دمشق - سانا
أقام اتحاد الكتاب العرب حفلا تكريميا لمتقاعدي عامي 2005 و2006 إلى جانب تكريم الفائزين بجائزة الأسبوع الأدبي لعام 2013 وذلك في مقر الاتحاد بدمشق.
وقال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في تصريح لـ سانا إن هذا التكريم يأتي ضمن إطار تكامل أدوار الأجيال فنحن نكرم اليوم من بذلوا جهودا كبيرة في الحقل الأدبي والكتابة والمعرفة على مدى سنوات طويلة مقدمين عصارة فكرهم للارتقاء بالأدب السوري والعربي إلى جانب المبدعين الشباب الفائزين بمسابقة الأسبوع الأدبي للعام الماضي.
وأضاف جمعة إن هذا التكريم يعطي رسالة عن استمرار التواصل بين الأجيال المتعاقبة في خدمة الحقل الأدبي والمعرفي والثقافي في الوطن مبينا أن الاتحاد أعد خطة سنوية لتكريم مبدعيه من أجيال الرواد وصولا للمبدعين الشباب الذين يقدمون نتاجا مميزا يستحقون التكريم عليه.
بدوره أوضح الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي في اتحاد الكتاب العرب أن تكريم الفائزين بمسابقة الأسبوع الأدبي ومتقاعديه عامي 2005-2006 تزامن اليوم مع الذكرى الثامنة والعشرين لصدور صحيفة الأسبوع الأدبي ومع الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس اتحاد الكتاب العرب وذلك محاولة منا لتفعيل دور الثقافة وتجاوز الأزمات لأن دور المثقف هو دور ريادي وقيادي في الحياة والمجتمع إضافة لإظهار دور المسابقات الأدبية في حياة المثقف وتقديم كل ما يحتاجه ويحفزه على الإبداع.
من جانبه قال محمد حديفي عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب في كلمته ممثلا عن الاتحاد إن الاتحاد لم ولن يتوقف عن أداء عمله رغم كل ما يحاك من مؤامرات ضد هذا الوطن ورغم شراسة الإرهاب الذي نتعرض له فنحن مصرون على عدم توقف أي مطبوعة في الاتحاد وما زالت تقام الندوات والمؤتمرات الأدبية والفكرية الرامية لتسليط الضوء على الأزمة في سورية وتحليلها.
وأضاف إن الاتحاد لم يتخلف عن تسديد التزاماته المادية من رواتب أعضائه المتقاعدين وموظفيه وغيرها من الالتزامات المادية كما أننا اعطينا أولوية للتفاعل مع المثقفين العرب واستقبال الوفود من العراق وإيران ولبنان والأردن وتنفيذ الاتفاقيات المعقودة مع الاتحادات العربية والصديقة في مختلف البلدان في سبيل إعلاء الكلمة والحوار وطرح الحقيقة بشكل فكري بعيدا عن التشويه والتزييف السياسي المتعمد من قبل أعداء الوطن.
وأوضح حديفي أن الكاتب لا يتقاعد فالتقاعد يعني الموت ومن هنا كانت اسهامات الكتاب والأدباء في رفد منشورات الاتحاد خير دليل على الفكر النير والكلمة المضيئة التي يحملها كتاب سورية الذين كانوا منابر دعم أساسية للعمل الوطني أثناء الأزمة التي نعيشها.
من جهته قال عبد الرحمن غنيم في كلمته ممثلا المتقاعدين المكرمين إن هذا التكريم اليوم ما كان ليحدث لولا وجود أبطال الجيش العربي السوري الذين يدافعون عن كرامة الوطن وعزته وإبائه فنحن ككتاب ومبدعين قدمنا لسنوات طويلة عصارة فكرنا لخدمة الثقافة والأدب في هذا الوطن واليوم كرامتنا حفظت بفضل تضحيات أبطالنا البواسل خدمة لوطنهم وشعبهم وأمتهم.
وأضاف إن إحباط مخططات الأعداء في محاولة فرض سطوة الإرهاب التكفيري الظلامي على بلادنا وفكرنا وحياة شعبنا جاء نتيجة قوة وعزيمة أبطال الجيش العربي السوري والتفاف الشعب الواعي حوله.
وأوضح غنيم أن اتحاد الكتاب العرب كمؤسسة وطنية لم يرتكز في تكريمه لأعضائه المتقاعدين والمبدعين الشباب إلى تصنيفات سياسية محددة وإنما انطلق من المواطنة وحق الجميع بالتعبير عن آرائهم الفكرية والإبداعية تحت سقف الانتماء للوطن وهذا السلوك يعكس الروحية الواثقة والمنفتحة المتمثلة في القيادة الحكيمة لهذا الوطن مضيفا إن من واجبنا كأدباء وكتاب ومفكرين أن نعبر بكل سبل التعبير الممكنة عن إيماننا بهذه الروح الوطنية والقومية والإنسانية التي تمتلكها قيادتنا الحكيمة وبحقنا في الحرية والسيادة والحياة كشعب يمتلك حقوقه كاملة وهذا سبيلنا للانتصار على كل قوى الشر التي تحاول غرس بذور التكفير والإقصاء والتعصب في وطننا بقصد إهلاك الحرث والنسل.
من جانبه أوضح الشاعر موفق نادر في كلمة لجنة التحكيم في مسابقة الأسبوع الأدبي في شعر الأطفال أن هذه المسابقة من قبل اتحاد الكتاب العرب تبين الشعور بأهمية الطفولة وثقافتها في بناء المجتمع وحضارته وضرورة العمل على الخروج من حالة تناسيها وإهمالها إذا أردنا أن نبقى على مسار الصواب في الفكر والعمل مبينا أهمية تواتر مثل هذه المسابقات في الإبداع المخصص للأطفال لتعزيز حالة نقد وغربلة لبعض ما يقدم لأطفالنا من نتاج أدبي نتيجة الاستسهال والرخاوة مع العلم بصعوبة إبداع أدب للطفولة بشكل لائق.
وأشار نادر إلى أن الحكم على هذه المسابقة التي شارك فيها خمسة عشر نصا شعريا اعتمد على معايير الإبداع العامة والخاصة ما أعطى لمهمتنا صبغة الصعوبة فقد اتسم عدد كبير منها بالضعف الفني لغة ومخيلة وموسيقا مبينا أنه ساد في معظمها حالة الخلط السائدة بين الطفولة وعفويتها الأصيلة وبين السذاجة والتبسيط المباشر الفج.
وفاز الشاعر رضوان الحزواني بالمرتبة الأولى عن قصيدته "هدية العصفور" التي امتازت بملامح فنية سوغت ارتقاءها إلى جانب البناء المحكم عبر نسق قصصي مشوق وتدفق الفكر والحالات بعفوية وانسياب مع عذوبة في اللغة وشفافية المخيلة تحمل قيما وطنية وإنسانية نبيلة.
أما المرتبة الثانية فكانت للشاعر فاضل سفان عن قصيدته "نشيد الأم" حيث جاء النشيد بثلاثة مقاطع تمجد الأم وتبرز دورها العظيم في بناء الأجيال سبيلا إلى بناء الوطن بلغة جميلة ورصينة في أن ولحن واثق متناغم فكان نصا معتبرا للمرحلة العمرية الثالثة.
وجاءت المرتبة الثالثة من نصيب الشاعر مصطفى عبد الفتاح عن قصيدته "بنت الأمل" التي تناول فيها حالة الطفولة التي تعاني من فقدان حاسة السمع ولكنها تتسامى فوق المعاناة وتنهض بقلب مفعم بحب الحياة وذلك عبر لغة رشيقة وإيقاع متناغم محبب.
كما تم توزيع شهادات التقدير على المكرمين المتقاعدين لعامي 2005-2006 منهم الأدباء جان الكسان وعبد الرحمن غنيم وجمال جنيد وخضر عكاري وأحمد يوسف داوود و فاضل جنكر".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر