الرئيسية » الإعلام وروّاده
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن ـ يوسف مكي

تعتبر أدوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيسية "اللغة ووسائل الإعلام"، ومن خلال نقل كلمات وأفكار ترامب بأمانة، ساعدته الصحافة على مهاجمة الصحافة نفسها وبالتالي التحكم فيها، ويعرف ترامب أن لدى الصحافة غريزة قوية لتكرار ادعاءاته الأكثر فظاعة، وهذا يسمح له بأن يجعل الصحافة تعمل كجهة تسويق لأفكاره، حيث تصل أكاذيبه إلى الملايين من الناس من خلال التكرار المستمر من الصحافة ووسائل الإعلام الاجتماعية، وهذا يشكل تهديدًا وجوديًا للديمقراطية.

ترامب يعرف جيدا كيف يجعل الصحافة تكرر كلماته للتأثير في الجمهور:
تعمل اللغة من خلال تفعيل هياكل الدماغ التي تسمى "إطار الدوائر" المستخدمة لفهم التجربة، فتصبح هذه أقوى عندما نسمع لغة التنشيط، فالتكرار الكافي يمكن أن يجعلها دائمة، وبالتالي تُغير طريقة رؤيتنا للعالم, بل إن إبطال إطار دائرة ينشطها ويقويها، كما حدث عندما قال نيكسون: "أنا لست محتالًا" وكان الناس ينظرون إليه على أنه محتال، العلماء والمسوقين والمعلنين ومندوبي المبيعات يفهمون هذه المبادئ, وكذلك الروس ومتسللين الدولة الإسلامية, لكن من الواضح أن معظم الصحافيين والمحررين لا يفهمون ذلك, لذا فإن الصحافة في وضع غير موات عند التعامل مع بائع خارق ذو قدرة فطرية على التلاعب بالفكر من خلال  التأطير  والتكرار في كثير من الأحيان، و دفع الآخرين إلى تكرار كلماته عن طريق جعل الناس يهاجمونه في إطاره الخاص.

أمثلة على تقنيات ترامب على التلاعب بالألفاظ:
يمكن للغة تشكيل الطريقة التي نفكر بها، ويعرف ترامب هذا وهنا بعض من تقنيات التلاعب المفضلة لديه, أولاً، إنه يتسلح بالكلمات, أدانت الصفة التعريفية "محتالة" هيلاري كلينتون دون محاكمة، والتكرار المستمر لوسائل الإعلام أغلق الحكم، وتؤكد الأخبار الكاذبة (نوع من الصحافة الصفراء) أن الأخبار مزورة, تم تصميم استخدام كلمة "كاذبة" لنزع الشرعية عن الصحافة نفسها، كما يستخدم ترامب تنابز إستراتيجي بالألقاب من أجل تقويض التحقيق الروسي، ووصفه بأنه "مطاردة الساحرات" من قبل "الدولة العميقة" في محاولة لتحويل من يقع عليه اللوم، وهذا خط ، ولكن عندما تكرره الصحافة، فإن روايته تفوز.

تأكيده المستمر على كلمات مثل "نظرية المؤامرة":
أدامت وسائل الإعلام كذبة ترامب بتكرار "نظرية المؤامرة"، والتي وصفت كاذبًا مخبرا من مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه متآمر, وبمجرد صنعها، يصعب تصحيح هذا الخطأ من جانب الصحافة, ربما كان التصحيح الفوري المحتمل هو استخدام "نظرية المؤامرة الروسية"، والتي ركزت مراراً وتكرارا على الاتصالات الروسية مع كارتر بايج، وجورج بابادوبولوس، مساعدي ترامب، حيث قام مخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في التجسس الروسي في حملة ترامب.

ترامب أستاذ في التشهير بالناس وتجنب تحمل المسؤولية:
ثم هناك ما يسميه علماء الإدراك "نماذج بارزة" – وهي حالات فردية معروفة جيداً، حيث تحث الدعاية على نطاق واسع الجمهور على اعتبارها ذات احتمالية عالية، فيحولها ترامب إلى صور نمطية مسلّحة، إنه أستاذ في التشهير بمجموعات كاملة من الناس بوصفهم كذّابين أو مغتصبين أو إرهابيين - أو في حالة وكالات إنفاذ القانون والمخابرات الأميركية - وكلاء للفساد, وهو يعرف كيف يتجنب تحمل المسؤولية عن المطالبة، بقوله "ربما," "أنا لا أعرف," "سنرى", ومع ذلك، حتى لو تم تقديم المطالبة, فلن يكون هناك من يتحمل المسؤولية عنها

ترامب يرى أن أميركا وحدها التي لها الحق في السلطة والثروة لتفوز :
في "فن الصفقة"، يناقش ترامب استخدام " غلوا صريحًا" – وهي إدعاءات مبالغ فيها تشير إلى حقيقة مهمة, وغلوائه هذا يمكن أن يكون إيجابياً ("عظيم" ، "رائع" ، أو "الأفضل") لما يحبه أو سلبي ("كارثة" ، "الأسوأ على الإطلاق") لما لا يحبه,  وهو يستخدم كلمات مثل "الصفقة" و "الفوز" وهنا ليست مجرد كلمات, إنها محورية في نظرته للعالم, يستحق الفائزون الفوز, أولئك الذين يخسروا يستحقون أن يخسروا, أولئك الذين لا يربحون هم "خاسرون", وهذه نسخة من المسؤولية الفردية، وهي حجر الزاوية في الفكر المحافظ, وهناك تسلسل هرمي أخلاقي, فأولئك الذين يفوزون هم أفضل من أولئك الذين يخسرون.

"أميركا أولاً" تعني أن أميركا أفضل من الدول الأخرى، كما هو واضح في ثروتها وقوتها, وينبغي استخدام تلك الثروة والسلطة للفوز - ولاكتساب المزيد من الثروة والسلطة في جميع "صفقاتها" - حتى مع حلفائنا, وتتضمن السلطة سلطة الاستئساد أو العقاب - على سبيل المثال، فرض التعريفات أو الانسحاب من المعاهدة - أو على الأقل التهديد إذا لم يرافقها الآخرون.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجموعة ترامب للإعلام تكبدت خسائر بـ58 مليون دولار في…
وكالة أنباء عالمية تُعلن أن صورة أخرى للعائلة المالكة…
سقوط الإعلامي المصري عمرو الليثي اثتاء تصوير برنامجه ونقله…
رضوى الشربيني تؤكد أن ما تعانيه النساء من الظروف…
حملة على مراسل قناة عبرية فلسطيني لنطقه أسماء قادة…

اخر الاخبار

جلالة الملك محمد السادس يٌهنئ رئيس جمهورية الطوغو بمناسبة…
إسبانيا تضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من…
انتخاب عمدة مدينة الرباط على رأس الشبكة الدولية للإنارة…
الأمن الوطني المغربي يٌعلن توقيف 3 أشخاص من ذوي…

فن وموسيقى

هالة صدقي تتحدث عن علاقتها مع صلاح السعدني وتستعيد…
نيللي كريم تكشف عن ملامح دورها بفيلم "السرب"
كاظم الساهر يؤكد أن ألبومه الجديد أفضل ما قدمه…
عاصي الحلاني يتحدث عن مشواره الفني ويؤكد أن أغنية…

أخبار النجوم

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة…
إليسا تتبرع بفستانين لها في مزاد خيري لصالح مصر
أحمد السقا يكشف عن البوستر الرسمي لفيلم «السرب»
منة شلبي تنتهي من تصوير فيلم "الهوى سلطان"

رياضة

مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…
تشافي ينتقد حكم المباراة عقب الخسارة من باريس سان…
فرنسا تطرد مئات المٌهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب…
مبابي يقود باريس إلى قبل النهائي من دوري أبطال…

صحة وتغذية

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي
الكشف عن صلة بين استخدام المستحلبات والإصابة بالسكري
النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

الأخبار الأكثر قراءة

سقوط الإعلامي المصري عمرو الليثي اثتاء تصوير برنامجه ونقله…
رضوى الشربيني تؤكد أن ما تعانيه النساء من الظروف…
حملة على مراسل قناة عبرية فلسطيني لنطقه أسماء قادة…
النقابة الوطنية للصحافة المغربية تدعم مقاضاة إسرائيل أمام المحكمة…
عمرو أديب يُعبر عن سعادته بالتكريم والتقدير بعد حصوله…