الرئيسية » ناس في الأخبار
مجيد حمدوشي

برلين - المغرب اليوم

يحرص مجيد حمدوشي على التواصل باللغة الدارجة المغربية مع مقاسميه الانتماء إلى المملكة في ألمانيا، على الرغم من ازدياده في هذا البلد الأوروبي.

يشتهر المغربي ذاته، المستقر حاليا في مدينة "أوفمباخ" القريبة من "فرانكفورت"، بأدائه المهني الطبي إلى جانب النشاطات الجمعوية التي يخصها بقسط من وقته.

نشأة قرب "شتوتغارت"

ولد مجيد حمدوشي أواسط سبعينيات الألفية الماضية في ألمانيا، بمنطقة "لوتيكسبورغ" ناحية "شتوتغارت" على وجه التحديد، وهو سليل أسرة مغربية ترتبط بمدينة فاس.

حصل المفاخر بهويته المغربية على تعليمه، بمختلف المراحل الدراسية حتى الظفر بشهادة الباكالوريا، ضمن الفضاء الحضري نفسه الذي جاء فيه إلى الوجود.

يعترف حمدوشي بأن الاعتياد على العيش في "شتوتغارت" قد جعل انتقاله خارجها أمرا صعبا، خاصة أن الألفة التي تنشأ بين أبناء المدينة تتعزّز بطريقة قلّما تحضر في أرجاء ألمانية أخرى.

ازدواجية مفيدة

"المغاربة المزدادون في ألمانيا تتقاسمهم هويتان متباينتان، ما يجعلهم يعيشون تنازعات بفعل الازدواجية الثقافية، وهم يحسون بانتمائهم إلى ألمانيا في المملكة ويلمسون جذورهم المغربية في البلد الأوروبي"، يقول مجيد حمدوشي.

ويؤكد المتشبع بـ"موروث فاس" أنه عاش على الإيقاع نفسه في سنوات إدراكه الأولى، ثم يردف: "عملت على الاغتناء بأفضل ما يوجد في الثقافة المغربية ومثيلتها الألمانية".

حمدوشي يعترف بأن هذا النهج أكسبه الانضباط والنظام والصراحة والصرامة من الألمان، بينما وسمه الانتماء إلى المغرب بالنشاط وصون اللحمة العائلية مع الإيمان بأهمية التضامن والتآزر.

فرانكفورت وأبُقراط

اختار مجيد حمدوشي الانخراط في دراسة الطب بجامعة "غوته" في مدينة "فرانكفورت". ومن أجل هذه الغاية، فارق إيقاع الحياة الذي استأنس به منذ نعومة أظافره.

أسهم استقرار "ابن شتوتغارت" مع أقارب له في تسهيل تأقلمه مع إيقاع الحاضرة التي قصدها بغرض الوصول إلى أداء "قسم أبُقراط" والشروع في ممارسة مهنة الطب.

ويتذكر حمدوشي المرحلة قائلا: "كنت أبحث عن الانسجام وسط صخب فرانكفورت ومجتمعها ذي البعد العالميّ. وبفعل أقاربي، أدركت ذلك في زمن قياسي، كما حظيت بأصدقاء شجعوا تركيزي على الدراسة العليا".

تخصص الطب العام

اختار مجيد الطب العام، الذي يعد من بين التخصصات التي يتيحها التكوين في مجال التطبيب بألمانيا، واستغرق خمس سنوات في دراسته قبل التخرج من جامعة "غوته".

وبخصوص ذلك يقول: "كنت مشغولا بالبحث عن تخصص طبي أثناء خضوعي لفترات التدريب بمجموعة من البلدان، أبرزها البرازيل وفرنسا والمغرب".

ويزيد حمدوشي: "تدربت في مستشفى الغساني بفاس، ووسط المستشفى العسكري في الرباط، واقتنعت بميلي إلى الطب العام وتمكينه من التعاطي مع كل الأمراض قبل الوصول إلى تدخل اختصاصات طبية أخرى".

كما يؤكد المتحدث خمس لغات، بعدما راكم سنوات من الاشتغال في الطب العام، أنه بصم على اختيار يحفزه على بذل المزيد من الجهود ضمن المهنة التي جذبته إليها.

يعمل الدكتور حمدوشي في مدينة "أوفمباخ" وسط مصحة خاصة بها خمس أطباء آخرين، ذوي أصول من تركيا وروسيا وإيران وهنغاريا وأرمينيا، ووصل إلى تخطي عشر سنوات من الحضور في هذا الميدان.

التزام مع المغرب

يحرص مجيد على توجيه جمعية "أمانة"، التي أسسها سنة 2009، صوب الاهتمام بالمغرب عبر أوراش في ميادين الاندماج الاجتماعي والتمدرس والرعاية الصحية.

وتقف الجمعية ذاتها وراء قوافل طبية مجانية عديدة، كانت أولاها بسيدي يحيى الغرب، حيث تستعين بشركاء متنوعين في مبادرات تمتد من أقصى شمال المملكة إلى عمق الصحراء.

يركز حمدوشي أيضا، من خلال الجمعية التي يرأسها، على مساندة المهاجرين المغاربة الوافدين حديثا على ألمانيا في تحقيق الاندماج عموما، وتسوية المشاكل التي تصادفهم على وجه الخصوص.

"جمعية أمانة سهلت ولوج مغاربة إلى العلاجات في ألمانيا، بتركيز على الذين يعانون من أعراض صحية معقدة"، يقول مجيد حمدوشي في لحظة بوح.

استثمار الفرص بشرف

يعترف حمدوشي بكونه حقق حلمه ووصل الموقع الذي يرضيه، ثم يستدرك: "لكن الطموحات تبقى ممتدة صوب المستقبل. لا أكشف سرا إن قلت إني متعطش لمزيد من النجاحات".

"الأهداف تنمو مع تعاقب الأيام، وأبرزها لدّي متمثل في تشجيع التمدرس بين المغاربة من خلال أساليب توعوية، وتقوية التوجيه التعليمي من المغرب نحو الجامعات الأوروبية"، يصرّح الطبيب الجمعويّ.

وينصح مجيد الشباب الساعين نحو تجارب الهجرة بأن يتشبثوا بأحلامهم حتى تتحقق، وأن يتصدوا مرارا وتكرارا لأي صنف من الانهزامية، كما يطالبهم بعدم استسهال التحديات التي تعترض مساراتهم.

وينهي حمدوشي كلامه قائلا: "ما جاء سهلا يرحل بسهولة أكبر، أما بلوغ المبتغيات حقا فإنه يكون متاحا عبر المثابرة، والخطوات المدروسة، استثمارا للفرص بكل عقلانية ومنتهى الشرف".

 

قد يهمك ايضا
جنات تغني بالدارجة المغربية في القاهرة وتنفي شائعات طلاقها
مطالب بالسحب الفوري لمقررات “غريبة” و”البغرير" ومواجهة “العبث”

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأمير ويليام يعود لمهامه الرسمية للمرة الأولى منذ الكشف…
ماكرون يُوشح رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب برتبة…
الأمير الحسين والأميرة رجوة ينتظران مولودهما الأول
قصر باكنغهام يشارك معايدته بمناسبة عيد الفطر المبارك
مريم حسين تُشرف على توزيع مساعدات رمضان على المتضررين…

اخر الاخبار

رئيس مجلس النواب المغربي يٌجري مباحثات مع نظريه السويسري
المغرب يٌعزي الشعب الإيراني بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي…
المغرب وإسبانيا يٌناقشان آخر الترتيبات العملياتية لضمان انطلاق عملية…
القضاء العسكري الصومالي يٌوافق على تسليم 9 مواطنين مغاربة…

فن وموسيقى

حملة شرسة ضد سعد لمجرد ومطالب بمنعه من الغناء…
جولة عالمية للفنان كاظم الساهر في صيف 2024 ستضم…
أنغام تُحيي حفلاً بمهرجان موازين في المغرب بمشاركة كوكبة…
يسرا تتحدث عن تجربتها المختلفة في فيلم "شقو" وتُشيد…

أخبار النجوم

نجوى كرم تلتقي الجمهور في "موازين" بالمغرب بعد ألمانيا
تامر حسني يٌمازح هنا الزاهد وباسم سمرة ومحمد ثروت…
عبير صبري تٌعلّق على واقعة اعتداء سائق شركة نقل…
المطربة مروة نصر تتهم صناع أغنية روبي الجديدة بالسرقة

رياضة

محمد صلاح يٌصنف ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين في…
كيليان مبابي ينتظر مٌوافقة باريس ويكشف قراره لـ ثنائي…
أندية الدوري الإنجليزي تطلب إلغاء تقنية حكم الفيديو المٌساعد…
الفيفا يعتمد 3 نسخ من كأس العرب في قطر…

صحة وتغذية

انعدام الأطباء المٌتخصصين في الأمراض النفسية والعقلية يٌسائل وزير…
وزير الصحة المغربي يٌعطي انطلاقة خدمات ستة مراكز صحية…
الخبراء يختارون "التفاح" كأفضل فاكهة لتعزيز صحة القلب
نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة عن طريق تناول الأطعمة…

الأخبار الأكثر قراءة

الأمير الحسين والأميرة رجوة ينتظران مولودهما الأول
قصر باكنغهام يشارك معايدته بمناسبة عيد الفطر المبارك
مريم حسين تُشرف على توزيع مساعدات رمضان على المتضررين…
ساويرس يُعلق على مذكرة نشرها وزير خارجية الإمارات بشأن…
فلاديمير بوتين يمنح لقب بطلة العمل لرئيسة مجلس الاتحاد…