الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
طرق التجارة القديمة ساعدت على تشكيل جينات الجمال العربية المستأنسة

لندن - ماريا طبراني

كشف علماء الوراثة لأول مرة عن التنوع الجيني للجمال العربية، وتبين أن التاريخ التطوري لهذه الحيوانات تشكّل بواسطة استخدامهم في شبكات التجارة عبر القارات خلال 3000 عام مضت، وأوضح الباحثون أن الحيوانات لديها جينات مختلطة أكثر من جميع الحيوانات المستأنسة، ويُعتقد حدوث ذلك بسبب سفر الحيوانات عبر مسافات شاسعة كجزء من طرق التجارة القديمة ما أتاح لهم اللقاء والتزاوج مع جِمال من بعيد، وبيّنت الدراسة أن الجِمال في شرق أفريقيا التي لها سنم واحد وثلاثة أصابع ظلت معزولة نسبيا.

وشهدت الجمال الأخرى تنوع وراثي واضح حيث لا تشكل سكان مميزين وبدلا من ذلك يبدو أن الجمال المحلية من المواقع النائية تعايشوا مع المرافقين البشر على امتداد طرق التجارة، ووجد الباحثون أن أنواع برية غير معروفة ساهمت في تجديد أعداد الجمال المستأنسة، وأدى هذان العاملان إلى مستوى مذهل من التنوع الجيني في الجمال المحلية، وأوضح الدكتور فيصل الماثن عالم الحيوان في جامعة الملك فيصل في السعودية والذي قاد فريق العمل " يعد الجمل العربي واحد من أكبر ذوات الحوافر المحلية وواحدة من أحدث الإضافات إلى الماشية، ساهمت الجمال المعروفة باسم سفينة الصحراء في نقل الناس والبضائع الثمينة من ملح وبخور وتوابل عبر مسافات طويلة تربط المملكة العربية والشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وتفوق هذا الحيوان متعدد الأغراض على جميع الثدييات المحلية بما في ذلك الحمار في البيئات الجافة ويستمر في توفير السلع الأساسية للملايين من الناس الذين يسكنون المناطق الزراعية الهامشية".

وتابع الدكتور فيصل " يعد التنوع الجيني الذي اكتشفناه رائع للغاية في تاريخ تربية الجمال، ما يشير إلى قدرة الحيوان على التكيف على نحو مستدام مع التحديات المستقبلية لتوسيع المناطق الصحراوية وتغير المناخ العالمي"، وحلل الباحثون معلومات جينية من 1083 من الجمال من 21 دولة حول العالم وتم مقارنتها بالحامض النووي الذي تم الحصول عليه من عظام الجمال القديمة، وكانت الجمال التي تعيش في البرية القاحلة من المملكة العربية وشمال أفريقيا بما في ذلك الصحراء الكبرى تعيش منذ 4 آلاف عاما في شبه الجزيرة العربية، ولم تقع هذه الحيوانات بشكل طبيعي في البرية منذ ما يقرب من 2000 عام على الرغم من وجود بعض الأعداد الوحشية من الجمال المستأنسة.

وكانت أعداد الحيوانات في تراجع أثناء تربيتها كحيوانات مستأنسة وفقا للباحثين الذين نشروا عملهم في مجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم، وفحص الباحثون الحمض النووي للحيوانات المستأنسة في وقت مبكر منذ 400 – 1870 قبل الميلاد والجمال البرية من عام 5000- 1000 قبل الميلاد، وأفاد الدكتور فيصل وزملاؤه أنه على الرغم من الموائل الطبيعية المحدود للإبل إلا أن الجمال المستأنسة تحظى بتنوع جيني مفاجئ، وأضاف الباحثون " هناك ميزة هامة في تاريخ تربية الجمال العربية وهي التنوع الجيني الكبير لهذه الحيوانات المستأنسة فضلا عن التعايش المقيد زمنيا وجغرافيا للحيوانات المستأنسة وأسلافهم البرية والذين كانوا في طريقهم إلى الانقراض عندما برز استئناس الحيوانات، وساهمت الجمال العربية الحديثة في توحيد ودمج تنوع الأسلاف ما أكد قدرتها على التكيف على نحو مستدام مع التحديات المستقبلية من تصحر وتغير مناخ".

وأوضح الباحثون أن هذا قد يجعل التكيف أسهل على الحيوانات حيث أن تغير المناخ يتسبب في اتساع المناطق الصحراوية في المستقبل، وبين البروفيسور أوليفر هانوت عالم الوراثة في جامعة نوتنغهام والذي شارك أيضا في الدراسة أن البحث أظهر كيف شكّل النشاط البشري تطور هذه الحيوانات المنعزلة، مضيفا " كشف تحليلنا لهذه البيانات الواسعة أن هناك القليل جدا من التركيبة السكانية المحددة في الجمال العربية الحديثة، ونعتقد أن هذا نتيجة التحركات القارية ذهابا وإيابا على طول طرق التجارة التاريخية، وتشير نتائجنا إلى تدفق الجينات بشكل واسع والذي أثّر على جميع المناطق باستثناء شرق أفريقيا حيث ظلت الجمال العربية هناك أقارب".
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الفلاحة المغربي يٌسلط الضوء على جهود المغرب في…
الحياة على الأرض ربما نشأت في السعودية قبل 3.48…
المغرب يرفع إنتاجه من الكهرباء هذا العام بفضل الطاقات…
وزارة الفلاحة المغربية تٌعلن أن الإنتاج المتوقع من الحبوب…
وزارة الفلاحة المغربية تُؤكد أن قطاع تربية المواشي يحافظ…

اخر الاخبار

الهيئة العامة للإحصاء تٌعلن أن إجمالي أعداد ضيوف الرحمان…
مجلس التعاون الخليجي يٌجدد تأكيد مواقفه الداعمة للوحدة الترابية…
بوركينا فاسو تٌجدد تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل…
القضاء المغربي يكشف تطورات جديدة في حادثة احتجاز مواطنين…

فن وموسيقى

يسرا تكشف تفاصيل بدايتها وسر نجاح زواجها وتؤكد أنه…
يسرا متحمسة للعودة للموسم الرمضاني 2025 وتكشف سبب تسميتها…
المغربي نزار زوهري يفوز بلقب نهائي "Jam Show"
شيرين عبد الوهاب تُعلن ارتباطها رسميًا من خارج الوسط…

أخبار النجوم

عبير صبري تخوض تجربة الكوميديا في فيلم "إتنين ×…
محمد ممدوح ينافس بفيلمين في عيد الاضحى 2024
أحمد العوضي يستعد لمسلسل جديد رمضان 2025
زينة تتعاقد على عمل درامي جديد مع باسم سمرة

رياضة

3 نجوم مغاربة يدخلون سباق المٌنافسة على جائزة أفضل…
تراجع صلاح عن اتفاق للانتقال إلى برشلونة في صفقة…
ليفربول يخطط لإبقاء صلاح لتفادي سيناريو الرحيل المجاني
لاعبو المنتخب المغربي يٌوجهون رسائل تحفيزية للمقبلين على اجتياز…

صحة وتغذية

انتشار بكتيريا جديدة آكلة للحم وتقتل الناس خلال ساعات
وزارة الصحة المغربية تٌوضح أن المملكة تحتاج إلى أكثر…
الكشف عن دواء ثوري يمكنه إعادة نمو أسنان الإنسان…
نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود

الأخبار الأكثر قراءة

راصد الزلازل الهولندي يؤكد أن تقلبات الجو تشير لزلازل…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن الجفاف وراء رفع أسعار…
وزير الفلاحة المغربي يُؤكد أن المملكة قطعت أشواط كبيرة…
وزير الفلاحة المغربي يُبرز الحاجة الملحة لاستراتيجيات تكييف متينة…
وزير الفلاحة المغربي يكشف مستجدات اتفاقية الصيد البحري مع…