مراكش ـ ثورية ايشرم
تفيض مدينة مراكش القديمة بمتعتها وألوانها، ما يساهم في تحوّلها كل صباح ومع شروق شمس كلّ يوم إلى لوحة تمتّع العين وتدخل البهجة والسرور إلى نفوس سكانها وسيّاحها، خصوصا عندما تفتح أبواب دكاكينها وأسواقها التقليدية والتي تمنحها رونقا لا يمكن أن تجده إلا في المدينة الحمراء.
وتتميز المدينة العتيقة في مراكش بخصائص تجعلها مفضّلة لدى المغاربة عامّة والمراكشيون خاصّة لما تتميّز به من ثقافة وأصالة شعبية، خصوصا تلك الأزقة المتعرّجة والضيّقة في قلبها والتي لا تهدأ من حركة المشاة وسائقي الدراجات النارية والعادية وأصوات الاطفال التي تملأ المكان ليلا نهارا بها، خصوصا في فصل الصيف، حيث يجد فيها الشّخص ملاذا للاختباء تحت ظلالها من حرارة الشمس الحارة.
إنها دروب وأزقة المدينة العتيقة التي تقود نحو عوالم من فتنة العمارة وبهاء النقش، وتتناسق الألوان والتي كلما ضاقت بالمارة في الماضي كلما كان سببا لفتح باب في المدينة من أجل التوسع لتصبح المدينة ذات ألقاب عدّة منها مدينة السبعة أبواب ومدينة البهجة العتيقة ويعتبر هذا أفضل ألقاب مراكش لما تتميز به هذه المدينة من أنواع الفرجة التي تدخل البهجة والسرور إلى قلوب الناس، ما يجعلها فاتنة تتعلق بها الافئدة وتهفو إليها النفوس من ينزل في ضيافتها، بعد أن تقبل به زائرا وسائحا، لا يطيق فراقها، ومن يسمع عنها، يعيش مُنتظرا زيارتها في شوق كبير.
وتتميز المدينة القديمة ببنيات تقليدية تاريخية قلما تجد لها مثيلا في المملكة المغربية فهي عبارة عن معالم تاريخية مشكلة من الفن الفاتن بزليجها وأقواسها ومساجدها وصوامعها ذات الزخرفة التقليدية الأسطورية، ودروها العتيقة التي تحولت إلى دور ضيافة يحج إليها الزوار من داخل وخارج المغرب للاستمتاع بسحر وتاريخ وثقافة مدينة تعشقها أشعة الشمس، ولطالما تميزت بطقس دافئ وحياة هنية، مبتعدين عن مدن يسكنها الضباب وتقتلها برودة الطقس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر