 60 سنة حبسا نافذا

الحكومة ترفع تعويضات المحامين مقابل الخدمات التي يقدمونها

 
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأمير ويليام يصطحب نجله جورج لمساعدة المشردين في لندن
إيلون ماسك يصبح أول شخص في التاريخ تبلغ ثروته…
عبد اللطيف حموشي يمنح ترقية استثنائية لمفتش شرطة مغربي…
أسماء لمنور تتألق بأداء النشيد الوطني المغربي قبل مباراة…
الملك محمد السادس يوشح إداريين وأساتذة بجامعة عبد المالك…

اخر الاخبار

المبعوث الأممي لليمن يدعو إلى ضبط النفس وخفض التصعيد…
الرئيس الفلسطيني يؤكد أن بلاده تدعم بشكل كامل الوحدة…
وزارة الداخلية المغربية تؤكد أن 31 ديسمبر 2025 آخر…
إشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقسد بمحيط حلب وقصف…

فن وموسيقى

نهال عنبر تفتح ملف حياتها الخاصة وتكشف كواليس وفاة…
ريهام عبدالغفور تؤكد أن "خريطة رأس السنة" تجربة إنسانية…
دينا الشربيني تكشف كواليس لا ترد ولا تستبدل وتؤكد…
كريم عبدالعزيز يكشف أسباب الطلاق ودينا الشربيني تظهر بجانبه…

أخبار النجوم

محمد إمام يشيد بشيرين عادل ويؤكد: شريكة النجاح في…
هند صبري تكشف كواليس مسلسل «مناعة» وتعلن مشاركتها في…
"تارا عماد" تخوض تجربة الغناء لأول مرة دراميا
شيرين رضا توضح حقيقة تصريح ابنتها نور عمرو دياب…

رياضة

الركراكي يعتبر تعادل مالي درسًا مفيدًا ويؤكد مواصلة المسار…
حسام حسن يشكر الجماهير المصرية والمغربية على الدعم في…
محمد صلاح ضمن أفضل 10 لاعبين في العالم 2025
الركراكي يحذر من صعوبة مواجهة مالي ويؤكد سعي المنتخب…

صحة وتغذية

أبرز الأطعمة الغنية بفيتامين «هـ» لصحة البشرة والجهاز المناعي
المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير ينجح في أول…
دواء جديد يوقف تطور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة
اختراق طبي يكشف مؤشراً مبكراً لالتهاب الأمعاء في مراحله…

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس الباكستاني يمنح ملك الأردن أعلى وسام مدني في…
المدير العام للأمن الوطني يقرر ترقية استثنائية لمفتش شرطة…
البابا يحث قادة العالم على الاستماع إلى صرخة الفقراء
مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأسبق يثير الجدل بعد اعترافه…
البابا ليو يدعو عددا من نجوم السينما العالمية للقائه…