الكويت - كونا
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة أهمية الآثار التراثية والتنقيب عنها لأنها "ذاكرة الانسانية وهويتها ساهمت في بلورتها أجيال كافحت وناضلت من أجل الحفاظ عليها".
وقال اليوحة في انطلاق الندوة العلمية (الكويت عبر العصور) هنا اليوم ان هذه الندوة ستلقي الضوء على المراحل الحضارية التي مرت بها أرض الكويت "الذي تمنعه قلة عدد شعبه وصغر مساحته على ان يؤدي دورا مرموقا في محيطه الاقليمي والمشاركة البناءة والفاعلة في حضارة إقليمها وعالمها انطلاقا من ايمانه بخصوصيته التاريخية عبر الزمن وتشبثه بثقافته العربية والاسلامية ودعوته الدائمة الى التعايش مع الآخر والبحث عن القواسم المشتركة بين الشعوب".
واضاف ان الندوة التي تستقبل لمدة أربعة أيام حوالي ال40 عالما وأكاديميا عالميا متخصصا في التنقيبات ليكشفوا عن أحدث الاكتشافات العلمية والتنقيبية في أراضي الكويت المختلفة "انما تلقي ضوء العلم والفكر على جانب من الانجازات المادية للكويت" مشيرا الى ان التنقيب عن الأسرار في طبقات العصور والصخور والرمال "دليل على عطاء الكويت دولة ومجتمعا من عصر الى عصر".
وأكد اليوحة ان الآثار هي "ذاكرة الانسانية وهويتها ساهمت في بلورتها أجيال كافحت وناضلت من أجل الحفاظ عليها وترسيخها ونقلها الى الأجيال اللاحقة وهي رسالة يتلقاها الأبناء من الأجداد فصارت بمنزلة جذور الانسانية الثابتة في عمق التاريخ ووثائق مادية تشهد على الدور الذي أدته المجتمعات في بناء هويتها المتفردة وخصوصيتها المتميزة".
وبين ان الكويت ومنذ منتصف القرن الماضي استقطبت العديد من البعثات التنقيبية العلمية المتخصصة التي شاركت الكوادر الوطنية للكشف عن مواقع حضارات وآثار المجتمعات التي قامت على الأراضي الكويتية ضمن برنامج علمي يبرز دور تلك المجتمعات في بناء الحضارة الانسانية في المنطقة موضحا ان هذه الدراسات الميدانية على مدى أكثر من 50 عاما اثبتت انتشار العديد من المواقع الأثرية التي تمثل حقبا حضارية مهمة كان لها أثر بالغ في مسيرة الانسانية.
وقال انه بالرغم من ان أعمال هذه الندوة العلمية الأولى من نوعها في الكويت تركز على نتائج الاستكشاف الأثري في دولة الكويت الا انه من المهم ربط نتائجها بنتائج الأعمال الأثرية للمواقع المناظرة لها في دول مجلس التعاون الخليجي بهدف وضع تصور متكامل عن الحقب الحضارية المختلفة التي عبرت المنطقة.
ومن جانبه أشاد رئيس البعثة البريطانية الدكتور دريك كينيت في الجهود الكبيرة التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والخطوات الجادة التي يأخذها في سبيل التنقيب والتوثيق لمراحل مهمة من التاريخ البشري واستقطابه خبرات وعلماء من مختلف المؤسسات العلمية للبحث والاجابة عن التساؤلات حول التاريخ الانساني في المنطقة.
وأكد الدكتور كينيت الدور المهم التي لعبته أراضي دولة الكويت وموقعها الاستراتيجي في تكوين الحضارة الانسانية وازدهارها في المنطقة بشكل عام ومن تلك الحضارات الدلمونية والعبيدية وغيرها مشيرا الى انه وفي العقد الأخير اكتشفت العديد من المواقع الأثرية الجديدة وعملت ومازالت تعمل فيها البعثات التنقيبية المختلفة.
وأوضح ان هذه الندوة هي فرصة ممتازة للعلماء والخبراء المشاركين في البعثات التنقيبية المختلفة في الكويت لمناقشة اكتشافاتهم وتوضيح الصورة العامة للمواقع والدور التي لعبته الكويت مضيفا ان أهمية الندوة تأتي ايضا في رفع نسبة الوعي للمجتمع الكويتي بوجود هذا التاريخ الانساني والتراثي العريق في المنطقة.
واشار الى عدد من الشخصيات الكويتية التي كان لها الدور الكبير والمساهمة الفاعلة في الاكتشافات الأثرية في الكويت ومنهم الشيخ عبدالله الجابر الصباح (1900-1996) ومؤسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالعزيز حسين وايضا طارق رجب لجهودهم واهتمامهم في التنقيبات الاستكشافية الأثرية وادراكهم لأهميتها.
واشاد بجهود الأمين العام المساعد لشؤون الآثار والمتاحف في المجلس شهاب الشهاب في تكثيف البعثات التنقيبية وزيادة عددها في العقد الأخير من الزمن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر