فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون
آخر تحديث GMT 21:30:12
المغرب اليوم -

"فبراير الأسود" كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة - المغرب اليوم

"فبراير الأسود" فيلم مصري كان يحلو للبعض وصفه بالمبالغة والفانتازيا الفنية وربما التمادي في جلد الذات؛ إلى أن جاء بالفعل "فبراير الأسود". وفي 14 فبراير الجاري وقعت في منطقة "سانت كاترين" كارثة طبيعية أودت بحياة أربعة شباب مصريين الأسبوع الماضي أثناء رحلة جبلية شهدت هبوب عاصفة ثلجية نادرة الحدوث. ووجه ذوو الضحايا ونشطاء وهيئات مصرية انتقادات شديدة للحكومة المصرية واتهموها بالتقصير تجاه تأمين مثل هذه الرحلات "لأنه ليس بين الضحايا أجانب"، فيما ردت السلطات المصرية بأن "الطبيعة الجغرافية لا تصلح مطلقًا لهبوط الطائرات، وبالتالي فشلت عملية الإنقاذ". كوميديا سوداء وهذا الواقع المؤلم عبر عنه الفيلم في 159 دقيقة بكوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون، فشقيق بطل الفيلم "صلاح" حاصل على دكتوراة في مجال الكيمياء شرح فيها كيف يمكن تحويل بكتيريا الهواء إلى طاقة تكفي استهلاك كل محافظات مصر؛ أما زوجته "عصمت" فحاصلة على دكتوراة في كيفية تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة أكبر من السد العالي بـ 25 مرة؛ ومع ذلك تضيق عليهما مصر بما رحبت فيضطران إلى عمل مشروع صغير لمقبلات الطعام (المخللات) للعيش منه. أما بطل الفيلم "حسن" فهو أستاذ جامعي مؤمن بأن دوره هي تعليم الناس كيف يوقدوا الشموع بدلا من أن يلعنوا الظلام؛ وفي سبيل ذلك لا يكف عن دعوة طلابه للإيمان بأن مصر أجمل بلدان العالم وبأنه من رغم كل السلبيات "فيها حاجة حلوة"، لكن الطلاب يردوا على حديثه بابتساماتهم الساخرة فيقرر أن يدعوهم لرحلة سفاري مع أسرته إلى الواحات لاكتشاف الوجه الآخر من مصر الجميلة. وعلى خلفية موسيقية تفوح بالأمل ظل أبطال الفيلم طوال الألف كيلومتر التي سافروها يستمتعوا بجمال الواحات من حول سياراتهم؛ ويوقفون السيارة متأملين المكان لعلهم يشبعون من سحر الطبيعة المحيطة بهم. ولكن الوجه القبيح للطبيعة بدأ يكشر عن أنيابه لهم وضربتهم عاصفة ترابية شديدة بعثرت كل أشيائهم بل وأجسامهم حتى دفنتهم في أسفل موجة رمال متحركة ولم يبق منهم على سطح الأرض سوى رؤوسهم المنهكة . اقتراب الموت لهذه الدرجة لم يجعل بطل الفيلم يفقد إيمانه بعظمة دولته وظل يطمئن أسرته بأن الحكومة لن تتركهم أبدا؛ وما إن انتهى من جملته إلى وبدا لهم بالفعل سيارة دفع رباعي تقترب منهم؛ بدأ الأمل يدب في قلوب أبطال الفيلم مع ضحايا العاصفة الآخرين . وبدأ مسؤول قوة الإنقاذ يتحدث إليهم ليشرح كيف أن عملية الإنقاذ ستتم على مراحل لأن معهم سيارة واحدة فقط لا تتسع لأكثر من أربعة أفراد؛ كما شرح لهم أنهم سينقذونهم من خلال حبل مربوط على شكل دائرة كبيرة لسحب أجسامهم كما تسحب أجسام البقر، على حد تعبيره الذي عكس نظرة الحكومة للضحايا كما يظهر من وقائع الفيلم؛ وهو ما تحمله الضحايا تشبثا منهم بنجاح عملية الإنقاذ أما ما لم يقووا على احتماله فهو أن قائد فريق الإنقاذ بدأ يسأل عن ضابط أمن الدولة الذي هو من بين الضحايا لينقذه أولا؛ ثم يعد الباقين بأنه سيعود لإنقاذهم ويتركهم ساعة كاملة لم يفقد خلالها الأستاذ الجامعي يقينه بأن الحكومة لا يمكن أن تترك مواطنين مصريين فريسة للموت. "بتوع البحث العلمي" عادت فرقة الإنقاذ ليدب الأمل من جديد في الأرواح لكن القائد هذه المرة سأل عن "رئيس محكمة" ثم "رئيس جمعية رجال أعمال" لإنقاذهم؛ وحينما لم يتبق سوى مجموعة صغيرة سألهم الضابط "إنتوا مين" فرد البطل باستهزاء "إحنا بتوع البحث العلمي" فوعدهم بأنه حتما سيعود لإنقاذهم. تغرب الشمس ويحل ليل الصحراء المخيف دون أن تعود قوة الإنقاذ فيتأكد البطل من أن الحكومة ستتركه لكن الله لن يفعل؛ ويبدأ أولاده في البكاء خوفا من الموت بعدما سمعوا أصوات الذئاب وشعروا بازدياد حركة الرمال من تحتهم، ما يعني أنه خلال نصف ساعة كحد أقصى ستدفن أجسادهم بالكامل. وبطريقة فانتازية للغاية تليق بالفيلم الساخر؛ بدأت مجموعة من الكلاب تنزل من أعلى الجبل الرملي صوب الضحايا وهو يصرخون من شدة الخوف؛ لكن المفارقة هي أن هذه الكلاب هي من عملت على إنقاذهم بعدما تكاسل البشر عن إنقاذ أقرانهم من بني البشر. وفي تصريحات لوكالة الأناضول اعتبر طارق الشناوي الناقد الفني مأساة الفيلم أقل ترويعا من المأساة التي شهدها الواقع في سانت كاترين؛ ففي الفيلم تم إنقاذ الجميع ولو بواسطة الكلاب أما في الواقع فقد أصيب 4 أشخاص بينما قتل 4 آخرون جراء العاصفة الثلجية. "فبراير الأسود" بطولة خالد صالح؛ إدوارد؛ ميار الغيطي؛ أحمد زاهر، ومن تأليف وإخراج محمد أمين.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون فبراير الأسود كوميديا سوداء تسخر من الواقع الذي يعيشه المصريون



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib