الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك
آخر تحديث GMT 20:31:40
المغرب اليوم -

الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك

اسطنبول - أ.ف.ب

ما زالت الحركة الاحتجاجية التي ضربت تركيا قبل اشهر تلهم الفنانين وتطبع المشهد الفني في البلاد، وقد طغت الاعمال ذات الطابع السياسي الراهن، على الدورة الثالثة عشرة لملتقى اسطنبول (بينالي) للفن المعاصر.وكان الفنانون الاتراك من اوائل المشاركين في الاحتجاجات ضد حكومة حزب العدالة والتنمية ذات التوجه الاسلامي، والتي جرت خصوصا في ساحة تقسيم حيث كانت الحكومة تعتزم اقامة سوق تجاري يتطلب اقتلاع الاشجار فيا هذا الميدان. وقد تطورت الاحتجاجات الى انتقادات لاداء حكومة رجب طيب اردوغان في مجالات عدة، لا سيما الاجتماعية واتهامات من البعض بانها تعمل على "اسلمة البلاد".وعلى مدى اسبوعين، تحولت حديقة جيزي، التي كانت شرارة انطلاق الاحتجاجات، الى ملتقى للاعمال الفنية، وللمعتصمين الصامتين، وللرسامين الذين راحوا يلونون جدران المدينة وسلالمها.وعلى خلفية هذه الاعمال الفنية الاحتجاجية، يقيم ملتقى اسطنبول دورته الحالية حول موضوع "المساحات العامة وحرية التعبير".ومن بين الفنانين الاتراك المعارضين المشاركين انجي افينر، وهي تدير ورشة تضم نحو ثلاثين طالبا يتدربون على حسن توظيف حركات اليد والاصوات للتعبير، لتكوين مشاهد تتمحور حول موضوع شجرة ميتة، في اشارة الى الاشجار المهددة في حديقة جيزي والبالغ عددها 600 شجرة.وتقول "بعد الاحداث التي شهدتها البلاد، اصبحت لدينا أسئلة جديدة حول معنى المساحة العامة".وتضيف "قررنا انشاء مساحة خاصة وحرة نستطيع فيها ان نختبر الانخراط في المجتمع".في هذا المستودع البحري السابق، المطل على خليج البوسفور، تؤرخ الاعمال الفنية المنتشرة على الجدران والزوايا، على الاحداث السياسية التي عاشتها تركيا خلال الصيف الماضي، ويمكن ملاحظة عبارة مخطوطة على الحائط "التظاهرات تصنع التاريخ".ومن الاعمال الغنائية التركية التي تندد بالمشاريع العمرانية للحكومة، الى رسوم الالماني كريستوف شافر حول دور الحديقة العامة في الحياة السياسية، يبدو ان الصوت الفني السائد في تركيا اليوم يلتصق بالقضايا السياسية والاجتماعية للبلاد.وقد تلقف القيمون على الملتقى الفني (بينالي) هذا الجو، وقرروا اقامته في مكان مغلق بعيدا عن المساحات العامة.وتقول مديرة الملتقى بيجي اورير "بعد ما جرى في حديقة غيزي، ارتأينا انه من الافضل عدم التعاون مع السلطات، لذلك قررنا الانسحاب من المساحات العامة ومواصلة مناقشة اعمالنا الفنية في اماكن العرض".وقد جذب هذا الموقف الكثيرين من الفنانين الاتراك. ويقول اوزجي جيليكاصلان الذي يدير ورشة للفنون البصرية تدعى "كوزا" (شرنقة) "كنا نعتقد ان الفن والالتزام السياسي والاجتماعي امران منفصلان، لكننا أدركنا بعد قضية حديقة غيزي انهما قابلان للاجتماع".ولم يقتصر اثر هذه الاجواء الحماسية على الفنانين الاتراك بل تجاوز الحدود ليجذب فنانين من دول عدة.ويبدو ان هذا الملتقى قد نال اهتمام الجمهور التركي، بغض النظر عما اذا كان هذا الاهتمام مرده الى القيمة الفنية البحتة او الى التصاق الاعمال الفنية بالواقع السياسي والاجتماعي، ووصل عدد زواره في عشرة ايام الى 110 الاف زائر.وترى بيجي اورير ان المعرض "مرتبط جدا بالاحداث الجارية في تركيا، انه يثير موضوع التحول العمراني العنيف الذي يضرب اسطنبول، والذي يهدد هذا المبنى حيث يقام المعرض نفسه، على سبيل المثال".ومن المرتقب ان يختفي هذا المستودع البحري حيث يقام المعرض في الفترة القادمة تحت ضربات الجرافات ومعاول الهدم، ليقام مكانه مركز تجاري..

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib