رام الله - نهاد الطويل
رغم ما تشهده المنطقة من حراك سياسي برعاية أميركية لاستئناف المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الاحتلال ومستوطنيه ماضون في مواصلة الاعتداء بصنوفه كافة على المدنيين الفلسطينين والمقدسات الإسلامية المسيحية في القدس والضفة الغربية المحتلتين. يأتي ذلك بعد أن رصد مركز معلومات الجدار والاستيطان 148 اعتداء نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين خلال شهر أيار/مايو الماضي، حيث شهد تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات ونوعيتها وذلك في تقرير صدر عن المركز الأحد. وأفاد المركز بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي واصلت الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بهدف تدنيسها وتهويدها من خلال مشاريع عدة ومخططات منها، مشروع القطار الكهربائي الذي سيسهل وصول غلاة المتطرفين إلى حائط البراق، بالإضافة لتنفيذ أعمال حفر في ساحة البراق، وفي منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى، تمهيدا لبناء مركز ديني يهودي في الساحة المعروف باسم "بيت شتراوس" المؤلف من 4 طوابق بمساحة 900 متر مربع، والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى، وإخطار مصلى النساء في مسجد محمد الفاتح في حي رأس العامود بالهدم، وكتابة عبارات عنصرية مسيئة للمسيحيين على الجدار الخلفي لكنيسة في 'جبل صهيون، كذلك اتباع سياسة الهدم للمنازل الفلسطينية في الوقت الذي تتسارع فيه خطى الاستيطان في المدينة '. وكشف التقرير 50 عملية هدم توزعت على 17 حالة هدم في محافظة جنين، 16 حالة استهدفت محافظة القدس، و8 في محافظة أريحا، و6 في محافظة الخليل و3 حالات هدم أخرى في محافظة بيت لحم. في حين أعدت سلطات الإسرائيلي العدة لهدم 69 منزلاً ومنشأة عبر إخطار أصحابها بإخلائها ،فيما تضمنت إخطار 30 عائلة في محافظتي القدس ورام الله، و 17 إخطار في محافظة الخليل، و14 في محافظة أريحا، و8 إخطارات في محافظة جنين. وعلى الأرض تتواصل عمليات المصادرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلية للأرض الفلسطينية لانتزاعها من أصحابها عبر الموافقة على بناء ما يقارب 600 وحدة استيطانية منها 296 وحدة في مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي رام الله، و121 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة "جفعات زئيف" المقامة على أراضي القدس، والشروع في أعمال تجريف لإقامة 180 وحدة استيطانية على أراضي قرية كفر صور في محافظة طولكرم لتوسيع مستوطنة "سلعيت"، والتحضير لإقامة مستوطنة جديدة قرب مستوطنة "ماعون" المقامة على أراضي بلدة يطا في محافظة الخليل، وشرعنة ما تسمى المحكمة الإسرائيلية العليا 4 بؤر استيطانية في الضفة الغربية. وتستمر المعاناة الفلسطينية التي تجسد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بفصل جديد عنوانه الأرض أول الحكايات وآخرها عبر الاستيلاء والحرق لما يزيد عن 977 دونماً في محافظات رام الله ونابلس وقلقيلية، بالإضافة لحرق وتكسير وقلع وتسميم 2988 شجرة في محافظات نابلس ورام الله والخليل. في حين عمد الاحتلال لقمع المسيرات السلمية المناهضة للجدار والاستيطان في كل من النبي صالح وبلعين، وكفر قدوم، والمعصره، وبيت أمر، والتي أدت إلى إصابة العشرات من المواطنين والمتضامنين الأجانب والصحافيين إلى جانب عشرات حالات الاختناق. وكان المستوطنون شنوا هجمات مسلحة و متفرقة على المزارعين والمواطنين والطرق تركزت على بلدات وقرى حوارة وعصيرة القبلية وبيت فوريك في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث أسفرت عن إصابة 45 مواطناً بجروح متفاوته منهم الطفلان بيان شتات وحنين الجعبري 6 أعوام من محافظة الخليل، بالإضافة لحرق وتكسير وثقب إطارات 13 مركبة في محافظات نابلس ورام الله والقدس، وصولا إلى الاعتداء على حافلة مدرسة بنات قبيا وتكسيرها وإصابة عدد من الطالبات بجروح ورضوض، واقتحام مسجد قرية عوريف جنوب نابلس.