وفاة محمد حسنين هيكل بعد معاناة مع المرض
آخر تحديث GMT 08:40:39
المغرب اليوم -

بعد إجرائه عدة عمليات غسيل كلى

وفاة محمد حسنين هيكل بعد معاناة مع المرض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وفاة محمد حسنين هيكل بعد معاناة مع المرض

الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل
القاهرة – أكرم علي

توفي الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، الأربعاء ، بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 93 عامًا، بعد أن تدهورت حالته الصحية خلال الأسابيع الماضية، وأجرى العديد من الفحوصات والأشعة كونه يعاني من "فشل كلوي"، واستلزم إجراء عميلة غسيل كلى أكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي.

وولد هيكل عام 1923، بقرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، واشتغل في الصحافة منذ عام 1942، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة "الإيجيبشان جازيت"، ثم عمل بصحيفة الأهرام حتى تولى رئاسة تحريرها في عهدي الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات.

وتولى وزارة الاعلام عدة مرّات كما كان مقاله الأسبوعي تحت عنوان "بصراحة" كل يوم جمعة على صفحة كاملة في صحيفة "الأهرام" محل انتظار السياسيين واليبلوماسيين وقادة الأي والأحزاب في مصر والالم العربي وعواصم القرار في العالم تبعا" لما كان يتضمنه من معلومات دقيقة وأسرار عربية ودولية تكشف لمرة الأولى ولما تحمله من رسائل بالغة الأهمية للقادة العرب ولكثيرمن دول العالم لقربه المباشر من رئاسة الجمهورية في مصر خاصة خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر حتى بات أكثر من يعبر عن السياسة العليا في مصر خلال تلك المرحلة . وعرف الصحافي الكبير الراحل بصداقاته الواسعة مع عدد كبير من الملوك والأمراء والرؤساء العرب وقادة دول افريقيا والعالم الثالث وكدلك مع كبار المسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وعلاقاته الوطيدة  مع المعاهد الاستراتيجية الدولية وكثيرا" ما كان يساهم في رسم السياسة الخارجية لمصر وعرف  عنه مساهمته في صياغة كتاب الميثاق الذي شكّل دليل عمل للسياسة المصرية لعشرين عاما" عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 على يد الضباط الأحرار . ونشر محمد حسنين هيكل سلسلة من الكتب الهامة التي تشكل ذاكرة الحياة السياسية العربية مثل "سنوات الغليان" كما نشر كتابا" عن حرب أكتوبر وأخر عن الثورة الايرانية بعنوان"مدافع ايات الله" الى عشرات المؤلفات التي كانت تترجم الى عدة لغات عالمية وتتولى نشرها وتوزيعها احدى أهم دور النشر في بريطانيا وكان هيكل يتقن عدة لغات أبرزها الانكليزية والفرنسية ويتمتع حتى اخر أيامه بداكرة نفاذة تلمّ بأدق التفاصيل ويحفظ, كما قال في احدى مقابلانه التلفزيونية , عشرة الاف بيت من الشعر العربي.
ونعى عمرو موسي  الأمين عام السابق لجامعة الدولة العربية، الكاتب الصحفي الكبير  محمد حسنين هيكل، مؤكدا أنه كان شخصية مصرية استثنائية وخاصة في مجال الإعلام والتعبير عن الرأي، مؤكدا في تصريحات متلفزة أن صلته بهيكل جعلته يحزن عليه كصديق، موضحا أنه الكاتب الصحفي الكبير  ظل يؤرخ ويعبر عن رأيه بكل حرية طوال حياته .
ويعد الراحل محمد حسنين هيكل الصحافي الأشهر في مصر طوال العقود الماضي حيث تربع على عرش الكتابة فيها، وكان نجما تلاحقه الفضائيات لتحصل منه على ما يرويه من قصص تاريخية كان شاهدا عليها مع الرؤساء الراحلين ولقاءاته مع المسؤولين الكبار.
وقرر هيكل تطوير نفسه وتحقيق رغبته في العمل بالصحافة، ولذلك واصل دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأميركية، وخلالها كانت النقلة التي غيرت مجرى حياته، ثم تعرف هيكل خلال تلك الفترة على سكوت واطسون الصحافي المعروف بـ"الإيجيبشان جازيت" وهي صحيفة مصرية باللغة الإنجليزية، ونجح واطسون في إلحاق هيكل بالجريدة في 8 فبراير 1942، كصحافي تحت التمرين بقسم المحليات وكانت مهمته العمل في قسم الحوادث، وحقق هيكل أول خبطة صحافية في حياته في تلك الجريدة وكانت خاصة بفتيات الليل، إذ حدث في تلك الفترة أن أصدر عبد الحميد حقي وزير الشؤون الاجتماعية وقتها قرارا بإلغاء البغاء الرسمي في مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذي أثار الجنود كما أثار فتيات الليل وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل وحصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأي العام.
وبعد نجاح هيكل في تلك المهمة، كانت النقلة الأهم في حياته حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين ليغطي وقائع الحرب العالمية الدائرة هناك وبعدها سافر ليغطي الحرب في مالطا ثم إلى باريس التي التقى فيها بفاطمة اليوسف صاحبة مجلة روز اليوسف والتي قررت أن تنقل الصحافي الموهوب إلى مجلتها، ليصبح هيكل في عام 1944 صحافيا في مجلة روز اليوسف وهناك تعرف على محمد التابعي، لينتقل معه إلى صفحات آخر ساعة.
وفي 18 يونيو 1952 فوجئ قراء مجلة آخر ساعة بعلي أمين رئيس تحرير المجلة يخصص مقاله للحديث عن هيكل، وينهيه بأنه قرر أن يقدم استقالته ويقدم هيكل رئيسا للتحرير، وهكذا أصبح هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة، ولم يكن تجاوز التاسعة والعشرين من عمره، وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ولبراعته الخاصة كان هيكل أكثر الصحافيين قربا للرئيس جمال عبد الناصر ووصلت العلاقة بينهما الى ما يشبه الصداقة الحميمية التي جعلت هيكل يتبوأ مكانه كأكبر صحافي وله علاقات واسعة بدوائر صنع القرار في مصر والعالم العربي وازدادت العلاقة قربا بينه وبين جمال عبد الناصر ليصبح هيكل بعد فترة هو المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار، وليكون أحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو.
في الفترة من 1956 إلى 1957 عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معا، واعتذر في المرة الأولى ثم قبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام حتى عام 1974، وظهر أول مقال له في جريدة الأهرام "بصراحة" يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان السر الحقيقي في مشكلة عُمان، و كان آخر مقال له في 1 فبراير 1974 بعنوان الظلال.. والبريق


الصحافي محمد حماد يفند علاقة هيكل بناصر ويشرح سبب قوتها فيقول: "إن هيكل راح يتعقب القوة البازغة في الجيش وهي تتحرك لقلب الأوضاع، ولم يكن وجوده في يوم 18 يوليو سنة 1952 في منزل محمد نجيب إلا نوعا من هذا التحسس للخطى، بعدها رمى أوراقه كلها مع القوة الجديدة في الجيش، وتابع الرجل الأقوى منذ اللحظة الأولى وهو عبد الناصر واقترب منه عمداً وبإصرار، يملؤه طموح بلا حدود للعب "دور.

أتقن هيكل لعبة الصحافي في خدمة السياسي، كما أتقن فن أن يكون السياسي في خدمة الصحافي، وفي هذا السياق يتابع الصحافي محمد حماد: عرف هيكل مبكرا جدا ما يحتاج إليه رجل في موقع ومكانة عبد الناصر من أفكار وأخبار واتصالات، وأدى المطلوب على خير وجه، وعبر عن الزعيم بصورة كان يقول عنها عبد الناصر: "هذا بالضبط ما كنت أريد أن أقوله".

كان قرار هيكل منذ البدايات الأولى أن يقترب من السلطة، بل ويلتصق بها، وكان يردد دائماً ومبكراً جداً، وربما في الأيام الأولى من الثورة، أن "الحاكم يحتاج لصحافي يعبر عنه"، وكان يؤكد بقناعة مطلقة: "وسأكون أنا هذا الصحافي".

وصلت العلاقة بين هيكل وعبد الناصر إلى حد شعر هيكل معه انه هو من يفكر للزعيم ولا احد غيره، وان ناصر لايتخذ قرارا إلا بعد مشورته. وكانت هناك 4 روايات ووقائع تجسد تلك العلاقة بين الطرفين. .

الواقعة الأولى رواها صحافيون نقلا عن الأديب الراحل يوسف إدريس الذي دخل مكتب هيكل للقائه فقالت له السكرتيرة وكان اسمها نوال المحلاوي: الاستاذ مشغول ولن يستطيع مقابلتك اليوم؟ فغضب الاديب الكبير وقال لها أنا يوسف ادريس من انت لكى تتحدثى نيابة عن هيكل. فقالت له: انا نوال المحلاوي اعتبرني رقم 3 في مصر. فاستغرب ادريس الإجابة وسالها كيف لمثلك أن تكون رقم 3، فقالت من يحكم مصر، رد ادريس: عبد الناصر، فأجابت: وعبد الناصر في جيب الاستاذ هيكل والاستاذ في جيبي. واختتمت قائلة تفضل وساحدد لك موعدا. ولم يرجع الاديب الكبير لمكتب هيكل مرة اخرى.

الرواية الثانية يرويها الكاتب الصحافي محمد حماد وكانت فى عام 1968، حيث كان أنور السادات رئيسا لمجلس الأمة، وذهب للقاء هيكل بمكتبه فى الأهرام لكن هذا اللقاء لم يتم. وانتظر السادات 45 دقيقة فى قاعة الضيوف الملحقة بمكتب هيكل، رغم وجود موعد سابق. وبعد أن تكرر إلحاح السادات للسكرتيرة بأن تسأل الأستاذ إذا كان يرغب فى تأجيل الموعد إلى يوم آخر، دخلت السكرتيرة وخرجت بعد ثوان، لتقول للسادات: "اليوم الأربعاء، والأستاذ مشغول بكتابة المقال. سيحدد لسيادتك موعدا آخر، إن شاء الله". وكانت تلك غصة في حلق السادات ذكّر هيكل بها فيما بعد. .

الرواية الثالثة - ويرويها حماد ايضا - كانت المحلاوى سكرتيرة هيكل تصل إلى مكتبها فى ساعة مبكرة من الصباح، طوال فترة عملها مع هيكل، وحدث ذات صباح أن تأخرت عن موعدها، فقالوا : تأخرت.. وبعد قليل أصبح الأمر أكثر من مجرد تأخير وسرى الخبر سريانا سريعا، حتى خارج مبنى مؤسسة الأهرام، مصحوبا بتكهنات وشائعات مختلطة، كانت من بينها شائعة واحدة صحيحة: لقد اعتقلت السيدة، ووضعت فى السجن، بأمر الرئيس عبد الناصر شخصيا.

وكانت سكرتيرة هيكل قبل أيام قليلة تقضى السهرة بصحبة زوجها، مع الكاتب اليسارى المعروف لطفى الخولى وزوجته ولأن الجلسة لا تضم غرباء، فقد تحدث الجميع على راحتهم. وتطوعت المحلاوى بطرح معلومات قيل إنها من الأسرار العليا جدا، وفى مصر كلها لم يكن يعرف عنها شيئا، باستثناء اثنين: عبد الناصر وهيكل.

وبالطبع لم تكن هى ولا من معها يتصور أن أجهزة التسجيل قد سبقتهم إلى حيث سيقضون سهرتهم الوديعة، وبعد إجراء التحقيق معهم جميعا، أودعوا في السجن، حتى تدخل هيكل لدى عبدالناصر فأمر بالإفراج عن السكرتيرة، التى عادت إلى الأهرام، ولكن فى موقع آخر بعيدا عن خزائن الأسرار، فقد ألحقت بقسم الترجمة الذى يختص بترجمة الكتب العالمية،عن مختلف لغات العالم.

الرواية الرابعة : كتب المحرر البرلماني في "الأهرام" ما لم يعجب السادات، وكان وقتها رئيساً لمجلس الأمة، فطلبه إلى مكتبه وعنفه، ويكاد يكون طرده من المكتب بطريقة غير لائقة، وذهب المحرر إلى هيكل طالباً نقله إلى عمل آخر، وعندما استفسر عن الأسباب ذكر له ما حدث، فلم يكن من هيكل إلا أن طلب منه أن يخرج من مكتبه مباشرة إلى مكتب السادات قائلا: اذهب إليه الآن، وسوف يعتذر لك.

لم يكد الصحافي يصل إلى أول شارع مجلس الأمة، وقبل دخوله بوابة المجلس، وجد من يبلغونه أن السادات يطلبه، ويسأل عنه، وما إن وصل إلى مكتب السادات حتى بادره قائلا: "دا كلام رايح تشتكيني للأستاذ هيكل، أنت صدقت يا سيدي أنا أعتذر لك".

كل هذه الروايات تعكس قوة علاقة بناصر وخشية من هم حول ناصر من قوة هيكل وقربه من الزعيم ويكفي انهم شاهدوا بانفسهم ماذا حدث لمصطفى أمين استاذ هيكل عندما غضب عليه هيكل، ووجد الكاتب الكبير نفسه متهما بالتخابر والجاسوسية واودع السجن سنوات عديده حتى افرج عنه السادات وكان السبب في ذلك كله وشاية من هيكل لناصر.

لكن ما سبب قرب هيكل من ناصر وتوتر علاقته مع السادات فيما بعد. في الشهور الأولى لثورة 23 يوليو سنة 1952 راهن هيكل على عبد الناصر، وكان محمد نجيب في تلك الآونة هو الرجل الأول "رسمياً"، ولكن هيكل رأى في عبد الناصر قائد الثورة "الحقيقي"، وكانت الوقائع أمامه تشير إلى أنه الرجل الأقوى في النظام الجديد.

سار هيكل وراء حدسه بأن عبد الناصر هو الرجل القادم في مصر وكسب الرهان وكسب دوره .وبعد رحيل عبد الناصر، راهن هيكل على أنور السادات، ولم تكن الوقائع تشير إلى أنه سيكون الرجل القوي في النظام الجديد، وكان قادة نظام عبد الناصر يمسكون بدفة الأمور في البلاد، وكسب هيكل الرهان من جديد ولكنه كاد يخسر نفسه هذه المرة، فقد  فوجئ هيكل بالرجل الذي راهن عليه ودعمه وانحاز إليه في مواجهة خصومه، يطيح به في أقرب فرصة، وعند أول خلاف حقيقي، لم يطق السادات الخلاف معه، وخرج هيكل، ثم عاد واستعاد نفسه من جديد بعيدا عن قمة السلطة.

كان هيكل في ظل عبد الناصر واحداً ممن يستمع إليهم عبد الناصر، حتى أصبح اللسان البليغ في التعبير عن أفكار الزعيم، وأصبحت مقالاته مقروءة ومؤثرة، وأدى مهمته على خير وجه، وعبر عن أفكار الرئيس بصورة كان يقول عنها عبدالناصر: "هذا بالضبط ما كنت أريد أن أقوله".

ويضيف حماد: "كان السادات يحسد هيكل على قربه من عبد الناصر. وكان يعرف، بل ويقول لهيكل: "لولا هذا الخط المباشر بينك وبين الراجل الكبير لكانت رقبتك طارت من فوق جسدك"، وكان السادات يذهب إليه في مكتبه، وينتظر، حتى يفرغ من أحاديثه مع الرئيس في التليفون."


السادات وهيكل

وعندما أصبح السادات رئيسًا، بتخطيط مشترك مع هيكل، اختلفت طبيعة العلاقة مع السادات، فلم يكن هيكل يريد أن يواصل العمل في خدمة "سيد" جديد، بل أراد أن يكون شريكاً حقيقياً كان قد خرج من قمقم "التابع"، الذي ظل حبيساً داخله طوال 18 عاماً في ظل سلطة رجل استثنائي، وبدأ مسيرة علاقة دراماتيكية.

منذ البداية كما يقول حماد لم يكن السادات يستريح لهيكل، ولكنه كان في حاجة إليه، وتصورها هيكل فرصته لكي يستخدم السادات ولكن في النهاية ظهر أن السادات هو الذي استخدم هيكل فالسادات لم يكن سهلا، وكان يشعر بالدونية تجاه هيكل، ولم يقصر هيكل في ترسيخ هذا الشعور داخله خلال فترة عبد الناصر وحسب شاهد عيان فقد كان يعامل السادات معاملة "درجة ثالثة".

كان هيكل قد شارك في صناعة شرعية السادات في أكتوبر سنة 1970، وأصبح مهندس تكريسها في مايو سنة 1971، ثم هو الذي صاغ أساس الشرعية الجديدة في أكتوبر سنة 1973، بعدما أطلق على السادات: "صاحب قرار أكتوبر العظيم"، ومع ذلك، لم يكن أمامه من خيار بعد 4 أشهر، إلا أن يرضى بهيكل الجديد، هيكل الملتزم، أو أن يحمل عصاه ويرحل بعيداً في الظل.

وفي العام 1977، وبعد استقرار الامور للسادات أراد أن يقتلع هيكل من الذاكرة العامة حتى أمر بحبس هيكل مع الآلاف التي امتلأت بهم ساحات السجون في عام 1981 فيما سمي حملة سبتمبر الشهيرة.

واعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي في 23 سبتمبر 2003 بعد أن أتم عامه الثمانين وكتب مقالا مثيرا تحت عنوان "استئذان في الانصراف" إلا أن عشقه للصحافة طغى عليه فعاد ليواصل عطاءه الصحافي سواء في كتابة المقالات أو تقديم حلقات تليفزيونية للفضائيات العربية والمصرية وكان أخرها لقاءات مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر إلى أين"

مبارك وهيكل

في عهد مبارك بدت العلاقة بين هيكل ومبارك عادية لكن مبارك كان يعلم أن هيكل لايكن حبا له بسبب قربه من السادات واختيار السادات له نائبًا فضلاً عن إن مبارك اختار أن يبحث عن رجال جدد له وليسوا محسوبين على الانظمة السابقة وبالطبع هو ما يعني أن هيكل لن يكون صحافيا مقربا للنظام الجديد أو له دور استشاري كما كان يرغب مما اضطره أن يبتعد رويدا رويدا وينسحب من الحياة السياسية في عهد مبارك حتى عام 94.

في تلك الاثناء كان هناك حوار دائر حول مؤتمر مزمع عقده بالقاهرة عن حقوق الاقليات في الوطن العربي والشرق الاوسط ومن بينهم أقباط مصر. وهنا كتب هيكل مقالا نشرته أحدى الصحف المصرية اثار غضب السلطات المصرية ومبارك شخصيا وبعدها باعوام قليلة كتب هيكل مقالا هاجم فيه مبارك بطريقة غير مباشرة وطالب برحيله عن الحكم وووصفه " سبلطة شاخت في مواقعها وفي العام 2002 أعلن هيكل في محاضرة ألقاها فى الجامعة الأميركية أن هناك مخطط واضح لتوريث الحكم، كما زعم هيكل أن مصر حصلت على 100 مليار دولار في أعقاب حرب الخليج،وان نظام مبارك ورموزه حصلوا عليها كل هذا ازعج مبارك من هيكل لكنه لم يمنعه من الكتابة أو أمر باعتقاله كما فعل السادات بل أن نجلي هيكل نجحوا في تكوين ثروات طائلة خلال عهد مبارك ولم يتعرض لهما أحد وبعد ثورة يناير بدأت السلطات في محاسبتهما بتهم فساد مالي وهرب أحمد إلى الخارج هربا من تلك الملاحقات.

الخلاصة أن هيكل أعلن عن تأييده الشخصي لمبارك في البداية، ودعا كل المواطنين لمساندته لينجح في أداء مهمته اونتهي به المطاف للهجوم على مبارك في كتابه "مبارك.. من المنصة إلى الميدان"واتهامه لمبارك بتكوين ثورة تقدر بنحو 70مليار دولار ولما طلب منه المدعى العام المستندات الدالة على صحة اتهاماته أنكر وقال انها عبارة عن تقارير نشرتها صحف أجنبية وليس متاكدا منها.

خلال حكم حكم مرسي ظهر هيكل في حلقات أسبوعية بعنوان "مصر أين؟ خلال فضائية الـ"سي بي سي"، وظل خلال تلك الحلقات ينتقد كافة ممارسات نظام مبارك ويدعو للنظام الجديد بقيادة الإخوان وكان الرئيس المعزول محمد مرسي يستدعيه للقصر للحصول على مشورته ومساندته ومساندة جماعته واستغل هيكل الفرصة للعب دور الصحافي المقرب من جديد ولكن جاءت ثورة 30 يونيو لتجهض أحلامه وتحبط مخططه. .

 

علاقة هيكل مع عبد الفتاح السيسي، بدات في مارس ٢٠١٠ عندما تولى السيسي رئاسة المخابرات الحربية، تفقد تحدث عنه هيكل وأشاد بكفاءته وقدراته، وبعد ثورة 30يونيو 2013 قال هيكل إن المعلومات التي وصلته عن السيسي مبشرة، وينتظره مستقبل كبير ويري فيه ناصر أخر في مصر بل يراه اكثر الاشخاص المؤمنين بافكار عبد الناصر.

هيكل سر كثيرا عندما سمع كلمات السيسي عنه وشعر بالفرصة تأتيه من جديد وفي أرذل العمر عندما أبدى السيسى إعجابه الشديد به ، وقال إنه قرأ كل كتب هيكل، ووافق السيسي على مقابلة هيكل والجلوس معه ، واستمر اللقاء ٣ ساعات، كان هيكل فيها هو المستمع، والسيسي هو المتحدث وكانت تلك هي اخر مقابله بينهما فقد كان السيسي وزيرا للدفاع وقتها وبعد وصوله للرئاسة اختقى هيكل من قائمة المحيطين بالرئيس ولايعلم أحد حتى الأن ما سر الفتور الذي أصاب العلاقة بينهما ؟ لكن الأمر المؤكد أن السيسي هو من قرر الابتعاد عن هيكل فقد تغير الزمن ولم يعد الصحافي المقرب من الرئيس فكرة تجد دعما أو رغبة وقبولا من السيسي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة محمد حسنين هيكل بعد معاناة مع المرض وفاة محمد حسنين هيكل بعد معاناة مع المرض



GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib