اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا
آخر تحديث GMT 00:46:49
المغرب اليوم -

اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا

دبابات تركية متمركزة قرب معبر اونجوبينار في كيليس تطلق نيرانها باتجاه الحدود السورية
كيليس ـ المغرب اليوم

مع استمرار اغلاق الحدود التركية مع سوريا يزداد نشاط المهربين الذين يرفعون كل يوم قيمة المبالغ التي يتقاضونها لقاء تهريب اللاجئين الهاربين من القصف من ثغرة في السياج الحدودي الى تركيا.

ومثل عصابات المافيا التي تجمع مبالغ طائلة عبر دفع الاف المهاجرين لاجتياز البحر المتوسط الى اوروبا، يقوم المهربون على الحدود وهم غالبا من سكان القرى القريبة من السياج الحدودي بابتزاز وترهيب واستغلال اللاجئين الذين لا يريدون البقاء في المخيمات المكتظة بانتظار ان تفتح تركيا المعبر.

تقول فاطمة الأحمد البالغة من العمر 27 عاما انها عبرت قبل اسبوع وهي تحمل ابنها البالغ من العمر سنتين بين ذراعيها من فتحة في السياج الذي تم قصه بين اشجار الزيتون.

وتروي فاطمة وهي تجلس في مقهى مفتوح في كيليس انها هربت من حي الصخور في شرق حلب بعد مقتل زوجها قبل اسبوع في القصف عندما خرج لاحضار طعام.

وتقول بصوت هادىء "كنا ثمانية، مع بعض الجيران. ساعدوني في جمع المبلغ. لم يكن معي ما يكفي من المال. في السابق كان يتم تنظيم الأمر في حلب عبر الاتصال بمهربين موثوقين. اما اليوم ومنذ بدء الغارات الروسية، كثرت اعداد الناس. ركبنا الحافلة الصغيرة واتجهنا الى الحدود دون تخطيط".


وبدلا من 90 دقيقة في الاحوال العادية، استغرقت الرحلة المخيفة 15 ساعة بين اطلاق النار والانفجارات، حتى وصلت الحافلة الصغيرة الى قرية يعروبية.

وتتابع فاطمة "كان المهربون في كل مكان يصيحون +تركيا، عتركيا، مين رايح عتركيا؟+ ناس بلا رحمة، يتعاملون بخشونة، لا يفكرون الا بالمال. دفعونا مثل الغنم، ضربوا النساء اللواتي تأخرن في المسير، حتى اللواتي كن يحملن اطفالا. شيء رهيب، لا ضمير، ولا رحمة".

-وحيدة في مواجهة مصيرها-

تتقاطع رواية فاطمة مع ما يرويه غيرها من اللاجئين الذين عبروا الى كيليس بان المهربين السوريين هم على تواصل مستمر عبر اللاسلكي او الهاتف مع المهربين الاكراد الذين يستلمون اللاجئين بعد عبور السياج.

تقول فاطمة "طلبوا منا الانتظار تحت الشجر حتى يحين الوقت. حتى يحين موعد مناوبة الجنود الذين يرشونهم حتى يشيحوا ببصرهم عندما نعبر".

كلفها عبورها السياج 300 يورو، اي كل ما كان معها وما استدانته.

لكن عائلة أحمد الفتى الكسيح البالغ من العمر 14 عاما لم يكن لديها المال. كانت عائلته المعدمة الاخيرة التي بقيت في حي المرجة في حلب. وعندما قتل اثنان من اخوته وهما يرعيان الغنم في ارض خلاء واصيب ابوه جراء سقوط برميل متفجر القته مروحية، حزمت العائلة كل ما امكنها حمله وهربت.


يقول الفتى وهو يبتسم ابتسامة ماكرة "لم يكن لدينا المال لدفع اجرة  التهريب، فاختبأنا ثم زحفنا حتى السياج وتسللنا من تحته". ثم يضيف الفتى الذي لم يذهب يوما الى المدرسة "كنا محظوظين. عثر علينا رجال الشرطة الاتراك ولكنهم لم يعيدونا لأن معنا عددا كبيرا من الاطفال. حتى انهم طلبوا حافلة لنقلنا".

ويتراجع عدد اللاجئين الذين يعبرون سرا الى كيليس يوما بعد يوم مع تشديد الاجراءات على الحدود وتطبيق التعليمات بمنع التهريب على ما يبدو. وهذا بدوره يدفع المهربين الى طلب المزيد من المال اذ يتحدث اللاجئون عن دفع 500 وحتى الف دولار للشخص الواحد.

في مطعمه الصغير الذي افتتحه قبل سنتين ينتظر يزن احمد (35 عاما) منذ ثلاثة اسابيع وصول عائلته التي هربت من قرية تل رفعت التي سيطر عليها المقاتلون الاكراد. ويقول "انهم في احد المخيمات، في الجانب الاخر. مساء امس دفع اخي المال للمهربين. حاولوا تهريبهم لكنهم فشلوا. اطلق الحراس الاتراك النار فوق رؤوسهم".

وعدا عن هؤلاء واولئك، هناك الاكثر فقرا بين الفقراء، اولئك الذين لا يملكون اي شيء والمرغمون على مواجهة ويلات الحرب.

تقول فاطمة بحسرة "جارتي بقيت وحدها مع خمسة اطفال في حلب، بيتها في الطابق الاخير. اتصلت بها امس. كانت تبكي. ليس لديها احد تلجأ اليه".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib