قال مسؤول محلي في مدينة درنة شرق ليبيا إن مواطنين إيطاليين اختطفا الجمعة في ضواحي المدينة خلال قيامهما بأعمال هندسية في قطاع الاتصالات لصالح شركة جنرال وورلد الإيطالية التي تعمل على طريق يقع شرقي المدينة. وقال أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة درنة في تصريح لوكالة أنباء فرانس برس السبت إن "مواطنين إيطاليين فقدا مساء الجمعة خلال قيامهما بأعمال هندسية بالقرب من قرية مرتوبة الواقعة شرق مدينة درنة بمسافة تبعد قرابة 27 كيلوا مترا وهي الطريق الرابط مع مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي". وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "هذين المواطنين الإيطاليين يتبعان لشركة جنرال وورلد الإيطالية التي تنفذ أعمال حفر تتعلق بربط كوابل الاتصالات والانترنت بين مدينة درنة وقرية مرتوبة بجانب مصنع الأسمنت". وأشار إلى أن "هذين الشخصين اللذين تم اختطافهما يعملان في مجال هندسة الاتصالات وهما خبيران في مجال مد وتوصيل كوابل الاتصالات الخاصة بالألياف البصرية". وتابع "هما يعملان في الشركة الايطالية المتعاقدة مع وزارة الاتصالات والمعلوماتية الليبية لتنفيذ هذه الاعمال في هذه المنطقة" وهو ما أكدته وكالة الانباء الليبية الرسمية (وال). وأوضح المصدر أن "تحريات تجري في المدينة للبحث على المواطنين الايطاليين اللذان بات مصيرهما مجهولا".  لكن المصدر ذاته نقل عن سائق المركبة التي كان يستقلها المختطفان قوله إن "مسلحين ملثمين أجبروه على التوقف عند طريق الفتايح شرقي درنة وقاموا بإنزال المختطفين من سيارته واقتادوهما إلى سيارة أخرى وذهبوا بهما باتجاه مدينة درنة". وتابع "لم تعلن أية جهة عن مسؤوليتها عن الحادثة حتى الآن ومازال مصير المختطفين مجهولا". وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية السبت في بيان أن "مواطنين ايطاليين يعملان في مشروع للأشغال العامة في شرق ليبيا  فقد أثرهما". وقالت الوزارة في بيانها إن "الرجلين المتحدرين من منطقة كالابريا في جنوب ايطاليا يعملان على مشروع طريق في درنة ويتواجدان في ليبيا منذ أشهر عدة". وأضافت أن "الرجلين لم يعودا من العمل الجمعة وعثر على شاحنتهما فارغة في حي معزول في المدينة" لافتة إلى أنها "تدرس كل الفرضيات". وكردة فعل من سكان منطقة مرتوبة أغلق عدد من أهالي تلك المنطقة لساعات الطريق الرابط بين مدينتي طبرق ودرنة احتجاجا على اختطاف  المواطنين الإيطاليين وفقا لما نقل المصدر المحلي لوكالة فرانس برس. وقال المصدر إن "أهالي وسكان قرية مرتوبة أغلقوا منذ ليلة الجمعة وحتى مساء السبت  الطريق الرابط بين درنة وطبرق بسواتر ترابية تمنع مرور السيارات"، موضحا أن "افتتاح الطريق تم بعد تدخل أعيان وحكماء المنطقة". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الأول/أكتوبر 2011، تبدو السلطات الانتقالية عاجزة عن إرساء النظام والأمن في هذا البلد الغارق في حالة من الفوضى وأعمال العنف الدامية. وتشهد مناطق شرق ليبيا توترا مستمرا خصوصا في درنة وبنغازي اللتين تحولتا معقلا لإسلاميين متشددين متهمين بالوقوف وراء عشرات الاغتيالات والهجمات على مصالح غربية وعلى القوات المسلحة الليبية.