الرئيسية » مقابلات
الدكتور يوسف عوض الله

غزة– حنان شبات

تعد حالات "الشذوذ الجنسي" من الأمور التي يتجنب الشارع الغزي الحديث عنها، وكشف الأخصائي النفسي الدكتور يوسف عوض الله عن عدم وجود إحصائية رسمية عن مدى انتشارها في القطاع لسببين؛ الأول أن البحث في هذه القضية من قِبل الوزارة المعنية والجامعات الوطنية وبعض مؤسسات المجتمع المدني لا يزال قليلاً، والثاني تجنب وسائل الإعلام والمراكز المتخصصة الحديث عنها.

ولفت عوض الله، خلال حديثه لـ"المغرب اليوم"، إلى أن هذه الفئة هي في الأساس من المرضى الذين يجب علاجهم، بالإضافة إلى أن علاج الطب النفسي يعد بمثابة تحدٍ كبيرٍ، منوهًا إلى أنه يتعامل مع الكثير من الشواذ الساخطين على أنفسهم، والذين يرغبون في الخلاص بالفعل من تلك الحالة التي يعيشونها.

وأشار إلى حقيقة علمية مهمة وهي أن التوجه الجنسي لهم غير ثابت، بمعنى أنه يمكن علاجهم إذا ما مدت لهم يد العون، ولكن تحقيرهم والتشهير بهم يزيد الأمر صعوبة ويفقدون الأمل في العلاج تمامًا.

وكشف عوض الله عن صعوبة تحديد نسبة المثليين في المجتمع الفلسطيني أو أي مجتمع عربي، لأنهم نادرًا ما يذهبون إلى العلاج، ولكن عدد المثليين في العالم 2.4% عند الرجال و1.3 % عند النساء، وهذه نسبة عالمية قد تختلف من دولة إلى أخرى.

وأكد أن المجتمع إذا عامل هذه الشريحة على أنهم مرضى وقدم لهم يد العون، فإنه بدون شك ستزداد نسب الشفاء، أما إذا تعامل المجتمع معهم على أنهم منحرفون فإن تلك النظرة ستزيد من تعقيد أوضاعهم.

واعتبر عوض الله أن الدعم الدولي للشاذين جنسيًا من أكبر أسباب انتشار هذا المرض، من خلال بعض المنظمات غير الحكومية الغربية إضافة إلى التمويل المادي لهذه المؤسسات.

وتابع "العوامل الداخلية تساهم في انتشار الفساد الأخلاقي بشكل عام والشذوذ الجنسي بشكل خاص، وتبدأ هذه العوامل من الأسرة التي ينشأ فيها الطفل، والتي تساهم بشكل كبير في تكوين شخصيته وتوجيه سلوكه، وما نشاهده في بعض الأسر من تنشئة خاطئة تبدأ منذ الصغر، تلعب دورًا كبيرًا في عدم تقبل الطفل هويته الذكرية أو الأنثوية في المستقبل".

ومن بين تلك الأفعال التي تقوم بها بعض الأٌسر السماح للأطفال الذكور باستخدام ألعاب الفتيات وارتداء ملابسهن، وكذلك تسمية البنات بأسماء الذكور والسماح لهن باستخدام ألعابهم التي تتسم في بعض الأحيان بالعنف. 

وذكر عوض الله أن تعرض الأطفال في صغرهم إلى التحرش الجنسي له دور كبير في التحول إلى الشذوذ الجنسي، بالإضافة إلى أن المجتمع يؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة وقبولها؛ لأنه يعتبر المصدر الثاني للثقافة الجنسية بعد الأهل.

وأكد "يوجد أسباب أخرى مثل معوقات الزواج الاقتصادية وأحيانًا التقليد الأعمى والفضول، بالإضافة إلى نقص الوازع الديني وتأثير القنوات الفضائية غير الأخلاقية، وهناك عوامل بيولوجية مثل الخلل الهرموني".

وأضاف أن هناك علامات معينة يمكن ملاحظتها على الشواذ مثل طقوس الاستحمام واستخدام مستحضرات زائدة ومن خلال برامجهم التلفزيونية المفضلة.

وأشار عوض الله إلى أن فترة العلاج تختلف من مريض إلى آخر، لكنها تحتاج  على الأقل من 8 أشهر إلى 10 أشهر.

وعن طرق العلاج، أكد على أهمية تضافر الجهود الرسمية والخاصة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وتوعية الناس بشأن خطورة الشذوذ، داعيًا إلى تعديل القانون المحلي الخاص ببعض الدول  العربية التي لا تنص على معاقبة الشواذ إلا حال عدم رضا أحد الأطراف، ومطالبًا بضرورة تشديد العقوبة عليهم وعدم السماح لهم بترخيص جمعياتهم.

وركز عوض الله على ضرورة علاج سبب المشكلة وعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى ضرورة وضع حلول اجتماعية واقتصادية لقضية تأخر الزواج، وضرورة فرض رقابة على الإعلام لاسيما المرئي، الذي يستورد الكثير من البرامج الإباحية التي تشجع على الشذوذ الجنسي.

أما عن معوقات الشفاء، فأكد أن السبب الأول هو المجتمع الذي يلفظ هذه الفئة ولا يقدم لهم يد العون، وهناك أيضًا الأسرة التي تهمل أبنائها، أما السبب الثالث فهو الشخص الشاذ نفسه الذي يتجاهل علاج الطبيب النفسي لعدم امتلاكه الصبر والثبات خلال العملية العلاجية، أو لا يلجأ إليه من الأساس.

وأكد عوض الله ضرورة أخذ موضوع الشذوذ الجنسي على محمل الجدّ، وأن يكون له نصيب من التثقيف النفسي والتوعية المجتمعية بآثاره، لافتًا إلى مشاركته في لقاءات توعية مجتمعية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني وبعض الجامعات المحلية.

وأخيرًا، طالب بضرورة التشديد على استخدام مصطلح الشذوذ الجنسي رافضًا  استبداله بمصطلح "المثلية الجنسية"، الذي يعد مجرد توصيف لما يسمى بـ"الميل الجنسي" للفرد دون أن يحرمه أو يرفضه.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

متحور "كورونا" الجديد ينتشر حول العالم دون أن يشكل…
نصائح طبية للتعامل مع الإمساك لدى الأطفال حديثي الولادة
نصائح مهمة لتجنب مضاعفات مرض السكري
أخصائية تكشف فيتامينات مهمة لخسارة الوزن
خبيرة تغذية تكشف عن نظاما غذائيا للعيش 100 عام

اخر الاخبار

موجة جديدة من الهجرة غير النظامية قادمة من المغرب…
برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى عاهلي المملكة…
القوات الأمنية السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة…
الأمن المغربي يٌعلن إحباط محاولة إدخال 501 كيلوغرام من…

فن وموسيقى

تعاون بين "iqos" والفنان المغربي فيصل عدلي خلال مهرجان…
الفنانة نورا فتحي تمزج بين الثقافتين الهندية والمغربية في…
لطيفة تطرح ألبوم " مفيش ممنوع" وتتحدث عن كواليس…
هند صبري تُؤكد أن مسلسل مفترق طرق سيجذب انتباه…

أخبار النجوم

ميريام فارس تنضم إلى عالم PUBG MOBILE بشخصية مميّزة
أمير كرارة يغيب عن المشاركة في سباق رمضان 2025
بيومي فؤاد يخوض أول بطولة له في السينما السعودية
يوسف الشريف يعود لـ الدراما بمسلسل 10 حلقات

رياضة

لاعبو المنتخب المغربي يٌوجهون رسائل تحفيزية للمقبلين على اجتياز…
محمد صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في الموسم رغم…
ليفربول يمنح محمد صلاح جائزة أفضل لاعب فى الموسم…
الكشف عن مواعيد مباريات وتسجيل اللاعبين بدوري أبطال إفريقيا…

صحة وتغذية

8 نقابات صحية تُقرر شل مستشفيات المملكة المغربية وتلوح…
الكشف عن أمل جديد لمصابي سرطان الرئة ثاني أكثر…
دراسة تكشف أن مشروبات الطاقة قد يكون مرتبطاً بالسكتة…
تناول البصل يوميًا يؤثر بشكل إيجابي على الصحة ويمنح…

الأخبار الأكثر قراءة

فيديو لنقل مومياوات بمترو مصر يثير جدلاً كبيرًا