دمشق-سانا
قالت الموسيقية ديمة موازيني إن الموسيقا بالنسبة لي هي مفتاح الحياة وتدخل في كل تفاصيل يومي وتساعدني على البوح بما في داخلي وتخفف عني كثيراً من الضغوط وتعطيني شعاعاً من طاقة إيجابية أحاول إضفاءها على كل ما يحيط بي.
وأضافت موازيني في حديث لـ سانا أن آلة القانون هي صديق دربها الوفي جداً ولهذه الآلة مكانة خاصة في حياتها فهي التي تعبر من خلالها عن نفسها وأفكارها ووجودها بطريقة راقية تربطها بجذورها التراثية وبحاضرها المعاش أيضا.
وأوضحت مدرسة آلة القانون في المعهد العالي للموسيقا أنه لا يخفى على أحد واقع التعليم الموسيقي في المدارس والذي يحتاج إلى جهود أكبر بكثير وأساليب منهجية وعلمية تركز على نشر ثقافة تقبل الموسيقا في المجتمع على أساس كونها عنصراً يعزز شخصية الطالب ويجعله أكثر تنظيماً وإيجابية في العملية التعليمية.
وقالت إن هناك بعض المدارس التي تهتم بالتعليم الموسيقي ولكن هذا لا يتعدى مساعي ونجاحات فردية متعلقة بأستاذ المادة الموسيقية نفسه أو بتوجه من إدارة المدرسة مبينة أنه وللأسف فقد أثرت الأزمة التي تمر بها سورية سلبيا على واقع كل المواد التدريسية المتعلقة بالأنشطة الفنية والإنسانية كالرسم والرياضة والموسيقا.
وأضافت أن هناك وعيا في المجتمع السوري يتزايد بأهمية تعليم الأطفال الموسيقا لكنه يحتاج إلى وقت أكثر ليصبح ظاهرة منتشرة لدينا كما يحتاج هذا الأمر إلى دعم أكبر من قبل المؤسسات الثقافية لنشر ثقافة موسيقية بوسائل حديثة متطورة إلى جانب التوسع في إيجاد المراكز التعليمية المتخصصة بتطوير الأطفال موسيقياً بطريقة تربوية علمية لتكون مناسبة لجميع فئات المجتمع.
وبينت مدرسة آلة القانون في معهد صلحي الوادي أن التعامل مع الأطفال والاعتناء بموهبتهم وتطوير هذه البذور لديهم فيها كثير من السحر والمشاعر الوجدانية خاصة عندما تشعر بالنتائج الإيجابية عبر الوقت مع تطور أداء هؤلاء الطلاب الوجدانية خاصة عندما تشعر بالنتائج الإيجابية عبر الوقت مع تطور أداء هؤلاء الطلاب.
وأكدت موازيني أن هاجسها الشخصي والفني هو تمثيل جزء من دور المرأة الطموحة في دائرة المجتمع العربي المثقف وأن تحمل إلى السطح موسيقانا الشرقية وتراثنا وتقدمه بلغة قريبة من الناس والأجيال الجديدة دون المساس بكينونة هذه الموسيقا وهويتها.
وأوضحت عازفة آلة القانون أنها رغم تعدد نشاطها في مجال الموسيقا بين التدريس والعزف وإدارة فرقة موسيقية فهي لا تعتبرهم مجرد وظائف بمعنى العمل المجرد من الهدف والأحاسيس بحيث يتم تقديم المطلوب فقط فهذا غير موجود في الموسيقي ولذلك تعتبر هذه الأعمال مفاتيح تعبر من خلالها عن شخصيتها.
وقالت: لاشك أنني أجد نفسي في العزف أكثر من أي مكان آخر وأحب تقديم فني على المسرح وتلقي ردات فعل الجمهور بعفوية وصدق دون مجاملة كما يشكل التعليم بالنسبة لي الكثير من الشغف والمتعة فهو نوع من أنواع العطاء والتواصل الإنساني الذي ينتج فناً جميلاً يسعد الناس.
وأشارت مديرة فرقة التخت الشرقي النسائي السوري إلى أن إدارة الفرقة تعبر عن جزء من شخصيتها التي تعتمد على التنظيم والعلاقات العامة وهو عمل مهم وضروري للفنان ليتمكن من إيصال موهبته وفنه بالشكل اللائق والصحيح للناس.
وأوضحت أن فرقة التخت الشرقي النسائي السوري تميزت بتقديم عازفاتها للجمهور بشكل راق وأكاديمي حيث تفردت كل عازفة بخصوصية تميزها رغم أن العمل في شكله ونتاجه يأخذ الطابع الجماعي ولكن من خلال التوزيع الموسيقي جاء تنويع الأدوار بين العازفات الى جانب الارتجالات التي قدمنها في الحفلات أمام الجمهور مباشرة.
وعن الفرق الموسيقية السورية قالت موازيني إن هناك تجاربا موسيقية سورية مهمة استطاعت أن تثبت جدارتها مع الوقت فانتشرت محلياً وأصبح لها جمهورها الذي يحترمها ويقدر ما تقدمه من عمل فني محترم.
وبينت أن جميع الفرق الموسيقية السورية تحتاج إلى الدعم المادي والإعلامي من جهة وإلى خبرات متخصصة في ادارة هذا النوع من الإبداع الفني بحيث يتم التركيز على هوية الفرقة وما تريد إيصاله من أفكار ورسالة إلى الجمهور.
وعن تجربتها في التأليف الموسيقي قالت موازيني إن الموسيقا حالة تعبيرية لذلك اعبر عن نفسي في حالات معينة عبر العزف وفي غيرها من الحالات أتجه إلى التأليف ولكنها تجارب بسيطة تصب في مؤلفات متعلقة بآلة القانون سيتم عزف واحدة منها في الحفل القادم لفرقة التخت الشرقي النسائي السوري وهي مؤلفات غنائية من كلماتي وألحاني تعبر عن حالات معينة أقوم حالياً بعرضها على بعض المغنيين.
وتابعت موازيني إن الموسيقا في المجتمع تعبر عن حضارة وثقافة هذا المجتمع وهي أداة انفتاح على الثقافات والمجتمعات الأخرى ولها دور كبير في التواصل الإنساني على كل الأصعدة مبينة أن الموسيقا اليوم صارت حاجة وضرورة للتخفيف من الحزن والألم الذي يعتصر قلب كل سوري في ظل هذه الأزمة التي نعيشها لمداواة الأرواح المنكسرة وترميم جروح الوجدان الإنساني.
وديمة موازيني خريجة المعهد العالي للموسيقا اختصاص التي القانون والبيانو, دبلوم في التربية الموسيقية رئيسة قسم الموسيقا الشرقية في معهد صلحي الوادي ومدرسة فيه,درست في المعهد العالي للموسيقا وفي معهد الشبيبة للموسيقى والمديرة الإدارية لفرقة التخت الشرقي النسائي السوري وعازفة فيه وعضو في كثير من الفرق السورية حائزة على شهادات تقدير من احتفالية بغداد عاصمة الثقافة العربية ومن مهرجان قيثارة الروح ومن مهرجان الموسيقا العربية في البحرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر